بحث السفير الروسي لدى فلسطين حيدر رشيد أغاتين، اليوم الثلاثاء، مع رئيس مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة عدنان سمارة، ورئيس الجامعة يونس عمرو، سبل تعزيز التعاون بين الجامعات الفلسطينية ونظيرتها الروسية.
واطّلع السفير الروسي، خلال زيارته لمقر رئاسة جامعة القدس المفتوحة بمدينة رام الله، على التطور الذي تشهده الجامعة، وزار فضائية القدس التعليمية التابعة للجامعة.
من جهته، أكد سمارة أن جامعة القدس المفتوحة هي جامعة الكل الفلسطيني، مشيراً إلى أن العلاقات الفلسطينية الروسية علاقات طويلة، و"نكنّ لروسيا كل المحبة والاحترام".
بدوره، أطلع عمرو السفيرَ الروسي والوفد المرافق على النجاحات والتطورات التي شهدتها جامعة القدس المفتوحة، مشيرا إلى أنها أضحت كبرى الجامعات الفلسطينية يدرس فيها ما نسبته 40% من طلبة التعليم العالي في فلسطين.
وقال: إن "القدس المفتوحة هي جامعة منظمة التحرير، وقد افتتحت لحاجة شعبنا لتوفير التعليم في ظل إجراءات الاحتلال الرامية إلى عرقلة التعليم الجامعي بإغلاق الجامعات، واستطاعت أن توفر طريقة للتغلب على إجراءات الاحتلال ومراميه".
وبيّن أن "القدس المفتوحة" بدأت عملها في الوطن منذ عقدين ونصف، وقد كانت ولادتها عسرة، لكنها تطورت مع دخول السلطة الوطنية الفلسطينية إلى أرض الوطن وتقدمت بخطى سريعة نظرا لالتفاف أبناء شعبنا حولها واهتمام القيادة بها، وسخر الله لها قيادة مخلصة بذلت كل الجهود من أجل رفعتها، حتى أضحى لها 20 فرعاً تعليمياً: 5 في قطاع غزة، و15 بالضفة الغربية، ثم نجحت في توفير مختلف الوسائط التعليمية.
وأوضح عمرو أن الجامعة توفر للطلبة العاملين التعليم الذي يحتاجونه، أما إذا كانوا يبحثون عن وظائف فإن الجامعة تتواصل معهم أثناء دراستهم وبعد تخرجهم لهذا الغرض، مبينا أن الإقبال على الجامعة يرتفع عاماً بعد عام، فقد وصل عدد المسجلين فيها خلال العام الأكاديمي الحالي نحو 17 ألف طالب.
من ناحيته، قال السفير أغاتين، إن المواقف الروسية الداعمة لفلسطين ستتواصل في المستقبل وإن الرئيس بوتين يولي الحقوق الفلسطينية المشروعة المتمثلة بإقامة الدولة الفلسطينية اهتماما كبيرا ويدعمها كل الدعم.
وأضاف أن روسيا تسعى لتفعيل التعاون في مختلف المجالات، بما فيها التعاون في مجال التعليم العالي الذي تسعى لتفعيله مع الجامعات الفلسطينية لتبادل الخبرات بين الجانبين.
وأوضح أن الموقف الروسي من فلسطين لم يتغير منذ خمسة عقود، و"قد دعمنا منظمة التحرير في الأمم المتحدة بصفتها ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، وكذلك اعترفنا بإعلان الاستقلال في الجزائر عام 1988، وتحولت ممثلية روسيا لدى فلسطين إلى سفارة، وها هي فلسطين اليوم دولة لها سفارتها في موسكو بكامل الصلاحيات".
وتابع: "السفارة الروسية في فلسطين تعمل في الوقت الحالي تحت ظروف صعبة بسبب الاحتلال، كوننا نعمل كدبلوماسيين في دولة فلسطين، وسفارة روسيا تعمل مباشرة بالتواصل مع موسكو، وهذا النمط من التعاون يعدّ إنجازاً كبيراً لدولة فلسطين. وإن تشكيل اللجنة الحكومية الفلسطينية الروسية تؤكد أن روسيا تتعامل مع فلسطين كدولة، والاجتماعات لهذه اللجنة بين الوزراء الفلسطينيين والروس وضعت برنامجا عمليا للتعاون في مختلف القطاعات".
ودعا أغاتين إلى تفعيل التعاون في مجال التعليم العالي بعمل اللجنة الحكومية الروسية الفلسطينية، ليكون التواصل بين الجامعات عبر غطاء حكومي فلسطيني روسي، وقال إن التعاون بين القطاعات التعليمية مباشر يتم عن طريقة اللجنة الحكومية الفلسطينية الروسية.
من جانبه، لفت رئيس الجمعية الأكاديمية الفلسطينية الروسية محمد نجاجرة إلى تقديم نحو 140 منحة لطلبة فلسطينيين في الدراسات العليا ببرامج البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في روسيا. وقال: "سعينا عبر السفارة الروسية لعقد المؤتمر الدولي الأول في منتصف شهر آذار، ويسعدنا أن تكون القدس المفتوحة جزءاً من هذا المؤتمر".