أحاط الغموض إمكانية مواصلة الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف بشأن الأزمة السورية بعد إعلان وفد النظام أمس الجمعة، أن الجولة الحالية انتهت بالنسبة له، لكن روسيا أعلنت تأييدها تمديد تلك الجولة حتى 15 ديسمبر الحالي.
وفي ختام المرحلة الأولى من جولة مفاوضات جنيف، أكد المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا-الذي كان يطمح إلى عقد مفاوضات مباشرة أيدتها المعارضة-أن "مسألة الرئاسة لم تناقش" خلال اللقاءات الثنائية التي عقدها مع الوفدين منذ الثلاثاء الماضي.
وقال دي ميستورا في بيان صحفي "طلبت من وفدي المعارضة والنظام تزويدي بردود على ورقة المبادئ الـ 12 في مفاوضات الأسبوع القادم"، مضيفا أن مسألتي الدستور والانتخابات ستكون جزءا من تلك المفاوضات.
أما روسيا-الحليف الأكبر للنظام-فأعلن مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة أليكسي بورودافكين أن بلاده تؤيد قرار دي ميستورا بتمديد الجولة الحالية من مفاوضات جنيف حتى 15 من الشهر الحالي.
وقال الدبلوماسي الروسي "إن شروط وفد المعارضة التعجيزية عطلت تحقيق تقدم في الجولة الحالية من المفاوضات"، معتبرا مطالب وفد المعارضة برحيل بشار الأسد من السلطة "أمرا سخيفا واستفزازا" لوفد النظام السوري.
وقال المندوب الروسي إن موسكو "تأمل أن يغير وفد المعارضة مواقفه بشكل جذري" عند استئناف هذه الجولة من مفاوضات جنيف.
تباين
وبعد لقائه دي ميستورا أمس، حمّل رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري -في أولى تصريحاته للصحافيين منذ وصوله إلى جنيف-على خطاب وفد المعارضة الموحد الذي انبثق عن اجتماع موسع في الرياض الأسبوع الماضي.
وقال الجعفري إن "طرح شروط مسبقة غير واقعي، هذه لغة قديمة لم تعد تتناسب مع المعطيات الجديدة"، مضيفا أن "بيان الرياض 2 مرفوض جملة وتفصيلاً، وما دام هذا البيان الاستفزازي موجودا فذلك يعني أننا لا يمكن أن ندخل في أي حوار مباشر".
وتابع "هناك واقع سياسي على الأرض، نحن طرف قوي وجيشنا ينتصر على الإرهاب"، مطالباً المعارضة بأن تأخذ ذلك بعين الاعتبار، "وإلا نكون ندور في حلقة مفرغة".
وحول مشاركة وفد النظام في المرحلة الثانية من مفاوضات جنيف، قال الجعفري "بالنسبة لنا كوفد حكومي الجولة انتهت اليوم، أبلغنا رسمياً أننا سنغادر غدا وقبل هذا الكلام".
على الجانب الآخر، اعتبر وفد المعارضة السورية تصريحات وفد النظام حول احتمالية عدم عودتهم للقسم الثاني من جولة المفاوضات الحالية؛ "دليلا على وضعه شروطا مسبقة لدخول المفاوضات".
وقال المتحدث باسم الوفد يحيى العريضي إن أحد الأسس التي عقدت عليها الجولة الحالية هو "ألا تكون هناك شروط مسبقة، وعندما تقول جهة معينة إنها لن تعود، فهذا يعطي دلالة قاطعة على أن هناك شروطا، وعدم إحساس بالمسؤولية تجاه الذين يئنون خلال كل هذه السنوات".
وفي وقت سابق أمس، نشر مكتب دي ميستورا ورقة من 12 بندا، قال إنه طرحها على وفدي الحكومة والمعارضة أمس الأول الخميس، على أن تبقى "خاضعة للنقاش والتطوير والتعديل" من قبله "لتقوية القواسم المشتركة من خلال المفاوضات".
وطلب دي ميستورا من الوفدين تزويده بردودهما عليها، تزامنا مع "الانخراط في مناقشة المسار والجدول الزمني للعملية الدستورية والانتخابات في مشاورات الأسبوع المقبل".
وتتضمن الورقة مبادئ أساسية، أبرزها: "الاحترام والالتزام الكامل بسيادة سوريا"، وأن "يقرر الشعب السوري وحده مستقبل بلده بالوسائل الديمقراطية وعن طريق صناديق الاقتراع" بالإضافة إلى "بناء جيش قوي وموحد" و"حماية حقوق الإنسان والحريات العامة، لا سيما أوقات الأزمات".