الديمقراطية: لا إعمار ولا كسر حصار دون وحدة وطنية

300963
حجم الخط

أحيت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ذكرى انطلاقتها السادسة والأربعين بمسيرة جماهيرية حاشدة شارك فيها الآلاف من جماهير شعبنا في محافظة رفح، انطلقت من ميدان النجمة وصولاً إلى مركز عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" برفح، وفاءاً لأصحاب البيوت المدمرة ورفضاً لسياسة وقف المساعدات المالية من قبل الأونروا.

كما تميزت المسيرة الجماهيرية بحضور حشد كبير من قيادات القوى الوطنية والإسلامية والشخصيات الوطنية والنقابية والقطاعات النسوية والشبابية والعمالية والنقابات المهنية وممثلي اللجان الشعبية للاجئين ومؤسسات المجتمع المدني والمخاتير والوجهاء وحشود واسعة من جماهير شعبنا الفلسطيني من أهالي الشهداء والجرحى وأصحاب البيوت المدمرة في محافظة رفح، يتقدمهم قيادة الجبهة الديمقراطية في قطاع غزة.

واستهل إبراهيم أبو حميد عضو القيادة المركزية للجبهة الديمقراطية ومسؤولها في محافظة رفح، الكلمة المركزية للجبهة الديمقراطية، بتوجيه تحية الصمود إلى محافظة رفح قلعة الشموخ وبوابة الحرية التي لقنت  الاحتلال الإسرائيلي درساً لن ينساه خلال الاحتلال ان الإسرائيلي صيف 2014، قائلاً: باسم الجبهة الديمقراطية وأمينها العام الرفيق نايف حواتمة نبرق بأحر التهاني إلى الحشد الجماهيري الكبير، إلى أهالي الشهداء والجرحى وأصحاب البيوت المدمرة بمحافظة رفح.

وأوضح أبو حميد أن "الذكرى الـ46 لانطلاقة الجبهة الديمقراطية تأتي على شعبنا الفلسطيني في ظل تحديات سياسية تواجه قضيتنا الوطنية الفلسطينية وفي ظل أوضاع داخلية وإقليمية تزداد تعقيدا مما يتطلب من الجميع الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية والقومية وبما يعزز الأفق السياسي أمام مواصلة نضالنا الوطني بكل أشكاله لانجاز الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني".

وأكد أن "بناء وحدة داخلية متينة يتطلب انجاز الإصلاح السياسي باعتماد قاعدة الشراكة في آلية اتخاذ القرار السياسي في مؤسسات م.ت.ف حيث لم يعد جائزا تجاهل المؤسسات القيادية لـ م.ت.ف  أو تجاوزها وتحويلها لهيئات استشارية غير مقررة بالحشد الكمي تحت مسمى اجتماعات القيادة الفلسطينية. نعم وحدة مع الإصلاح  وصولا للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني على أساس التمثيل النسبي الكامل".

وشدد القيادي في الجبهة الديمقراطية على أن "استعادة المبادرة السياسية لا يمكن أن يكون إلا بإعادة الاعتبار للمشروع الوطني بعيدا عن وطأه تجاذب مشروعين سياسيين فئويين فاشلين هما برنامج السلطة الفلسطينية وبرنامج حركة حماس, بعيدا عن برنامج السلطة القائم على الالتزام الضار بالاتفاقيات الموقعة  مع دولة الاحتلال واعتماد الخيار الوحيد للمفاوضات الثنائية العقيمة مع الاحتلال الإسرائيلي وتحت الرعاية الأمريكية المنفردة، وبعيدا عن فشل مشروع حركة حماس  في صلاحيته  لحل القضية الوطنية الفلسطينية أو عمل لسلطة وطنية بديلة".

ولفت إلى أن "استعادة المبادرة السياسية يكون أيضاً بالتمسك بثوابت الإجماع الوطني وعدم الهبوط عن قرارات الشرعية الدولية كما شهدنا مؤخرا في التقدم بمشروع القرار الفلسطيني العربي إلى مجلس الأمن ومن وراء اللجنة التنفيذية والذي تضمن تنازلات فادحة في قضايا الحدود والقدس واللاجئين والمستوطنات ..الخ. وأكد أن استعادة المبادرة السياسية يكون بالتقدم نحو تدويل القضية واستكمال الانضمام  للمنظمات الدولية وتفعيل العضوية لمحكمة الجنايات الدولية".

وقال عضو القيادة المركزية للجبهة الديمقراطية إبراهيم أبو حميد: لم يستطع الاحتلال الإسرائيلي كسر إرادة شعبنا ومقاومته خلال عدوانه الشرس على قطاع غزة لـ51 يوماً، رغم تغوله في قتل المدنيين واستهداف منازل الآمنين والمواطنين العزل دون سابق إنذار وإبادة أحياء بأكملها إلا أن صمود شعبنا إلى جانب وحدة المقاومة في الميدان وفي مقدمتها كتائب المقاومة الوطنية، كبدت الاحتلال خسائر كبيرة وحققت انتصاراً لشعبنا ومقاومته رغم الأعداد الهائلة للشهداء والجرحى والتدمير الكبير لبيوت المواطنين وتشريد ألاف العائلات.

وطالب القيادي في الجبهة الديمقراطية، الأونروا بالتراجع فورا عن قرارها وقف المساعدات المالية للمتضررين وبدل الإيجار، والعمل على دفع مستحقات لأكثر من عشرين ألف من أصحاب البيوت المدمرة يقطنون في مراكز الإيواء رغم البرد الشديد. مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته اتجاه شعبنا في فك الحصار وإدخال مواد البناء وفتح كافة المعابر مع قطاع غزة.

