أريد معرفة الرقية الشرعية والآيات والأحاديث المتعلقة بها ؟ .

 أريد معرفة الرقية الشرعية والآيات والأحاديث المتعلقة بها ؟ .
حجم الخط

بسم الله الرحمن الرحيم

سؤال:

فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد معرفة الرقية الشرعية والآيات والأحاديث المتعلقة بها ؟ 
وجزاكم الله عنا كل خير

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد .
الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
 الرقية الشرعية هي ما اجتمع فيها ثلاثة أمور :
 1 - أن تكون بكلام الله أو بأسمائه وصفاته أو المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم .
 2 - أن تكون باللسان العربي وما يعرف معناه .
 3 -أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى .
 فإذا كانت هذه الشروط الثلاثة مجتمعة في الرقية فهي الرقية الشرعية .
 وقد قال صلى الله عليه وسلم :

(( لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً ))

[ رواه مسلم ]

 وإن أنفع الرقية وأكثرها تأثيراً رقية الإنسان نفسه ، وذلك لما ورد في النصوص على عكس ما اشتهر عند كثير من الناس من البحث عن قارئ ولو كان عامياً أو مشعوذاً .
 سورة الفاتحة من أنفع ما يقرأ على المريض ، وذلك لما تضمنته هذه السورة العظيمة من إخلاص العبودية لله والثناء عليه عز وجل وتفويض الأمر كله إليه والاستعانة به والتوكل عليه وسؤاله مجامع النعم ، ولما ورد فيها من النصوص مثل رقية اللديغ الواردة في صحيح البخاري . - عند رقية المريض ـ يقول :

(( بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، بسم الله أرقيك ))

[ رواه مسلم ]

 وإذا اشتكى ألماً في جسده يضع يده على موضع الألم ويقول :

(( بسم الله (ثلاثاً) ويقول : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر(سبع مرات) ))

[ رواه مسلم ]

 والرقية الشرعية تنفع من العين والسحر والمس وكذا الأمراض العضوية .
 وقد تكون الإصابة من العين ، فقد قال صلى الله عليه وسلم :

(( العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ))

[ رواه مسلم ]

 وعن عائشة رضي الله عنها قالت :

(( أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نسترقي من العين ))

[ رواه البخاري ]

 وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة جارية في وجهها سفعة فقال :

(( استرقوا لها فإن بها النظرة ))

[ رواه البخاري ]

 وإذا عرف العائن فيؤمر بأن يفعل ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن عامر بن ربيعة رأى سهل بن حنيف يغتسل فقال :

(( والله ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة : قال : فلبط سهل ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عامراً فتغيظ عليه وقال : ( علام يقتل أحدكم أخاه ؟ ألا بركت . اغتسل له ) فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب عليه فراح سهل مع الناس ))

[ رواه مالك ]

 ومما يقي من شر العين المحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية وأن يتوكل على الله تعالى . 
 هذا ومن أنفع ما يقي من السحر بل ومن كل شر : 
 المحافظة على أذكار الصباح والمساء وقراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين عقب كل صلاة وعند النوم وقراءة الآيتين من آخر سورة البقرة كل ليلة ، لما في الحديث :

(( اقرؤوا سورة البقرة ، فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة ))

[ رواه مسلم ]

وفي حديث آخر :

(( إن الله عز وجل كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ، أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ، لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان ))

[ رواه الترمذي ]

وفي البخاري :

(( أن الشيطان قال لأبي هريرة : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، ولما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، قال : صدقك وهو كذوب ))

 والمحافظة على قراءة الإخلاص والمعوذتين ثلاثاً كل مساء وكل صباح ، لما في الحديث :

(( قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثاً تكفيك كل شيء ))

[ رواه أحمد ]

 والدعاء آخر الليل وفي السجود ، فإن الله تعالى يقول :

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾

[ البقرة:186]

 والرقية الشرعية قد بينها العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في الزاد فقال : فمن التعوذات والرقى : الإكثار من قراءة المعوذتين ، وفاتحة الكتاب ، وآية الكرسي ، ومنها : التعوذات النبوية . نحو : 
 أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق . 
ونحو : 
 أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة .
ونحو : 
 أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ، ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر طوارق الليل إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن . 
ومنها : 
 أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ، ومن شر عباده ، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون . 
 ومنها : اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم ، وكلماتك التامات من شر ما أنت آخذ بناصيته ، اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم ، اللهم إنه لا يهزم جندك ، ولا يخلف وعدك ، سبحانك وبحمدك . 
ومنها:
 أعوذ بوجه الله العظيم الذي لا شيء أعظم منه ، وبكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، وأسماء الله الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم ، من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر كل ذي شر لا أطيق شره ، ومن شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ، إن ربي على صراط مستقيم . 
ومنها : 
 اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً ، وأحصى كل شيء عدداً ، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ، وشر الشيطان وشركه ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم .
 وإن شاء قال : تحصنت بالله الذي لا إله إلا هو ، إلهي وإله كل شيء ، واعتصمت بربي ورب كل شيء ، وتوكلت على الحي الذي لا يموت ، واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة إلا بالله ، حسبي الله ونعم الوكيل ، حسبي الرب من العباد ، حسبي الخالق من المخلوق ، حسبي الرازق من المرزوق ، حسبي الذي هو حسبي ، حسبي الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ، حسبي الله وكفى ، سمع الله من دعا، ليس وراء الله مرمى ، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم . 
 ومن جرب هذه الدعوات والعوذ ، عرف مقدار منفعتها ، وشدة الحاجة إليها ، وهي تمنع وصول أثر العائن ، وتدفعه بعد وصوله بحسب قوة إيمان قائلها ، وقوة نفسه ، واستعداده ، وقوة توكله وثبات قلبه ، فإنها سلاح ، والسلاح بضاربه .

والحمد لله رب العالمين