الى زهوة ياسر عرفات

image_2016-01-26-12-39-08_56a768ec648db9876c9a3f300f29c8ee619765c1ad768.jpeg
حجم الخط

 

زهوة الغالية ... اليوم الذكرى الثالثة عشر لرحيل والدك ووالدنا جميعا ،، القائد الرمز ياسر عرفات – رحمه الله – 
اليوم نتذكر معك رجلا ليس كالرجال في تاريخه وعطائه ، نتذكر معك قائدا ليس كباقي القادة في قوته وشجاعته ،، نتذكر زعيما ملك قلوب شعبه وأمته ، نتذكر اليوم معك تاريخ شعب وقضية متجسدة في رجل ، نتذكر حلقات مضيئة متواصلة من مسيرة أمة قادها الياسر ياسر .. 
نعم يا زهوة حق لك اليوم أن تفخري وترفعي رأسك عاليا ويكفي أن تقولي فقط . أنا زهوة ياسر عرفات ، وعندها ستنالين شرفا لن يناله أحد غيرك ،، انظري اليوم الى حال الشعب الفلسطيني كيف يخرج بغالبيته الساحقة يبكون معك رحيل القائد ويعبرون عن حبهم وعشقهم لرمز قضيتهم ،، كثيرون هم يا عزيزتي يشعرون بذات الشعور الذي تشعرينه اليوم بفقدان والد وأب حنون أحب أبناء شعبه جميعا دون تفريق بينهم ، كلهم يا عزيزتي يشعرون باليتم من بعده .. 
كان والدك كبيرا وعظيما في أعين الجميع من أحبه بصدق ومن اختلف معه ، حتى أعداءه لم يتمكنوا من إخفاء إعجابهم به وكلهم انحنوا أمامه تكريما وتعظيما واحتراما ، حتى أولئك الذين خاصموه في حياته ذهبوا الى ضريحه وعبروا له عن أسفهم ولسان حالهم يقول " فهمناك اليوم أكثر وأحببناك اليوم أكثر " .. 
ياسر عرفات تعامل مع كل المتناقضات وصنع منها حالة متوافقة مع ذاتها ، نجح في جمع الكل تجاه فكرة واحدة وهدف واحد هي " فلسطين " كل شخص مهما كان لونه أو فكره أو انتماؤه كان يجد له مكانا عنده ، المقاوم والمجاهد كان يفخر بالتقاط صورة أمام بدلته العسكرية وسلاحه الذي لم يفارقه أبدا ، والسياسي كان يتعلم منه فن السياسة والتقاط المواقف وفن العلاقات مع كل القيادات الدولية ، والمثقف والشاعر والكاتب يجلس لمناقشته والاستماع منه لقضايا تثير إلهامهم جميعا في الكتابة . والمتدين كان يشاركه في تدينه والتزامه بإيمانه المتصل بخالقه .. 
والدك يا عزيزتي بكاه كل شعبه دون استثناء الصغير والكبير الغني والفقير والمريض والشباب والنساء والمغترب والمقيم ،، بكاه كل عربي حر مؤمن بقوميته وبكاه كل أحرار العالم لأنه كان أستاذهم وملهمهم جميعا .. 
حتى هذا الجيل الجديد الذي لم يلتق بياسر عرفات ولم يعرفه عن قرب عشقه بالفطرة ، كل فرد منهم في داخله اسم يعتز به ويرى فيه رمزا لكرامته وعنفوانه اسمه ابو عمار ،، يرتدون كوفيته ويفخرون بانتمائهم لشعب رمزه ياسر عرفات . 
عزيزتي زهوة ارفعي رأسك عاليا وابتسمي اليوم فكل الأموات يتراجع الحزن عليهم كلما طال زمن غيابهم إلا ياسر عرفات يزيد الحزن على فراقه كلما طال زمن غيابه ،، انه السر الذي امتلكه ياسر عرفات حيا وميتا .. 
رحمك الله يا سيدي الأحياء يرفعون صورك ليكبروا بك ، وأنت تنظر إليهم جميعا بعيون العطف والحب ..