إما إيران أو إسرائيل

thumbgen (4).jpg
حجم الخط

 

تريد التحالف مع إيران: اتفضل. تريد التحالف مع إسرائيل: طريقك أخضر. لن أقول لك إنك إن تحالفت مع إيران سيكون مصيرك مثل سوريا واليمن والعراق ولبنان، كما لن أقول لك إنك إن تحالفت مع إسرائيل ستفشل مثلما فشل بارزانى الأكراد حالياً، أو تذهب ريحك كما ريح سعد حداد، صاحب جيش لبنان الجنوبى سابقاً، أو بشير الجميل، الذى لم يهنأ بكرسى رئيس لبنان، فانفجر به.

لن أقول لك إن التحالف مع إيران أو مع إسرائيل ربما يُمثِّل هدفاً لنظام حكم أو مجموعة تسعى للسيطرة على حكم، لكنه أبداً لا يفيد بلداً ولا ينقذ وطناً، إن لم يأخذه إلى طريق اللاعودة. قد يكون كل ذلك فى اعتبارك. من المطمئن لو كان ذلك فى اعتبارك. إنما خُذْ حذرك مما هو آتٍ. هناك محاولة لتصنيع معادلة صراع بالمنطقة بين جبهة شيعية بقيادة إيران تقابلها جبهة سنية بقيادة إسرائيل.

مطلوب إدخال المنطقة إلى أتون مرحلة أكثر خطورة ودموية وتدميراً باسم «الصراع السنى- الشيعى» فى المنطقة. عشتَ سنواتك الأخيرة فى محاولات إدارة الصراع بمنظمات العنف والإرهاب، كمجموعات «داعش» و«النصرة» و«نجباء الجيش الشعبى».. وما شابه. أنت الآن على مشارف إدارة الصراع بالدول.

امسك عقلك. مشكلتنا مع إسرائيل قديمة ومزمنة كما تعرف. هناك مشكلة عربية- إيرانية صحيح. إيران تحاصر دول الخليج، وأولاها السعودية صحيح. إيران تتفاخر علناً بسيطرتها على دول عربية فى العراق وسوريا ولبنان واليمن صحيح. إنما أبداً لا تسمع عن تدخل أو وجود أو توغل لأى من العرب داخل إيران. تسمع فقط عن محاولات عربية إقليمية ودولية لصد إيران وعودتها إلى خارج المنطقة العربية. تسمع أيضاً بعض عرب يقولون إنهم يتحالفون مع إيران بصور وأشكال مختلفة. إنما لا تسمع عرباً يقولون إنهم يتحالفون مع إسرائيل ضد إيران.

صحيح أنك تسمع عرباً يقولون إنهم يتفاوضون مع إسرائيل وأمريكا من أجل تحرير الفلسطينيين من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، لكنك- بالمقابل- صرت تسمع حديثاً إيرانياً- إسرائيلياً- أمريكياً يخلط الحابل بالنابل، فيُسمِّى السعى للتخلص من احتلال إسرائيل «حلفاً سنياً- إسرائيلياً- أمريكياً ضد إيران»؟!

قرأت أخيراً تعليقاً حصيفاً منسوباً لوكالة شينخوا الصينية يقول: لن يحدث أى شىء مع إيران، فهى الدجاجة التى تبيض ذهباً لأمريكا، ولو انتهى النظام الإيرانى ينتهى ابتزاز الخليج وتصبح الخزانة الأمريكية خاوية.

أظن أنك قرأت الكثير والكثير عن وظيفة إسرائيل. ولماذا هى هنا، وأنه أبداً لا يحدث معها شىء، ولا تحتاج منى إلى مزيد، إنما أنت ترى بنفسك كيف تتعلل أمريكا وإسرائيل بإيران، وكيف تتعلل الأخيرة بإسرائيل وأمريكا، بينما الذى يعانى هو العرب، والذى يجرى احتلاله واستعباده هو العرب، والذى تتم الهيمنة والسيطرة عليه هو العرب. والفائز من هذا كله أمريكا وإسرائيل، وأخيراً إيران، والضحية هم العرب، الذين على ما يبدو لم يعد يكفيهم تلويثهم وتشريدهم وتدميرهم بجماعات الإرهاب والتوحش والعنف، فحق عليهم مواصلة المحق والسحق بخرافة «الحلف السنى- الإسرائيلى» الذى يقاومه «الحلف الشيعى الإيرانى». ولله الأمر من قبل ومن بعد.

عن المصري اليوم