وحذر أبو حميد من انفجار الأوضاع في قطاع غزة والضفة الفلسطينية جراء استمرار الحصار والإغلاق والدمار والتشريد ومشاكل الحياة اليومية والاستيطان وتدنيس المقدسات وانسداد أفق العملية السياسية. داعياً إلى إنهاء الانقسام عبر نهوض وطني بتحشيد أوسع القوى في الداخل والخارج للضغط على حركتي فتح وحماس ومراكز القرار من خلال إستراتيجية وطنية بديلة دعونا لها في الجبهة الديمقراطية تتضمن تطوير حكومة التوافق إلى حكومة وحدة وطنية وتشكيل قيادة وطنية عليا موحدة في غزة من القوى السياسية والوزارات وفعاليات المجتمع المدني والقطاع الخاص لإنجاح خطة إسقاط الحصار على قطاع غزة وإعادة الاعمار.

ودعا أبو حميد إلى الخروج من المأزق الحالي بوضع خطة سياسية واقتصادية اجتماعية لإعادة الحياة الطبيعية لقطاع غزة وحل مشكلاته خاصة مشكلات الشباب والمرأة والبطالة والفقر والكهرباء والبنية التحتية وسوى ذالك، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا، وإعادة تفعيل صيغة الوفد الفلسطيني الموحد لتحقيق مطالب شعبنا والدخول في مختلف المنظمات الدولية وتفعيل اللجنة الوطنية للإعداد لمحكمة الجنايات الدولية لنزع الشرعية عن دولة الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبه قادتها على الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، وتعزيز ودعم كل أشكال المقاطعة للمنتجات الإسرائيلية والعمل في المستوطنات ووقف العمل بالتنسيق الأمني وباتفاق باريس واعتماد سياسة اقتصادية واجتماعية جديدة.

وفي كلمة اللجنة الشعبية للاجئين، ألقاها زياد الصرفندي مسئول اللجنة الشعبية في محافظة رفح، أكد خلالها على أن تنظيم الجبهة الديمقراطية وفي يوم انطلاقته سيبقى على نهج المقاومة والكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقد تجلى ذلك خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة حيث قدمت الجبهة خيرة أبناءها من الشهداء والجرحى دفاعاً عن الأرض والشعب في وجه الاحتلالان.

وشدد الصرفندي أن الجبهة الديمقراطية ستبقى فصيلاً وطنياً مميزاً في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهذا يستدعى التحرك للعمل من أجل رفعة تلك المؤسسة الشرعية حيث ساهمت وما تزال الجبهة في الحفاظ على كينونة هذا الإطار الموحد لتكون الحامية والموحدة للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

وقال الصرفندي:"في هذا اليوم التاريخي يوم الشهداء نستذكر خيره الشهداء من أبناء الجبهة الذي ضحوا وقدموا أرواحهم لتكون فلسطين على الخارطة العالمية رغم كل المؤامرات التي تحاك من كل مكان للنيل من عزيمة الشعب الفلسطيني .

وطالب الصرفندي من "الكل الفلسطيني وفي ظل هذه المرحلة الخطيرة من عمر القضية أن يبقوا على طريق النضال والثبات، في طريق كل العقبات لاسترجاع الحق الفلسطيني المغتصب المتمثل بالعودة وتقرير المصير".

وأضاف أنه لمن "المهزلة" أن يبقى هذا الحال الفلسطيني المشتت من التراجع والانقسام والفلتان ونحن بأمس الحاجة إلى التلاحم داعياً في الوقت نفسه "الشعب الفلسطيني بكل ألوانه وأطيافه للتوحد والوقوف على قلب رجل واحد ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي بات يستهدف التواجد الفلسطيني في الضفة وغزة، ويطرح المشاريع الهزيلة للنيل من قضيتنا وقضية الوجود الوطني الفلسطيني، وهذا يتطلب ضرورة الشروع لتطبيق اتفاق القاهرة والشاطئ لنجدة الفلسطينيين من الفقر والبطالة والبؤس التي بدأت تستشري في الشارع الفلسطيني بسبب بقاء المعابر الفلسطينية مغلقة من قبل الاحتلال وحصاره الشديد الذي دخل عامه الثامن على التوالي ولم يتحرك العالم لوضع حد لتلك الحالة الإنسانية الحاصلة في القطاع".

ووجه الصرفندي ندائه لوكالة الغوث الدولية بأهمية أن تعي الحالة الفلسطينية وما أصابها من ويلات لا يمكن أحد أن يتصورها وهذا يستدعى منكم الالتزام بحماية اللاجئين وعودتهم لأرضهم طبقاً للقرار 194 .

ودعا الصرفندي "الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس لتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم بحماية الشعب وإنقاذه من الحالة الصعبة التي يمر بها وضرورة تطبيق بنود اتفاق المصالحة بحذافيرها لإنهاء هذا الانقسام المدمر لكل شيء".

ويشار إلى أنه خلال المسيرة الجماهيرية ردد المشاركون هتافات تدعو الأونروا إلى تأمين بدل إيجار ودفع المستحقات المالية لأصحاب البيوت المدمرة، وتطالب بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية طريق كسر الحصار وإعادة الإعمار، وصدحت أغاني الجبهة الديمقراطية وعلت الرايات الحمراء معانقة الأعلام الفلسطينية.