نشرت صحيفة يديعوت اليوم الثلاثاء, بياناً حول عودة العلاقات مع مصر ولأول مرة منذ الحرب الأخيرة على غزة و حيث قررت مصر فتح معبر الحدود في رفح بينه وبين غزة – حيث تدفقت الى القطاع آلاف أطنان الاسمنت دون أي رقابة, وسط تحذر محافل صهيونية من أن هذا الاسمنت يأتي أيضاً لإعادة بناء الأنفاق.
وتابعت يديعوت:في 2013، بعد سقوط الرئيس محمد مرسي، رجل حركة الإخوان المسلمين التي تعاونت مع حماس، اشتد الحصار المصري على قطاع غزة. ومن بداية 2015 مثلاً، كان معبر رفح مفتوحاً للحركة في الاتجاهين خمسة أيام بالمجموع فقط. ولكن في الفترة الأخيرة طرأ تحسن في العلاقات بين مصر وحماس. وفي الشهر الأخير أصدرت المحكمة العليا للاستئناف في مصر قراراً أخرج حماس من قائمة منظمات الإرهاب. وبالتوازي سجل تعاون بين حماس ومصر في حربهما المشتركة ضد منظمات الجهاد العالمي في سيناء، والتي تتحدى حماس في غزة ايضا.
وقالت الصحيفة أنه ينبغي لهذا التحسن أن يقلق اسرائيل وذلك لأن مصر قررت كبادرة طيبة على شرف رمضان أن تفتح يوم السبت معبر رفح لحركة الناس والبضائع – وفتحه تمدد حتى يوم الخميس. في اسرائيل يأملون بأن تقيد مصر هذه البادرة وان يغلق المعبر في نهاية الأسبوع.
ولكن في هذه الأثناء يتبين من تقارير محافل فلسطينية بأنه منذ فتح معبر رفح يدخل عبره كل يوم نحو أربعة آلاف طن من الاسمنت بلا رقابة. وحسب هذه المحافل، فحتى يوم أمس دخل الى القطاع عشرة آلاف طن من الاسمنت، وفي اليومين القادمين تم الاتفاق بين مصر وحماس على دخول 8 الاف طن على الأقل.
وللمقارنة، فانه على مدى شهر يمر من اسرائيل الى القطاع نحو 7 الاف طن اسمنت تحت رقابة وثيقة من الجهاز الذي اقيم بعد الحملة ويضم منسق أعمال الحكومة في المناطق، الامم المتحدة والسلطة الفلسطينية.
وكما أفادت "يديعوت احرونوت" في الماضي، فبعد ثلاثة أشهر من انتهاء الحرب الأخيرة على غزة بدأت حماس بإعادة بناء الانفاق الهجومية التي حفرت باتجاه "اسرائيل" ودمرها الاحتلال الإسرائيلي في سياق المناورة البرية. وحسب محافل الأمن، فإن المنظمة تفعل ذلك من خلال السيطرة على الاسمنت الذي يدخل عبر اسرائيل لاعادة بناء القطاع، وهذا ما أكده ايضا قائد المنطقة الجنوبية سامي ترجمان في مقابلة مع "يديعوت احرونوت".
وأضافت الصحيفة إلى قادة اسرائيل يتابعون بقلق التطورات الأخيرة، وإن كانوا يمتنعون في هذه المرحلة عن انتقاد المصريين، خشية المس بالعلاقات الحساسة بين الدولتين، والتي ازدهرت مؤخراً ووجدت تعبيرها في التعاون الامني.
وفي هذه الأثناء يواصل منسق أعمال الحكومة في المناطق اللواء يوآف فولي مردخاي الخط الذي يتخذه لاعمار القطاع وبالتوازي تجري خلف الكواليس مفاوضات بوساطة مصرية لهدنة طويلة الامد. ولهذا السبب يتم زيادة حجم كميات البضائع التي تدخل الى القطاع عبر "اسرائيل".