طرطشات

د. فتحي أبو مُغلي.jpg
حجم الخط

• مئوية فدوى طوقان
فدوى طوقان لمن لا يعرفها، وقد يكونون «كثراً»، وخاصة وقد دلت العديد من استطلاعات الرأي ان كثيرا من شبابنا لا يعرفون الكثير عمن غادرونا قبل سنوات، من مناضلين ومبدعين، ممن أحبوا تراب هذا الوطن وعشقوه وقدموا دماءهم وعرقهم او خلاصة فكرهم من أجله، فدوى طوقان ولدت عام 1917 وتوفيت عام 2003، تعتبر من اهم شاعرات فلسطين في القرن العشرين وهي ابنة مدينة نابلس، لُقبت بشاعرة فلسطين، حيث مثّل شعرُها أساسًا قويًا للتجارب الأنثوية في الحب والثورة واحتجاج المرأة على المجتمع. هذه الأيام تصادف ذكرى ولادتها المئوية، وهي من قالت قصيدة كتبت كلماتها على قبرها «كفاني أموت عليها وأدفن فيها... وتحت ثراها أذوب وأفنى»، الا تستحق فدوى طوقان منا ان نستذكرها في مئويتها وان نكرمها بالشكل الذي يليق بها في الوطن الذي عشقته وذابت في حبه؟

• جمهورية أفلاطون
أعجبني شعار أطلقته العربية السعودية (حملة وطن بلا مخالف) قبل فترة، ومع أن المقصود به غير ما أنا بصدده، فالمقصود من وراء الحملة كما اعلن هو تصويب أوضاع العمالة الوافدة للسعودية وضبط مخالفي أنظمة الإقامة والعمل وعدم التعامل مع المخالفين أو التستر عليهم أو إيوائهم أو نقلهم أو تشغيلهم أو تقديم أي شكل من أشكال الدعم، لكنني بصراحة عندما قرأت شعار الحملة ذهبت مخيلتي الى المدينة الفاضلة او جمهورية أفلاطون، وهي مدينة تمنى أن يحكمها الفلاسفة، وذلك ظناً منه أنهم لحكمتهم سوف يجعلون كل شيء في هذه المدينة معيارياً، وبناءً عليه ستكون فاضلة، حيث يجد فيها المواطن او الزائر أرقى وأكمل أنواع الخدمات وبأسلوب حضاري بعيداً عن التعقيد وبعيداً عن الروتين ومن غير تسويف وبعيداً عن سوء التعامل... طبعاً نحن لا نسعى الى وطن يحكمه الفلاسفة، إن بقي منهم أحد، ولا نطمح ان نرى كل شيء معيارياً، يعني مفصلا على المسطرة والميزان، ولكننا نحلم ومن حقنا ان يكون لنا مدن وقرى يحكمها النظام والقانون، نظيفة، فيها ساحات للتجمع والتنزه وفيها مساحات خضراء، شوارعها معبدة دون حفر او مطبات ولها ارصفة صالحة للمشي ولا تحتلها البسطات او السيارات، اناسها تكسو ملامحهم الطيبة والبساطة ويردون السلام، يشعر الواحد منهم بجاره ومن حوله، ويشعر انه مسؤول عن نظافته ونظافة ما حوله، يعمل بجد لا من اجل الراتب او المكافأة، ولكن من اجل غد افضل له ولأولاده... فهل سيبقى الحلم حلماً أم ان هناك في نهاية النفق ضوءاً؟

• الطاقة البديلة
فلسطين تفتقد حتى الآن مصادر طاقة تقليدية مثل النفط والغاز، وهي تعتمد على دولة الاحتلال في الحصول على احتياجاتها من النفط والغاز والكهرباء، وهي خاضعة وملزمة باي شروط او ابتزازات يفرضها الاحتلال، فهو من يعطي وهو من يمنع، من يرفع السعر ومن يتحكم بتقدير الاحتياج، وإذا كان العالم المتقدم والذي يملك المال والمصادر التقليدية للطاقة قد بدأ ولاعتبارات عديدة البحث عن مصادر طاقة بديلة ورخيصة ونظيفة، فالأولى بنا نحن من نملك الشمس ونورها ونعاني من شح الموارد أن نسعى للبحث عن مصادر طاقة بديلة، رخيصة ونظيفة ولا تعرف حدوداً أو حواجز، ورغم معرفتنا بأن هناك بعض المحاولات المتواضعة للقطاع الخاص وهناك مشروع قادم لصندوق الاستثمار لتوليد الكهرباء بواسط الخلايا الضوئية، إلا أن الحاجة أصبحت ماسة لوضع القوانين والأنظمة المعززة لقدرة المواطنين كأفراد والقطاع الخاص كمؤسسات على الاستثمار بشكل اكبر لاستخدام الطاقة الشمسية، بمنح إعفاءات ضريبية وتعرفة معقولة وربط يسير بشبكات توزيع الكهرباء.