"عن اي أمن تتحدثون" ؟!

سامي.jpg
حجم الخط

بعد ان خطت المصالحة الفلسطينية خطواتها الاولى بثبات وتم الغاء اللجنة الإدارية وتسليم الوزارات والمعابر بسلاسة متناهية لم يكن يتوقعها اكثر الناس تفاؤلاً , وبعد ان تنفس الشعب الفلسطيني الصعداء املاً ان تسير هذه المصالحة ويتخلص من ظاهرة الانقسام البغيض , هذه الظاهرة الغريبة عن صفات وطبائع شعبنا المناضل , يخرج علينا السيد رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمدلله بتصريح منغص على القلب وعلى الحياة فيقول اننا صحيح استلمنا المعابر واستلمنا الوزارات وكل شيء سار على احسن مما خطط له ولكن كل ذلك لا يمكن ان يكون صحيحاً إلاّ بوجود الامن.

عن اي امن يتحدث السيد رئيس الوزراء ..؟؟

هل عن امن رام الله مثلاً , حيث تستطيع ان تدخل اي قوة اسرائيلية الى اي بقعة في الضفة الغربية وتعتقل من تشاء ومن وسط رام الله ؟؟

هل عن رجال امن واجهزة امنية عندما تريد القوة الاسرائيلية ان تدخل الى المدن الفلسطينية تقوم بالاتصال بقيادة الاجهزة الامنية ليأمروا عناصرهم بالجلوس في بيوتهم هم واسلحتهم حتى تتم القوات الاسرائيلية مهامها دون منغصات ؟؟

هل عن امن يقوم باعتقال كل فلسطيني يريد ان يقاوم الاحتلال ولا يرضى بالذل والهوان؟؟

هل عن امن يقوم بإرجاع جنود الاحتلال اللذين ينتهكون حرمة مدنهم الفلسطينية ويعيدوهم الى ذويهم في الوقت التي تعج فيه سجون الاحتلال برجالنا وبناتنا وحتى اطفالنا.

عن امن يتلذذ رجاله في اخذ الصور التذكارية مع ضباط وجنود جيش الدفاع الاسرائيلي ويقومون بالتنسيق معهم ليل نهار.

عن اي امن يتحدث و المستوطنون يعيثون فساداً وخراباً في مدن وقرى الضفة الغربية ولا يستطيع اي رجل امن فلسطيني ان يقف في طريقهم او يمنعهم عن ممارسة عنجهيتهم وعربدتهم واسأل سيدي رئيس الوزراء عائلة دوابشة عن ذلك؟

عن اي امن يتحدث السيد رئيس الوزراء ؟ اذا كان على هكذا امن ففعلاً لا يوجد في قطاع غزة امن مثل امنه بل يوجد في قطاع غزة امن  يحمي الحدود ويدافع عن المقاومة ويسمح باقتناء السلاح ويحافظ على امن الوطن والمواطن , ألا يكفي هذا ليقول السيد رئيس الوزراء ان الامن في غزة يرفع الرأس وفعلاً عندما تكون في غزة تشعر انك في الوطن بلا حواجز ولا حرس حدود وبلا جيش دفاع اسرائيلي..كما قال بعض رجاله في زيارتهم الاولى لغزة