كثر الحديث : اتفاق طويل الأمد ، حماس تعلن بشكل رسمي ، هناك الرافض والمتردد

متابعة مستمرة
حجم الخط

قال مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس أسامة حمدان، إن قيادة الحركة تدرس الأفكار المطروحة حول التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، متوقعا أن يكون الرد عليها اليوم.

وأضاف ، أن قيادة الحركة تدرس الأفكار المطروحة تتعلق بموضوع استكمال ملف التهدئة الذي جرى إبان العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وأخلت به دولة الاحتلال، والقاضي برفع الحصار عن القطاع، وفتح المعابر جميعها، بما فيها ميناء غزة البحري.

وأكد حمدان أن حماس كانت وفي مقابل هذه الأفكار واضحة، عبر شروطها أن "أي فكرة قبل أن تقدم ويحاورها الجانب الفلسطيني، لا بد أن تحظى بضمانات قبولها إسرائيليًّا، وعدم تعطيلها، عوضًا عن شرط كون طارح الفكرة مفوضًا وجادًّا، وليس مستدرجًا".

ونفى حمدان، تطرق حركته للفترة الزمنية للتهدئة، مضيفا أن "الأمر بكليته يمكن اختصاره بوجود اتفاق تهدئة في مقابل إنهاء الحصار"، مشددًا على أن أي خرق من قبل الاحتلال للتهدئة، من حق المقاومة أن تتعامل وترد عليه بالطريقة والكيفية المناسبتين.

فيما أكد القيادي في حركة حماس أحمد يوسف، أن حركته لا يمكن أن تقدم على تهدئة طويلة الأمد مع "إسرائيل" دون إجماع وطني قائلاً: "مستحيل أن تقدم حماس على تهدئة دون إجماع وطني مع السلطة والفصائل".

وأوضح د. يوسف لإحدى الإذاعات المحلية، صباح اليوم الثلاثاء،، بأن الدردشات مع "إسرائيل" عبر الأوروبيين لم تصل حتى اللحظة إلى مرحلة متطورة، فالأوروبيون يزورون غزة ليستمعوا إلى أفكار حماس، مؤكداً بأن حركته وضعتهم في صورة الانتهاكات الإسرائيلية للقوانين الدولية والإنسانية من حصار مشدد، مبيناً بان الاحتلال الإسرائيلي دائماً يريد أن يرمي الكرة في ملعب حماس أمام الأوروبيين وهم يسعون لوضع أفكار تقرب وجهات النظر لمنع أي انفجار.

وأشار إلى أن الوفود أكدت بان "إسرائيل" ستقدم تسهيلات إلى قطاع غزة عبر السماح لدخول مواد البناء وفتح المعابر.

وأضاف: "المسئولون الأوروبيون يحاولون تذليل العقبات بين حركته وبين الاحتلال الإسرائيلي خشية من انفجار الأوضاع خاصة بعد التقارير الدولية التي أكدت بأن قطاع غزة على حافة الانفجار".

وعن العلاقة بمصر أكد د. يوسف وجود مؤشرات ايجابية في العلاقة بين حركته وجمهورية مصر العربية تدلل على أن المرحلة المقبلة بين الطرفين تتطور وتسير بالاتجاه الصحيح وتؤسس إلى دور كبير ستقوم به مصر في الأيام المقبلة.

وأوضح يوسف أن أهم المؤشرات الايجابية هو وقف الحملات الإعلامية التي تشنها بعض وسائل الإعلام المصري ضد حركة حماس وذراعها العسكري كتائب القسام، إضافة إلى فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين.

ومن الجدير ذكره أن العلاقة بين حماس ومصر تعرضت إلى حالة تذبذب خاصة بعد عزل الرئيس محمد مرسي عن الحكم واتهام حماس بارتكاب مجازر في الجيش المصري إضافة إلى وضعها في قائمة الإرهاب في المحاكم المصرية إلى جانب ذراعها العسكري كتائب القسام.

وقال يوسف: "لا شك بأن معبر رفح البري والوحيد الذي يربط قطاع غزة بالعالم الخارجي هو أحد العناوين الرئيسية التي تشكل العلاقة القوية والمتينة مع جمهورية مصر"، مبيناً أن فتح معبر رفح سيدوم خلال الفترة المقبلة خاصة في شهر رمضان المبارك بحيث يتم فتحه كل أسبوع وفقاً لما وصلنا من تطمينات.

