من المقرر أن تشهد دول عالمية وعربية تظاهرات عارمة الأربعاء وغدًا الخميس، أمام سفارات أمريكا تصديًا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المحتمل اتخاذه اليوم والقاضي بالاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل" ونقل السفارة الأمريكية إليها.
وحذرت دول عربية وأوروبية ومنظمات وشخصيات حول العالم الولايات المتحدة الأمريكية، من خطورة الخطوة المحتملة للرئيس دونالد ترمب بالاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل"، ونقل سفارة بلاده من "تل أبيب" إليها.
ويخشى دبلوماسيون أن يثير إعلان ترمب المتوقع خلال خطاب سياسي سيلقيه اليوم الغضب في العالمين العربي والإسلامي، وأن يؤدي إلى مظاهرات في محيط البعثات الدبلوماسية الأميركية في أنحاء العالم.
طالب مؤتمر فلسطينيي أوروبا (غير حكومي) بالتحرك بشكل عاجل والتظاهر لوقف نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أو اتخاذ قرار بالاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل".
وستشهد مكاتب السفارات والبعثات الدبلوماسية الأميركية تظاهرات أمامها في العاصمة الأردنية عمان والعاصمة المصرية القاهرة، والعاصمة التركية أنقرة والعاصمة الجزائرية الجزائر.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها، إنها تتهيأ للتعامل مع تظاهرات عنيفة قد تواجهها سفارتها وقنصلياتها في أماكن متعددة من العالم، خاصة في العالم العربي والإسلامي في حال اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس "كعاصمة إسرائيل".
وكان موقع "بوليتكو" كشف في وقت متأخر من الاثنين أنه تم إرسال برقيتين سريتين على الأقل إلى سفارات وقنصليات الولايات المتحدة تحذر من الخطر المحتمل وتوصي بتعزيز الأمن.
وأعرب دبلوماسيين عدة دول في العالم عن قلقهم بخصوص احتمال أن يسبب الإعلان الوشيك عن القدس بردود فعل عنيفة يمكنها التأثير على السفارات.
كما تنظم حركة التضامن الاسكتلندية الفلسطينية ومعها قوى وفعاليات أوروبية أخرى متضامنة مع شعبنا ستنظم تظاهرات في أدنبرة غدًا الخميس إضافة لأنشطة أخرى في لندن، ضد أي قرار أمريكي تجاه القدس.
ومن المقرر أن تتحرك تركيا لتنظيم فعاليات هامة في دول العالم الإسلامي اليوم وخلال الأيام القادمة ضد قرار ترمب المتوقع بشأن القدس.
واعتبرت تركيا على لسانها رئيسها رجب طيب أردوغان، أنه الاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل"، ستؤدي لقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة في حال اتخذت واشنطن الخطوة؛ مؤكدًا أن القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين، وفي حال جرى اتخاذ مثل هذه الخطوة سنعقد اجتماعًا لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول وأنه سيلتئم العالم الإسلامي من خلال فعاليات هامة.
وعلى مستوى المعارضة التركية، حذّر زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي كمال قليجدار أوغلو، في كلمة خلال اجتماع موسع لفروع الحزب النسوية في أنقرة؛ من تداعيات أي قرار خاطئ يُتخذ بشأن القدس، مبينًا أن ذلك سيتسبب بـ"سفك الدماء والدموع في الشرق الأوسط مجدداً".
وستدعو المملكة الأردنية لاجتماعين طارئين للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية ولوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إذا اتخذ القرار بالاعتراف "بالقدس عاصمة لإسرائيل".
أما الأمم المتحدة فحذرت على لسان المتحدث باسم الأمين العام لها، استيفان دوغريك خلال مؤتمر صحفي، من مغبة أي إجراءات أحادية الجانب تقوض حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية".
واعتبر الاتحاد الأوروبي، أن أي خطوة أحادية الجانب حول القدس، سيكون لها انعكاسات سلبية على مستوى العالم.
وبحثت الممثلة العليا للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية فيديريكا موغريني مع وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون ملف مدينة القدس، وإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، مؤكدة موغريني على ضرورة تجنّب جميع الأطراف اتخاذ خطوات "من شأنها الإضرار بعملية السلام".
يشار إلى أن البيت الأبيض أعلن على لسان المتحدثة باسم البيت سارة هاكبي ساندرز أن ترمب لن يعلن قرارًا بشأن ما إذا كان سيرجئ مجدداً نقل السفارة الأميركية من "تل أبيب" إلى القدس، فيما يتوقع أن يعلن في خطابه اليوم الاعتراف "بالقدس عاصمة لإسرائيل".