وهم اسمه صفقة القرن

1d7eg.jpg
حجم الخط

 

حسنا فعل البيت الأبيض عندما نفي أن التقرير الذي نشرته القناة الثانية الإسرائيلية يوم السبت الماضي، حول خطة للرئيس دونالد ترامب، لتسوية سياسية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ضمن مايعرف باسم صفقة القرن «تقرير مضلل». وفي رأيي فإن كل ماينشره الإعلام الإسرائيلي يأتي خطة إسرائيلية لخلق حالة من الرفض في الشارع العربي للمشروع ككل إذا كان يحمل بين بنوده أي تنازلات من الجانب الإسرائيلي حتي ولو كانت تل أبيب ستحصل في مقابلها علي اعتراف عربي شامل. وحسب مزاعم القناة الثانية الإسرائيلية، فإن المرحلة الأولي في خطة ترامب، تقضي بإقامة دولة فلسطينية دون إخلاء المستوطنات، ومن ثم يتم التفاوض علي تبادل الأراضي والسكان، دون إقامة الدولة الفلسطينية ضمن حدود الرابع من يونيو عام 1967..

ووفقا للخطة المزعومة فإنه لن يتم إجلاء المستوطنين من الضفة الغربية المحتلة.

وستستمر السيطرة الإسرائيلية علي كل اجزاء القدس، ولو كان هذا التقرير صحيحا كما زعمت القناة فمعناه نهاية مايسمي صفقة القرن، لأنه لن يكون بمقدور أي قيادة فلسطينية مهما تكن أن توافق عليه، أو تقبل حتي بمبدأ مناقشته ولو هددت واشنطن بإسقاط السلطة الفلسطينية. وإمعانا في التضليل زعمت القناة الثانية الإسرائيلية أنه سيتم تقديم حوافز اقتصادية للجانب الفلسطيني يتم توفير تمويلها من الدول العربية التي تريد التطبيع مع تل أبيب ضمن صفقة القرن، وقبلها بأيام زعمت مصادر امريكية موالية لإسرائيل أن ترامب بات يؤيد حل الدولة الواحدة الديمقراطية، وتضم كل أرض فلسطين التاريخية ويعيش اليهود والفلسطينيون معا فيها، وذلك طبقا لصفقة القرن كما زعموا أيضا، وبالتالي تحولت صفقة القرن إلي وهم نعيش فيه ولا نستطيع أن نراه .

عن الاهرام