لا أشكو لأحد لكني حزينة جداً

لا أشكو لأحد لكني حزينة جداً
حجم الخط

مرحبا خالة حنان،
في البداية أشكرك على الفرص التي تمنح لنا للمواصلة معك، وطرح مشاكلنا.
أنا سيدة متزوجة، وليس لدي أولاد، وقد مررت في الأيام الأخيرة ببعض الاضطرابات النفسية، كالحزن والرغبة بالبكاء، علماً أنني لا أعاني مشاكل مع زوجي، والحمد لله، بالعكس فهو يحاول أن يخرجني من تلك الحالات التي أمر بها، كما أنني لا أريده أن يراني في هذه الحالات حتى لا ينزعج.
أردت أن أتكلم قليلاً عن الحالة النفسية الصعبة، التي ساعدت على ظهور الاضطرابات النفسية في السنوات القليلة الماضية، غاب عني زوجي لمدة طويلة، واضطررت خلال هذه المدة إلى البقاء في بيت والدي، لكني مررت ببعض المشاكل مع أفراد العائلة، مع أمي وحتى مع إخوتي، مما جعل هذه المشاكل لا تزال قائمة حتى الآن، وتجبرني على الحد قليلاً من علاقتي معهم، من أجل راحتي النفسية والجسدية، أصبحت لا أبوح بأسراري الداخلية ولا أشتكي إلا لزوجي، لكني لا أريد أن أثقل عليه كثيراً، رغم أنه جد متفهم و مستعد دائماً لسماعي.
زوجي يضطر دائماً للغياب عني بسبب شغله، ولذا أصبحت أشعر بالفراغ رغم أنني أحاول دائماً إشغال نفسي بأشياء كثيرة، كالخياطة وممارسة الرياضة، لكني غير مرتاحة، أرجوك أحتاج بعض النصائح.
حبيبة

الحل والنصائح من خالة حنان:
1ـ عزيزتي الحبوبة حبيبة، التي أحب أن أسميها صاحبة القلب الطيب والعقل الجيد.
2ـ واضح أنك يا عزيزتي مرهفة الإحساس، وفي الوقت نفسه قادرة على ضبط مشاعرك؛ كي لا تسببي أذى أو إزعاجاً لغيرك.
3ـ لهذا نحن نعتبرك من فئة الناس التي يحظى الآخرون بتفكيرها، كأنها تمتص أخطاءهم وتنأى بنفسها، أو تضحي لتخفيف حدة المشاكل أو إبعادها.
4ـ أقول لك رغم كل هذا أنت تفكرين بالآخرين بحرص يفوق تفكيرك بنفسك، لهذا فالمعادلة ليست في صالحك، وعليك أن تعيدي التوازن؛ لأن لنفسنا علينا حقاً كحق المقربين تماماً، وهذه ليست أنانية بل حكمة.
5ـ أنت بحاجة إلى أن تنوعي في النشاطات التي تقومين بها، الرياضة ممتازة ولتكن جزءاً أساسياً في حياتك اليومية، أما الخياطة فهي هواية جيدة أيضاً، ولكن هل فكرت مثلاً لمن تخيطين؟ ولماذا؟ وما الفائدة أو المساعدة التي تقدمينها للآخرين؟
6ـ بصراحة يا حبيبة خالتك، أنت إلى الآن اخترت الانسحاب، وهذا يسبب الكآبة، لهذا نصيحتي ستكون بتشجيعك على تجاهل حالتك، نعم ارم حالتك وراء ظهرك، ولا تفكري بها، ولكن لن تستطيعي أن تفعلي هذا إذا لم تشغلي نفسك بنشاط مفيد للآخرين، للمثال، بدلاً من التهرب والابتعاد عن أفراد عائلتك، بادري في التفكير باحتياجاتهم واسألي نفسك، كيف أستطيع أن أقدم لأمي شيئاً يفرحها، بعيداً عن خلافي معها؟ واطرحي السؤال أيضاً حول إمكانية مساعدتك لبقية أفراد عائلتك، وكذلك صديقاتك ومعارفك.
المشكلة: تذكري يا حبيبة أن المساعدة لا تعني الإحسان أو الشفقة، بل المشاركة الوجدانية أو العملية، أو أي سلوك ومبادرة تجعل الآخرين يكتشفون أننا نحبهم ونحرص عليهم، وستجدين أنهم سيبادلونك المشاعر ولو بعد حين، فلا تيأسي بل تفاءلي؛ لأن الوضع الجديد سيكون حتماً، أفضل حالاً من وضعك الحالي بإذن الله.

وللنساء والزوجات اللاتي يبحثن عن رأي صادق وحلول لمشاكلهن «خالة حنان» عادت لتدعم كل النساء وتقدم لهن الحلول، راسلوها عبر إيميلها الخاص khala. hanan@sayidaty. net
حقوق نشر المشاكل وحلولها محفوظة

يمنع نشر أي مشكلة أو حل من دون إرفاقها بالعبارة الآتية:
(عن خالة حنان: مجلة سيدتي).. وأي نقل لا يلتزم بهذه الإشارة يقاضى قانونيًا.