هل يصبر الزوج على زوجته “العاقر” كصبرها عليه وهو “عقيم”؟

هل يصبر الزوج على زوجته “العاقر” كصبرها عليه وهو “عقيم”؟
حجم الخط

في المجتمعات الشرقية، تُحرم المرأة من مشاعر الأمومة إذا ارتبطت برجل لا يُنجب “عقيم”، مستسلِمة لنصيبها من باب صون العِشرة مع زوجها، وتحقيقاً لرغبة المحيطين بها كي لا تسبب له أي انكسار داخلي لو أرادت الانفصال عنه.

وعلى النقيض من ذلك، يمارس من حولها الضغط عليها إذا كانت “عاقراً”، ويشجعون زوجها على الزواج بأخرى تنجب له مولوداً يحمل اسمه، وهذا أقسى ما تخافه المرأة بعد الزواج؛ لأنها في نهاية المطاف هي الخاسر الأكبر.

وهذا يستدعي لطرح التساؤل: لماذا لا نساوي بين الزوج والزوجة في حق كل منهما في الأمومة والأبوّة؟

أجابت الدكتورة في علم النفس الإعلامي سهير السوداني عن هذا التساؤل لـ “فوشيا” بأن المرأة تصبر على زوجها العقيم، ولا تصرح بذلك إطلاقاً لأحد، حرصاً منها على مشاعره واحتراماً لظرفه.

وأبدت السوداني استغرابها من موقف الزوج وأقربائه نحو زوجته العاقر، وكيف يطلبون منه الإسراع بالزواج من أخرى كي يصبح عنده ولد يحمل اسمه دون أن يصبر عليها.

لماذا تضطر الزوجة للقبول بزوجها العقيم؟

بيّنت السوداني أن الزوجة هي السّكَن في الحياة، وأن مقدار الوفاء والإخلاص عند السيدات أكبر، وأكثر التصاقاً في بيتها، وهذا من طبيعتها التي خُلقت عليها، أما الرجل فيسهل عليه ترك بيته وزوجته والتخلي عنهما بشكل أسهل من المرأة.

وبحسب السوداني، فإن مقياس رجولة الزوج عند المجتمعات العربية ترتبط بقدرته على الإنجاب، وأن عُقمه يعني أنه لا يستحق اسم “رجل”، متناسين أن الرجل عبارة عن عطاء وموقف وسلوك وأخلاق، ولا تنحصر رجولته في القدرة على الإنجاب، هذه هي قناعاته الشخصية وقناعات أسرته، بخلاف الزوجة التي ترضى بعُقم زوجها، مبررة ذلك بأن هذا هو نصيبها، وأنه حكمة من الله لا ينبغي الاعتراض عليها.

من جانب آخر، يشير أخصائيون نفسيون أن المرأة التي يطغى على شعورها تحقيق حلمها بالأمومة، لا يمكنها حرمان نفسها من هذه الغريزة، لما سيترتب عليها من آثار نفسية تصيبها بحالة من الاكتئاب والشعور بالقلق.

وينصحونها في حال قبِلت بالتنازل طوعاً عن غريزتها والعيش مع زوجها العقيم، أن تتأقلم مع اختيارها، على أن لا تمُنّ عليه بتضحيتها من أجله تفادياً لوقوع مشاكل قد تحوّل حياتهما إلى جحيم.