قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: "لقد أثبت مهندسونا في فلسطين، وفي الدول العربية، والعديد من دول العالم، قدرتهم على التميز والنجاح وإثراء قطاع الهندسة بالكثير من الإسهامات النوعية التي رفعوا بها اسم فلسطين عاليا وخفاقا، وشاركوا في التنمية والإعمار في الوطن وعربيا بل ودوليا أيضا".
جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر العام لاتحاد المهندسين الفلسطينيين، بمدين رام الله اليوم الخميس، بحضور أمين عام الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين مروان عبد الحميد، ونائب رئيس الفيدرالية الدولية للمنظمات الهندسية سيرتومير ريميك، ونقيب المهندسين الفلسطينيين مجدي الصالح، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وأضاف الحمد الله: "قد تأتى ذلك من خلال مسيرة طويلة وحافلة بالإنجازات كما بالتحديات، خطاها الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين، ليكون جسما نقابيا وشعبيا، يرسم مسارا واضحا للهندسة الفلسطينية ضمن البرنامج الوطني الشامل والثابت لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويمثل حوالي مئتي ألف مهندس فلسطيني في أصقاع العالم ومن جميع التخصصات الهندسية، منهم فقط 18% متواجدون في فلسطين، ما يضعنا جميعا أمام مسؤوليات إضافية للاهتمام بهم وتحفيزهم على المشاركة في تنمية بلادنا.
وتابع: "بكثير من الفخر والاعتزاز، أتواجد بينكم اليوم، ممثلا عن فخامة الرئيس محمود عباس، وفي رحاب مؤتمر اتحاد المهندسين الفلسطينيين العام، وبين هذه النخبة المميزة من مهندسي فلسطين وممثلي الشركات الهندسية، ومن ضيوف بلادنا الكرام. أحييكم جميعا على ما تقومون به للارتقاء بالعمل الهندسي والنهوض بمستواه العلمي إلى أفضل المعايير العالمية، والمساهمة في جهود التنمية الوطنية".
وبيّن الحمد الله أن هذه المرحلة أيضا، تشهد تصعيد إسرائيل لوتيرة توسعها الاستيطاني ونهب المزيد من الأرض والموارد وهدم البيوت وتهجير شعبنا، خاصة في القدس ومحيطها وفي الأغوار الشمالية، منوهًا إلى أن إسرائيل ماضية في تثبيت احتلالها على أرضنا، ومواصلة انتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي والاتفاقيات الأممية واستخفافها بالقرارات الدولية، بما في ذلك، قرار مجلس الأمن الدولي 2334، مستغلة الصمت المطبق والمخجل من المجتمع الدولي.
وأردف أن عمل الحكومة بتوجيهات من الرئيس، انصبّ على تخطي هذه الصعاب والعمل على تعزيز الصمود والمنعة في مواجهة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي. وقال: نجحنا في تكريس مؤسسات فاعلة مستجيبة لاحتياجات المواطنين قادرة على مدهم بالخدمات في كل شبر من أرضنا، كما واصلنا ترشيد النفقات وإتباع إجراءات مالية رشيدة، تمكنا في إطارها من تعظيم الإيرادات الذاتية والانتظام بتسديد فاتورة رواتب الموظفين، رغم الحصار المالي والسياسي الذي نواجهه وتراجع المساعدات الخارجية إلى حوالي 70%.
وقال رئيس الوزراء: "لقد أحيا شعبنا أمس الذكرى التاسعة والعشرين لإعلان الاستقلال وقيام الدولة، الذي أسس لعهد جديد من الحراك الدبلوماسي، الذي عليه بنيت اعترافات دول وشعوب العالم بدولة فلسطين وبحقنا في العودة وبناء مستقبلنا وتقرير مصيرنا، والمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على أرضنا، وهو ما يتطلب منا جميعا المزيد من الوحدة والتكاتف الداخلي للسير نحو تجسيد الاستقلال والسيادة في كنف دولة فلسطين على كامل الأراضي المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس، وغزة والأغوار في قلبها".
وأضاف: "بدعم من الرئيس الشهيد ياسر عرفات، اعتبر الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين عنوانا موحدا، وإحدى البنى الفاعلة في منظمة التحرير الفلسطينية. فقد تمكن، بتكاتف المهندسين المؤسسين، أن يشق دربه من واقع التشتت والتشرد وآلام النكبة ومن منافي الشتات، ومن خلال الروابط الهندسية أولا، ليحمي الهوية الوطنية ويصون وحدة المهندسين الفلسطينيين في العالم، ثم يبدأ بالتوسع والتطور والمأسسة، والمشاركة عربيا ودوليا. وكسائر البنى، فقد تأثر الاتحاد بممارسات الاحتلال الإسرائيلي وبالانقسام الفلسطيني وبشح الإمكانيات، إلا أن عمله في رعاية شؤون المهندسين وتفعيل حضور هندسي فاعل في المحافل العربية والإقليمية والدولية، ظل قائما وملهما أيضا، حيث اجتهد قادة ومؤسسي الاتحاد، وبدعم من الأسرة الهندسية، لتجاوز الصعاب والتحديات، وصون كيان ووحدة الاتحاد بل والنهوض به أيضا".
وأشار الحمد الله إلى أن الاتحاد العام، تمكن بحراكه النشط وبعضويته في شبكة واسعة ومتنامية من المؤسسات والمنظمات الهندسية والنقابية العربية والدولية، من تكريس حضور الشخصية الفلسطينية الهندسية في العالم، وقد توج هذا بوصول فلسطين إلى قمة الهرم الهندسي العالمي، بانتزاع رئاسة الفيدرالية العالمية للمنظمات الهندسية قبل نحو أربعة أعوام، حين انتخب الأمين العام لاتحاد المهندسين مروان عبد الحميد رئيسا للفيدرالية العالمية، ليرأس أكثر من عشرين مليون مهندس من أنحاء العالم، ويساهم في المزيد من إعمال وتدويل قضيتنا.
واختتم الحمد الله كلمته: نيابة عن فخامة الرئيس محمود عباس، أحيي الاتحاد العام للمهندسين وأمينه العام وقادته المؤسسين على ما بذلوه من جهود وطنية مخلصة للسير بالاتحاد نحو التقدم والمأسسة والمشاركة المميزة في المحافل الدولية. فقد أثبت الاتحاد، أنه بنية مؤسسية فاعلة ونشطة ومؤثرة في الإعمار والتنمية، كما في السياسة ومداميك العمل الوطني النضالي كافة.