الوفود الدبلوماسية الأوروبية ... اعداد اتفاق سري بين حركة حماس وإسرائيل ومصر

مصر
حجم الخط

مع كثافة الزيارات التي قامت بها الوفود الدبلوماسية الأوروبية مؤخرا لقطاع غزة، كثر الحديث عن "طبخة سياسية" يجري اعدادها مع حركة حماس قد تفضي الى اتفاق سري يجري التمهيد له مع إسرائيل من جهة ومصر من جهة أخرى.

مصادر مطلعة من داخل حركة حماس ومن خارجها قالت  عن أن غالبية الوفود التي جاءت لغزة لم تعقد لقاءات مباشرة مع قادة حماس لكنها أوصلت عبر جهات معينة من شخصيات مستقلة لها تواصل مع الحركة أو مقربة منها أن دول الاتحاد الأوروبي معنية بالتوصل لاتفاق يوقف معاناة سكان قطاع غزة ويمنع أي مواجهة عسكرية أخرى يدفع فيها المدنيون أرواحهم ضحايا لها.

المصادر اشارت أيضا إلى أن الوفود الأوروبية لم تقدم أي رسائل رسمية لحماس لكنها مجرد رسائل شفوية، موضحة ان نيكولاي ميلادنوف وهو شخصية أوروبية رسمية رفيعة المستوى عقدت اجتماعا مع القيادي في الحركة موسى أبو مرزوق منذ أيام في غزة جرى خلاله بحث ملف المصالحة وتمكين حكومة الوفاق من عملها وتسليم المعابر لها تمهيدا لدمج الموظفين والتنسيق المشترك من أجل إحلال الهدوء بتعاون مع حكومة الوفاق.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن حماس أبدت استعدادها التام للتعامل مع كل الملفات، متهمةً حكومة الوفاق بالتقصير تجاه أزمات غزة المتصاعدة. فيما أبدى المسؤول الأممي استعداده لنقل أي رسائل من حماس للرئيس محمود عباس من أجل استئناف جهود المصالحة.

وأشارت المصادر إلى أن المبعوث الأممي طلب من حماس تأمين زيارة رئيس الوزراء رامي الحمد الله إلى غزة التي يخطط الأخير لها، وينتظر من حماس الموافقة عليها لمنع عرقلتها.

حماس أيضا شددت خلال اللقاء على أهمية حل أزمة الموظفين باعتبارها الأزمة الأساسية التي يمكن من خلالها حل كافة الأزمات. فيما أكد المسؤول الدولي على أحقية طلب حماس من أجل حل الإشكاليات القائمة.

وتفيد المصادر أن الوفود الأوروبية بما فيها ميلادنوف أشاروا لأهمية التوصل لاتفاق تهدئة في غزة، لكن حتى اللحظة لا يوجد ما يمكن أن يقال عنه اتفاق أو تفاهمات حقيقية بل هي مجرد تبادل رسائل في محاولة للتوصل لتفاهمات تحاول الوفود الأوروبية أن يكون للسلطة الفلسطينية فيها دور باعتبار أن حكومة الوفاق تمثل كل الفلسطينيين.

العلاقة مع مصر

وبشأن الحديث عن لقاء عقد مع الجانب المصري مؤخرا، قالت المصادر أن القياديين موسى أبو مرزوق وعماد العلمي واثناء مرورهما في مصر في طريق عودتهما لغزة قبل أسابيع قليلة عقدا اجتماعا في مطار القاهرة لوقت قصير مع ضابط كبير في المخابرات المصرية وبحثا أهمية استئناف المصالحة وملف مفاوضات التهدئة مع الاحتلال وتحسين العلاقات بين الجانبين.

وقالت المصادر ان اللقاء كان عابرا وليس كما يتم المبالغة فيه إعلاميا، مشيرةً إلى أن مصر طلبت من حماس ضبط الحدود خاصةً بعد تمكن مقاتلين متشددين من دخول الحدود من سيناء إلى غزة لتلقي العلاج بعد إصابتهم في العمليات القتالية هناك.

وأكد الوفد المصري على أن فتح معبر رفح باستمرار مرتبط بتسلم حكومة الوفاق الوطني المسؤولية عن المعبر. فيما أبدت حماس استعدادها للتعاون مع مصر من أجل ضبط الحدود والتعاون في كافة الملفات مع أهمية الضغط على الاحتلال لوقف اعتداءاته في غزة والمضي في ملف التهدئة.

"القدس "