أثارت جدارية حملت صورة لشخص من عناصر القسام يقف أمام ساعة كبيرة ومؤشراها عبارة عن جنديان إسرائيليان، فيما جاء في النصف الثاني من الجدارية صورة كبيرة للأسير سلامة داخل المعتقل, ونصبت أمام منزل الأسير القائد "حسن سلامة" في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، التساؤلات حول هدف من قام بوضع تلك الجدارية بما تحويه من رموز وإشارات لا يمكن المرور عليها مرور الكرام.
واعتبر المحلل السياسي حسام الدجني أن الجدارية لها دلالة سياسية مرتبطة على ما يبدو بحراك في ملف تبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، وأن الأمر أصبح قاب قوسين أو أدنى من توقيع الاتفاق.
وبرهن الدجني على ذلك في أن الوفود الغربية التي تأتي لغزة وتحديداً زيارة السفير الألماني الذي جاء برفقته 60 مساعداً، كانت للتباحث في هكذا قضية، مشيراً إلى أن الأهم في هذا الجدارية أنها أوصلت رسالة لأهالي الأسرى أن موعد حرية أبنائكم قد اقترب.
ورأى أن العديد من الألغاز وعلامات الاستفهام حملتها تلك الجدارية، ما يوحي أن هناك مفاجئات في هذا الملف لم تكشف عنها القسام إلى اليوم، حيث اعترف الاحتلال بأن له جنديين أسرى فقط في غزة.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تمكنها من أسر الضابط الإسرائيلي "شاؤول أرون" شرق حي الشجاعية بعد معركة بين عناصر القسام وجنود الاحتلال الذي حاولوا التقدم برياً تجاه قطاع غزة، فيما لم تؤكد أو تنفي أن الضابط "هدار جولدن" الذي فقد في رفح أنه بحوزتها. من جانبه، اعتبر المحلل السياسي حاتم أبو زايدة أن الجدارية تحمل دلالة ودعم نفسي للأسرى ولأهاليهم في السجون الإسرائيلية، وخصوصاً الأسير حسن سلامة التي وضعت تلك الجدارية أمام منزله في خانيونس، والذي لم يطلق سراح في صفقة التبادل السابقة.
وتوافق أبو زايدة مع سابقه في أن القسام أراد من خلال تلك الجدارية يرسل إشارة أن هناك أموراً جدية بدأت في المفاوضات، التي لم يعلن القسام بشكل رسمي أنه يقوم بها مع الاحتلال من أجل عقد صفقة تبادل.
وأضاف أبو زايدة: "إلا أن هناك إشارات قوية تقول بأن هناك أموراً جدية بدأت في المفاوضات، وهو ما حملته إشارة الساعة التي وجدت في الجدارية".
واستدرك المحلل السياسي: "مسيرة إطلاق الأسرى قد تطول فلا أحد يمتلك موعداً حقيقياً للإفراج عنهم، إلا أنه في النهاية سيفرج عنهم والمؤشرات الظاهرة الآن تقول أنها أصبحت قاب قوسين أو أدنى".
وأشار إلى أن الحديث المتصاعد عن صفقة التبادل ارتفع بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية، حيث حاول نتنياهو عدم إثارة ملف المفقودين قبل الانتخابات خوفاً من خسارته وحزبه فيها.
وبين أبو زايدة أن التوجه الآن للحكومة الإسرائيلية الجديدة هو فتح الملف والكشف عن مصير الإسرائيليين في غزة، وكل التسريبات والمؤشرات التي تتعلق بهذا الملف تؤكد أنها هناك حراكاً جدياً في الموضوع، متوقعاً أن تكون الصفقة القادمة إن تمت أكثر عدداً من الذين أفرج عنه في صفقة شاليط .
ويبقى الأمل يحذو أهالي الأسرى الفلسطينيين في أن تنجح الصفقة القادمة بتبيض السجون، أو على الأقل الإفراج عن جميع الأسرى الذي لم تشملهم صفقات سابقة.