15 حزيران 2015
"ليس هناك شيء استثنائي"، قالت مجندة من مكتب متحدث الجيش، عندما سألتها لماذا وقف مئات الاشخاص مدة ساعة ونصف على الحاجز في قلندية في يوم الجمعة الماضي، والطابور لا يتحرك. "ليس هذا استثنائيا"، أي أن هذا يحدث دائما، اكتظاظ طبيعي، روتين، وليس هناك شيء خاص.
"خلال هذا الحدث لم تحدث امور استثنائية"، أجاب متحدث الجيش في رده لمنظمة "بتسيلم" التي طلبت تفسيرا على فرض الجنود والشرطة على الفلسطينيين الذين كانوا يسبحون في بركة الكرمل في جنوب الضفة، الخروج من البركة كي يتمكن المستوطنون من السباحة فيها في عيد الفصح. أي أنه لا يوجد شيء استثنائي في طرد الذين يسبحون في البركة التي قامت بلدية يطا بإصلاحها وتقوم برعايتها داخل الحديقة. لا شيء استثنائي عندما يشوش أبناء الجنس المحظوظين ساعات اللهو المعدودة في المكان الوحيد الذي يملكه غير المحظوظين.
"شيء مُعتاد"، قال موظفي اسرائيلي عندما تطرق للزيارة المتوقعة لوفد مكتب الادعاء في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي – في اطار فحص أولي تقوم به للتأكد من جرائم الحرب عندنا منذ 13 حزيران 2014. "هذا مجرد روتين، لا يجب التأثر منه، أن تأتي لجنة دولية لفحص جرائم ضد الانسانية. فقد حدث هذا طول الوقت وفي كل مكان. هذا اجراء طبيعي مثل جرائم الحرب نفسها (حسب وثيقة جنيف وميثاق روما) مثل المستوطنات التي تتم هنا، التي هي شيء روتيني. وزيادة حالات الـ "غير استثنائي" تجعلنا نعتاد على عدم التفكير، وعدم الالتفات والانتباه، والتساؤل للحظة. بعد حروب غزة كل ما هو ليس موتا جماعيا أو تدميرا بدرجة 7 في سلم ريختر، وكل ما هو أقل من 500 طفل قتيل، لن يحظى برمشة عين. فكروا في آلاف الاولاد الذي أصيبوا في الحرب وأصبحوا معوقين".
"غور الأردن" وصل الى هذا المستوى بفضل الفنان نورمان عيسى، وبسبب وزيرة الثقافة ميري ريغف. من يعرف، من يتأثر، من يريد أن يعرف وأن يتأثر من الاشياء التي "ليست استثنائية" وحدثت في غور الاردن في الاسبوع الماضي: في 10 حزيران تم اخلاء سكان من خربة حمصة مدة 7 ساعات من اجل التدريبات العسكرية. وحسب تقرير "بتسيلم" فقد وجدوا عندما عادوا أن ارض الزراعة والرعي قد تم احراقها. وبقايا السلاح بقيت بالقرب من اماكن سكنهم. في 6 حزيران حصلوا على أوامر الاخلاء من اجل التدريب. وأوامر مشابهة أعطيت في ثلاثة اماكن اخرى.
في 4 حزيران صباحا أصيب طفل يبلغ 9 اعوام من طوباس بسبب شظايا مرتدة. هذا ايضا أمر روتيني في طوباس.
ايضا في 4 حزيران هدمت الادارة المدنية بمرافقة الجيش والجرافات مباني وخمس خيام في منطقة مكسر في شمال الغور. هل من اجل هذا أرسلتم أبناءكم الى الجيش، من اجل هذا الروتين الذي يستحق الاجراء الروتيني لوفد لاهاي.
تنفس الصعداء
رن هاتف الجوال (الفلسطيني) في يوم الثلاثاء الماضي، وظهر على الشاشة رقم اسرائيلي. "مرحبا، هنا يد للأخوة"، قال الصوت الشاب. "عفوا؟". "نتحدث من يد للأخوة. سمعنا أنك تقيمين في رام الله، هل هذا صحيح؟". "صحيح". "هل تريدين أي مساعدة منا". "مساعدة في ماذا؟". "هل تريدين الخروج؟". "لماذا أريد الخروج؟".
"اسأل فقط. اسأل اذا كان كل شيء على ما يرام. اذا كان كل شيء على ما يرام، إبقِ هناك".
إنه يدعى اسحق، وقد سألته: "اذا أردت الخروج، فكيف ستخرجني من رام الله؟ هل تدخلون رام الله؟ أم تحددون مكانا للقاء؟". "أنا أعمل متطوعا"، أجاب بدبلوماسية، "لكن عندما تقولين إنك تريدين، سأتحدث مع ادارة المكتب، وهم يعرفون ماذا سيفعلون". لم يسبق له أن أخرج أي أحد من الضفة، لكن المنظمة فعلت. وقد قال إنه لا يعمل منذ فترة طويلة، وهو يحاول تقديم المساعدة لليهود والعرب الذين يحتاجون للمساعدة. سألته: هل تساعدون العرب أيضا؟ "أنا أساعد أي شخص، أحاول، أنا في الخدمة الوطنية وليس بشكل رسمي، كمن يتوقف في محطة الباص من اجل نقل أي شخص".
عن "هآرتس"