يوافق اليوم السبت، الذكرى السنوية الثالثة عشر لرحيل الرئيس الفلسطيني، الشهيد ياسر عرفات "أبو عمار".
فقد رحل المناضل "أبو عمار" في الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2004، بعد أن رسخ نهجا ثوريا صلبا، وعقب حصار صهيوني جائر لمقر الرئاسة "المقاطعة"، جاء رداً على مواقفه وتمسكه بالثوابت الوطنية.
وشكّل رحيل عرفات علامة فارقة في تاريخ السلطة الفلسطينية، التي لم تتبنَ قضية التحقيق في اغتياله رغم مرور 12 عامًا، مع أنها شكلت لجنة تحقيق لم تستخلص الى نتائج لهذه اللحظة.
لقد استفادت مختلف مراحل النضال الوطني منذ انطلاقة الثورة المعاصرة من حنكة عرفات، الواسعة وإرادته وصموده أمام كل التحديات، إذ أنه حوّل الكثير من الانتكاسات إلى انتصارات سجلها التاريخ.
ولد 'أبو عمار' في القدس في 4 أغسطس عام 1929، واسمه بالكامل 'محمد ياسر' عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني، وتلقى تعليمه في القاهرة، وشارك بصفته ضابط احتياط في الجيش المصري في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر في 1956.
وقد درس في كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وشارك منذ صباه في بعث الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال نشاطه في صفوف اتحاد طلبة فلسطين، الذي تسلم زمام رئاسته لاحقاً.
وبدأ عرفات بتشكيل مجموعات من أصدقائه الذين لجأوا إلى الكويت قادمين من غزة، وتطورت تلك المجموعات حتى كوَّنت حركة عرفت باسم حركة فتح. وأول المؤسسين للحركة هم خليل الوزير، وصلاح خلف، وخالد الحسن، وفاروق القدومي. ولم يُعرف بالتحديد وقت تأسيس حركة فتح، إلا أن تأسيسها كان في الفترة ما بين عامي 1958-1960م.
وتزعم عرفات مراحل مختلفة من النضال خاضها في عدد من دول الطوق التي نزح اليها تباعًا، بعد اشكاليات سياسية حدثت بين منظمة التحرير التي ترأسها عرفات وبين عدد من قادة هذه الدول.
وبعد الحرب الصهيونية على لبنان عام 1982 نزح عرفات مع عدد من المقاتلين إلى تونس، حيث اغتيل هناك عدد من قادة المنظمة وفي مقدمتهم ابرز القيادات التي كانت تعد أركانًا مهمة لدى عرفات وهم خليل الوزير وابو الهول.
ومع بداية مرحلة التسعينيات من القرن الماضي، فاجأ رئيس السلطة الشعب الفلسطيني بالتوقيع على اتفاق أوسلوا، في خطوة سياسية أوجدت جدلًا كبيرًا في أوساط الشعب الفلسطيني ونددت بها اغلب الفصائل الفلسطينية، قبل أن تأتي بعرفات ورفاقه من الخارج الى الداخل المحتل.
وخاض الرجل مرحلة سياسية في غاية التعقيد من المفاوضات، أوصلته الى قناعة بعدم جدواها، ما دعاه لدعم الانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2000م، بعد اقتحام شارون لحرام المسجد الأقصى.
وبعد ذلك حمّل شارون عرفات المسؤولية عن قيادة الانتفاضة، فعمل مع بداية 2004 على اجتياح الضفة ومحاصرة مقر المقاطعة التي كان يجلس فيها أبو عمار، وحوصر بدبابات الاحتلال ومنع عنه الكهرباء والمياه والغذاء.