أكدت مصادر في حركة فتح أن اجتماعاً لمجلسها الثوري سيعقد في مقر الرئاسة في مدينة رام الله غداً الثلاثاء. وبحسب المصادر فإن الاجتماع مخصص بشكل رئيسي لبحث بندين يتعلقان بموعد المؤتمر السابع لحركة فتح وإجراء تعديل وزاري على حكومة رامي الحمد الله دون موافقة حركة حماس في حال واصلت تعطيل دور حكومة الوفاق في قطاع غزة.
وسيبحث اجتماع الثوري كذلك التحديات التي تواجه السلطة الفلسطينية وتحديداً في المحافل الدولية مع اقتراب موعد تسليم ملفي الاستيطان والحرب على غزة للمحكمة الجنائية الدولية. وكذلك التحديات أمام حركة فتح على الساحتين الداخلية والخارجية. وهناك مقترح يجري تداوله لعقد مؤتمر الحركة اسابع في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وسيعقد المجلس الثوري لحركة فتح اجتماعه بعد عودة الرئيس الفلسطيني محمود عباس من جوهانسبرغ في جنوب افريقيا حيث كان يشارك في قمة الاتحاد الأفريقي التي دعي إليها في جنوب إفريقيا. وألقى الرئيس كلمة في المؤتمر كضيف رئيسي من بين خمسة ضيوف تمت دعوتهم.
ويتزامن انعقاد المجلس الثوري لفتح مع ذكرى سيطرة حركة على قطاع غزة، وعودة مسلسل «الردح» بين الحركتين على كثير من المواقع الإلكترونية التابعة لهما، الأمر الذي أثار غضب الشارع الفلسطيني بشدة خاصة مع استمرار سقوط الشهداء برصاص الاحتلال الإسرائيلي وآخرهم شهيد كفر مالك.
ويثير استئناف التراشق الكلامي بين الجانبين حفيظة وغضب الشارع الفلسطيني، خاصة تلك التسميات التي تطلق من أنصار ومواقع الحركتين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. فحركة حماس تشير الى المعارك التي شهدها قطاع غزة في حزيران / يونيو 2007، وراح ضحيتها المئات من الفلسطينيين، قبل ان تبسط سيطرتها الكاملة عليه، مصطلح «ذكرى الحسم العسكري وتطهير قطاع غزة». أما حركة فتح فتستخدم مصطلح «الانقلاب العسكري وقتل الأخ لأخيه».
لكن الأمر مختلف تماماً بالنسبة للشارع الفلسطيني لأن كل ما حدث كان له ولا يزال تأثير مباشر عليه وعلى حياته بشكل مباشر، خاصة وأن نتيجة ما جرى هو انقسام فلسطيني تبعاته مستمرة حتى الآن واستمرار الاحتلال الإسرائيلي في شرذمة أحوال الفلسطينيين المشرذمة أصلاً.
ويمتد غضب الشارع الفلسطيني على مدى سنوات الانقسام لكثرة «المصالحات» التي تمت في عدة عواصم عربية وآخرها في قطاع غزة.
لكن كل هذه المصالحات لم تستطع إنهاء الانقسام بشكل فعلي على الأرض وها هي حكومة الوفاق لم تستطع بعد عام كامل من العمل في قطاع غزة.
وطالب عدد من النشطاء الفلسطينيين بإتمام المصالحة الفلسطينية وتمكين حكومة الوفاق من ممارسة عملها في غزة.
ودعا النشطاء لنشر صور الشهيد عبد الله غنايم المؤلمة على صفحات «الرداحين» من الطرفين عسى أن يكون لها صدى عليهم ويوقفوا هذا المسلسل خاصة مع دخول الأسير خضر عدنان في وضع صحي صعب بعد 42 يوماً من الإضراب عن الطعام.
ويعتقد الشارع الفلسطيني جازماً أن المصالحة لن تُنجز كون الحركتين لهما أجندتين مختلفتين وتحالفات إقليمية تفرض عليهما السير كل في طريقه.
"القدس العربي "