ولفت إلى أن المؤشرات الايجابية جاءت بعد عقد لقاءات عدة بين موسى أبو مرزوق في القاهرة والدوحة.

 

من ناحيته حذر نمر حماد المستشار السياسي للرئيس محمود عباس، من أي اتفاق بين حركة حماس واسرائيل لتهدئة طويلة الامد مقابل اقامة ميناء بحري برقابة دولية.

وقال حماد في تصريحات لإحدى الإذاعات المحلية، ان مشروع الاتفاق يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية في اطار الرؤية الاستراتيجية الاسرائيلية لفصل الضفة عن قطاع غزة.

وأوضح حماد ان تداعيات مثل هذا الاتفاق ليس لخمس سنوات انما لمدة طويلة قد تصل الى 15 عاماً.

ودعا حماس إلى إدراك ان "الشعب الفلسطين الذي افشل مشاريع اتفاقات كانت اكثر صعوبة بعد 1948، (التوطين والوطن البديل، دولة في غزة)، هو اكثر قوة ووعي لافشال هذا المخطط".

وأشار المستشار السياسي للرئيس إلى أنه ليس أمام حماس إلا طريق واحد هو انهاء الانقسام ووحدة الموقف السياسي.

وتابع حماد أن كل التسريبات السابقة تؤكد ان هناك اتصالات لاعداد مشاريع مستندة الى الاستراتيجية الاسرائيلية بالفصل واقامة كيان في غزة.

وشكك حماد بـ"أي تبريرات قد تلجا لها حماس بالحديث عن معاناة الغزيين لتأخذ لنفسها حججا لتوقيع اتفاقات منفردة مع اسرائيل".

من جانبه حذر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم "أبو ليلى"، من تفرد حركة حماس في ابرام اتفاق منفرد مع اسرائيل، حيث يجري الحديث عن (تهدئة لمدة 5 سنوات مقابل اجراءات وانشاء ميناء بحري برئاسة دولية).

وقال أبو ليلى في تصريح صحفي لإذاعة محلية، ان مثل هذه الخطوة تشكل انعكاسات خطيرة على الوضع الفلسطيني وتصيب في مصلحة اسرائيل.

وأوضح انه "لا يوجد شئ رسمي ابلغنا به من حركة حماس غير ان التصريحات الصادرة من قيادة الحركة تشير الى مثل هذا الاتفاق".

واعتبر أبو ليلى ان ما يجري هو خرق للتوافق الوطني بين الفصائل وحركة حماس، وله تداعيات سلبية على الكل الفلسطيني ويصب باتجاه رغبة اسرائيل بانفصال قطاع غزة عن المشروع الوطني الشامل.

وكان الدكتور صلاح البردويل القيادي في حماس قال إن للحركة محدد واضح في اطار التهدئة بأن يكون موضوع التهدئة متفق عليه وطنيا والا يكون الامر بيد حماس وحدها، وأن تكون هناك ضمانات على الزام الاحتلال بشروط التهدئة، وأن تكون محدودة بسقف لا يسمح لها ان تكون تهدئة طويلة لدرجة أنها تغير أوضاع اللعبة في المنطقة.

 

على ذات الصعيد قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة تعقيباً على ما يتم الحديث عنه عن قرب التوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، إن ذلك سيكون مهماً، إذا لم يكن على حساب وحدة الأرض والدولة والشعب.

واشترط أبو ردينة  الثلاثاء ألا يكون ذلك تمهيداً للقبول بدولة ذات حدود مؤقتة، الأمر الذي سيترك آثاراً مدمرة على الشعب الفلسطيني وقضيته واستقلاله.

وأضاف أن أية تهدئة يجب أن تهدف إلى رفع المعاناة عن شعبنا، وألا يكون ثمنها الخروج عن الإجماع الفلسطيني والقومي.

وتناقلت وسائل الإعلام أنباء غير مؤكدة حول حراك واسع لإبرام اتفاق تهدئة مع الكيان الإسرائيلي، يضمن بقاء حالة وقف إطلاق النار مقابل رفع الحصار وفق آلية معينة.

