أفاد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، المفوض العام للعلاقات العربية عباس زكى، بأن السلطة الفلسطينية ترتب الآن لضم حركتي حماس والجهاد الإسلامى.
وقال زكي، إن انضمام كل الأطراف القيادية الفلسطينية، لمنظمة النحرير، يجعل الكلمة الفلسطينية صلبة أمام المجتمع الدولى، مضيفًا أن الانطلاق من ترتيب البيت الفلسطينى يعيد الاعتبار لمنظمة التحرير.
وتابع، أن هناك استراتيجية جديدة ترسم حاليا لخدمة الفلسطينيين، مهددا إسرائيل حال استمرارها فى انتهاكاتها بوقف التنسيق الأمنى معها، وسحب الاعتراف بها، كما ألمح الرئيس الفلسطينى محمود عباس، فى آخر خطاب له فى الأمم المتحدة.
نص الحوار:
■ بداية، مع انطلاق حوارات الفصائل الفلسطينية لتطبيق اتفاق القاهرة ٢٠١١، ما أهم الملفات التى وصلتم لحلول لها وتشكل عقبات؟
- حسب الأولوية، أهم الملفات هى دمج «حماس» و«الجهاد» فى منظمة التحرير، أما ملف الأمن فيتم إنهاؤه بالوحدة والانصهار الكامل بين وحدات الأمن فى الضفة وغزة، وذلك ضمن قانون الخدمة فى القوى الأمنية، ويجب مشاركة قوى الأمن بشكل متجانس دون مشاكل لتكريس المصالحة، حتى نكون نظاما واحدا ومؤسسة واحدة، ولا عودة للانقسام.
■ هل وضعتم جدولا زمنيا للانتخابات وللمصالحة المجتمعية وتمكين حكومة الوفاق من كافة المعابر؟
- موضوع المصالحة المجتمعية انتهى بحثه فى القاهرة، ويبقى تمكين الحكومة واستكمال إجراءات المصالحة، ولكن لابد من انطلاق ترتيب البيت الفلسطينى، لإعادة الاعتبار للمثل الشرعى الوحيد وهى منظمة التحرير، وهذا لن يكون إلا باستراتيجية شديدة الوضوح، قادرة على مواجهة التحديات وما أكثرها فى هذه الأيام، التى تشكل مخاطر حقيقية على القضية.
■ وما تلك التحديات؟
- مثلما لم تعد توجد عملية سلام، وإن كان هناك حديث عن «صفقة القرن» المجهولة، خاصة أن إسرائيل تمارس كل أشكال التنكيل بالأرض والشعب، ومستمرة فى ذلك دون أن تحسب حساب لطرف أو دولة عربية أو المجتمع الدولى، كما أن العدو الإسرائيلى يريد تغيير المعركة من صراع عربى- إسرائيلى، إلى صراع سنى- شيعى، وهناك خطر فى الأفكار التى أطلقتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كونداليزا رايس التى طرحت فكرة «الشرق الأوسط الجديد»، وهذا يجب أن ننتبه له.
وما علاقة ذلك بآليات تنفيذ اتفاق القاهرة ٢٠١١ التى جاءت الفصائل لحسمه؟
- لأنه على المجتمعين بالقاهرة أن يدركوا المخاطر، ويجب أن نتصالح حتى لا تنطلى الخدعة، فهناك عدو واحد، وهو إسرائيل.
■هل قمتم بترتيب دخول «حماس» و«الجهاد» لمنظمة التحرير الفلسطينية؟
- نعم، فبدون «حماس» و«الجهاد» تعتبر المنظمة ناقصة لأنها تمثل كل الشعب الفلسطينى، بمختلف أطيافه وأفكاره وتياراته، والمنظمة هى الجبهة المتحدة التى لا ينبغى أن يتم إقصاء أى طرف حيوى، ويحمل السلاح ويقاتل العدو منها، فلا يصح أن يكون خارجها.
■ هل وضعتم شروطا لقبول الحركتين داخل المنظمة، مثل اعترافهم بإسرائيل خاصة أن السلطة تعتبر سلطة أوسلو التى ترفض «حماس» والجهاد الاعتراف بأوسلو؟
- لا توجد شروط، وهناك استراتيجية جديدة سترسم وفقا للمصالح العليا للشعب الفلسطينى، وفقا لتطلعاته والأحداث الجارية، وهناك أيضًا خارطة عمل وطريق بيننا، ستعيد الاعتبار لنا أمنيا وسياسيا ودوليا فى العمل الفلسطينى، لأن قضيتنا حية وعادلة، وآن الأوان أن تجتمع كل القيادات الفلسطينية فى إطار واحد، وإذا هناك شرط، فهو أن تكون فلسطين موحدة من أجل ردع التحالف الإسرائيلى- الأمريكى فى المنطقة.
■ وما هى تلك الاستراتيجية الجديدة؟
- حينما تجتمع القيادة سيتم وضع آليات العمل عليها، لحظة اجتماع كل الأطراف القيادية الفلسطينية على هدف واحد، وآن الآوان، فى ظل هذه التحديات الخطيرة أن تكون القيادة الفلسطينية مؤهلة وصلبة لتجاوز هذه المخاطر، وإبقاء القضية حية، لأنه بصراحة ووضوح، لا تشعر إسرائيل الآن بأى تهديد من الدول العربية، وهى ماضية فى سلخ أقدس بقاع الأرض وهى القدس دون ردع من أحد.
■ كيف تعاتبون العرب بأنهم لا يشكلون تهديدا لإسرائيل، فى الوقت الذى أعادت فيه السلطة التنسيق الأمنى مع إسرائيل وترفضه «حماس» والجهاد؟
- قطعا، التنسيق الأمنى غير مفيد لنا، ولكننا نعمل على وقفه لتنفيذ قرار المجلس المركزى عام ٢٠١٥، بأنه يجب وقفه، وهو ما تعمل عليه الحركة مع السلطة، كما تعمل السلطة تعمل على سحب الاعتراف بإسرائيل إذا استمرت فى انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطينى، وهذا كان واضحا فى خطاب «أبومازن» الأخير فى الأمم المتحدة.