قال مسؤول ملف الاتحاد الاوروبي في بعثة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي بلجيكا ولوكسمبورغ، المستشار هادي شبلي، آن الأوان لتلعب أوروبا دوراً سياسياً فاعلاً ولا تكتفي فقط بدورها كداعم مالي للشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال محاضرة دعت لها جمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية في منطقة "Romanset Drome des Collins" الفرنسية في الذكرى المئوية لوعد بلفور، وسط حضور جماهيري مميز قارب 300 شخص.
وأضاف شبلي أن الشعب الفلسطيني تحمل وما زال، بلا ذنب تبعات حقبات معينة من تاريخ أوروبا المعاصر، التي أوجدت دولة إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني ووطنه، حيث لعبت أوروبا منذ ذلك الحين وحتى الآن على مد إسرائيل بكل أشكال الدعم العسكري، والسياسي والاقتصادي سواء على مستوى الاتحاد الأوروبي كمجموعة أو على مستوى ثنائي.
وبيّن أنه إذا أرادت أوروبا إصلاح خطئها التاريخي تجاه الشعب الفلسطيني والوصول إلى مرحلة توازن في علاقاتها مع الجانبين الإسرائيلي من جهة، والفلسطيني والعربي من جهة أخرى، فعليها تخطي مرحلة الإدانات الخجولة التي تبديها تجاه الجرائم اليومية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته، وتنتقل إلى اتخاذ إجراءات رادعة من شأنها إجبار إسرائيل على وقف ما تقوم به من تهويد واستيطان واعتقال واقتحام للمدن، مشيراً إلى أنه إذا كانت أوروبا معنية حقاً، كما تقول على لسان قادتها بالحفاظ على حل الدولتين، فعليها فوراً وبشكل ثنائي الاعتراف بدولة فلسطين على خط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف، كما نصت بذلك قرارات الشرعية الدولية .
وتوجه الدبلوماسي الفلسطيني بالتحية والتقدير لحركة التضامن الأوروبية مع فلسطين وخاصة في فرنسا والتي تساهم بالتعريف بمعاناة الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل الحرية والاستقلال، مستذكراً وجود مجموعة هامة منها في مقر المقاطعة برام الله إبان الحصار الإسرائيلي الجائر للرئيس الشهيد ياسر عرفات.
ودعا شبلي حركات التضامن مع فلسطين إلى تكثيف تحركها الدائم في دعم الشعب الفلسطيني بما في ذلك تشجيع كل أشكال المقاطعة للاحتلال الإسرائيلي وفي المقدمة البضائع القادمة من المستوطنات، ومحاسبة كل المؤسسات التي تتعامل مع الاستيطان، طبقاً للقانون الدولي الذي يعتبر الاستيطان جريمة حرب.