وفي نفس السياق قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول أن ما يتم تداوله من أفكار قُدمت من وفود أوربية زارت قطاع غزة بتسهيلات من حكومة الاحتلال لتحقيق تهدئة لفترة زمنية طويلة في القطاع.

وأوضح الغول أن الأفكار تتمحور حول تهدئة طويلة مرتبطة بوقف أعمال المقاومة وتطوير قدراتها، ووقف حفر الأنفاق، مقابل ممر مائي من خلال ميناء عائم باجراءات أمنية، وتسهيل عملية اعادة الاعمار، ومد خط غاز اسرائيلي لمحطة توليد الكهرباء.

وأضاف أن هذا العرض القديم عاد مجدداً في إطار صفقة هدنة تسعى من خلالها اسرائيل لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وقد يرافقها إغلاق كل المعابر بالتزامن من تنفيذ الميناء العائم لفصل غزة عن الضفة سياسياً وجغرافياً بشكل كامل، وتحويل القطاع لكيان فلسطيني مستقل، والاستفراد بالضفة الغربية عبر توسيع الاستيطان، وخلق واقع يجعل المجتمع الدولي يتقبل فكرة البحث عن بدائل عن الدولة الفلسطينية على كامل الاراضي المحتلة عام 1967في الضفة وغزة والقدس.

وأكد الغول أنه لا يحق لأي فصيل أن يقرر منفرداً في هذه الحلول، لأن الأمر يتجاوز الموقف الخاص لكل فصيل، مشدداً على ضرورة بحث المقترحات وطنياً بما يضمن تخفيف معاناة سكان قطاع غزة وبما يمنع تحقيق الهدف الاسرائيلي بتكريس الفصل.

وطالب الغول الرئيس محمود عباس بعقد اجتماع عاجل للجنة تطوير وتفعيل منظمة التحرير باعتبارها إطار قيادي مؤقت من أجل الوقوف أمام هذه المسألة، ومجمل تطورات القضية الفلسطينية، خاصة مع وجود مخاطر جدية تهدد القضة الوطنية.

وحذر الغول من استثمار دولة الاحتلال للوضع العربي والاقليمي الحالي، وتحولها لطرف شريك في المنطقة، وتمرير مشاريع الحل الاقليمي القائم على التطبيع مع بعض الدول العربية، وتجاوز الوضع الفلسطيني، واقتصاره على إنشاء كيان في قطاع غزة وانهاء الصراع العربي الاسرائيلي وفق هذا المخطط .

ولمجابهة هذا السيناريو، دعا القيادي في الجبهة الشعبية إلى وحدة موقف فلسطيني واستكمال ملف المصالحة وانهاء الانقسام، وعدم استمرار وجود أكثر من مركز قرار فلسطيني يقرر في الشأن الوطني خارج إطار موقف فلسطيني موحد.

 

فيما نفى عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق تسلم حركته أي أفكار مكتوبة للتهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي من جهات أوروبية.

وقال أبو مرزوق في تصريحات لإحدى الوكالات اليوم الثلاثاء، "ليس هناك ما يستوجب الرد على أي أفكار للتهدئة مع الاحتلال".

وأوضح أن هناك أفكار متداولة حول مشاريع غير متبلورة للتهدئة يتحدث عنها الأوروبيين، مشددًا على أن موقف حركته حول أي طرح بشأن تهدئة مع الاحتلال يجب أن يكون وطنيًا وليس على مستوى فصائلي، وأن لا يكون سريًا.

وبيّن أبو مرزوق أن حركته لا تسعى إلى اتفاق يفصل بين حقوق الشعب الفلسطيني المتعددة وبين الموضوع السياسي حتى لا تدفع أثمانًا مقابل تلك الحقوق.

وحول تطور علاقة حماس بمصر، أشار إلى أن هناك توجه إيجابي من الجانب المصري تجاه قطاع غزة، لافتًا النظر إلى وجود الكثير من الإشارات بشأن ذلك كفتح المعبر وإدخال مواد البناء، وإلغاء الحكم السابق ضد الحركة، مرحبًا بكل الخطوات الإيجابية التي تقدمها مصر.