شهدت العاصمة التونسية مساء اليوم الجمعة، مسيرة ضخمة دعا اليها مجلس نواب الشعب التونسي والاتحاد العام التونسي للشغل، وشارك فيها عشرات آلاف التونسيين أطفالا وشبابا وشيوخا نساء ورجالا، رافعين الاعلام الفلسطينية والتونسية، مرددين شعارات لبيك يا أقصى والقدس عربية وفلسطينية للابد.
كما شارك في المسيرة عدد كبير من الاحزاب التونسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني فيما تقدم المسيرة عدد من أعضاء مجلس نواب الشعب والامناء العامون لبعض الاحزاب التونسية وعدد كبير من الشخصيات الرسمية والسياسية ونقابة المحامين فرع تونس وكوادر من منظمة التحرير الفلسطينية، وكوادر من سفارة فلسطين بتونس، على رأسهم السفير المناوب بسفارة فلسطين الدكتور عمر دقة.
وسار عشرات الألاف من المواطنين التونسيين من ساحة محمد علي المقر الرئيس للاتحاد العام التونسي للشغل، مرورا بشارع الحبيب بورقيبة، وحتى منتصف شارع محمد الخامس وهما أكبر شارعين في تونس العاصمة، رافعين غابة من اعلام فلسطين وتونس ومرددين هتافات الادانة لقرار الرئيس ترامب، ومؤكدين أن القدس فلسطينية وعربية وإسلامية وللابد.
وكانت العاصمة التونسية وعديد المحافظات التونسية قد شهدت ومنذ الصباح مسيرات كبيرة للتلاميذ والطلبة ولبعض الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني تواصلت حتى مساء اليوم، حيث المسيرة الكبيرة التي أنضم اليها أعداد من المواطنين نصرة للقدس والاقصى وفلسطين.
وأصدرت وزارة الشؤون الثقافية والمحافظة على التراث التونسية، بيانا أكدت فيه تضامنها مع الشعب الفلسطيني، وايمانا بقضيّته العادلة قرّرت لجنة تنظيم الدّورة 19 لأيّام قرطاج المسرحيّة لسنة 2017 الغاء الاحتفاليات المبرمجة بشارع الحبيب بورقيبة قبل الافتتاح الرسمي المقرر الليلة.
على نفس الصعيد واصلت الاحزاب التونسية إصدار بيانات الشجب والتنديد ضد قرار الرئيس الامريكي، فقد عبر حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي التونسي عن شديد استنكاره للخطوة التصعيدية الجديدة الداعمة لسياسة الاستيطان والتهويد والتمييز العنصري لكيان الاحتلال الاسرائيلي وضرب للشرعية الدولية وما تبقى من مصداقية القرارات الاممية، وذلك ردا على قرار الادارة الأميركية بالاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال ونقل سفارتها للمدينة .
وادان الحزب الجرائم العنصرية والممارسات الفاشية التي ينتهجها الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني والجماهير العربية وقياداتها في الأراضي المحتلة، مؤكدا من جديد انخراطه الكلّي في الحملة العالمية للمقاطعة ومنع الاستثمار وتسليط العقوبات (BDS)على حكومة الاحتلال وفرض احترام الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ووضع حد للنظام الإرهابي العنصري داخل فلسطين المحتلّة.
وأكّد الحزب تشبثه بمدينة القدس عاصمة للدولة الفلسطينيّة الى الابد ووقوفه الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله من أجل حقّه الشرعي والتاريخي في إقامة دولته المستقلّة وعاصمتها القدس، داعيا منخرطيه وكافة القوى الديمقراطية والتقدمية للمشاركة في المسيرات السلمية والتحرّكات الاحتجاجية الرّافضة لسياسات الاستسلام والتواطؤ والخنوع، والمساهمة الفعالة في إنجاحها تعبيرًا عن وقوف الشعب التونسي إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق وتضامنه الفعلي معه في كفاحه من أجل استرداد حقوقه السليبة ومن أجل حقه في تقرير المصير.
من جانبه دعا حزب حركة بني وطني إلى ضرورة الالتزام بالقوانين الدولية معتبرا الخروج عنها انتهاكا لموازين السلم العالمي وعائقا أمام مواصلة عملية السلام وسيجرّ المنطقة والعالم إلى حالة من التوتّر لا يحمد عقباها، فضلا عن استفزاز مشاعر الامة باعتبار رمزية القدس ومكانتها في المنطقة والعالم، معتبرا القرار الاميركي سابقة خطيرة فيها مساس جوهري بالوضع القانوني والتاريخي للمدينة وخرق لقرارات الأمم المتّحدة ذات الصلة وللاتّفاقات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي تمت برعاية أميركية والتي تنص على أنّ وضع مدينة القدس يتمّ تقريره في مفاوضات الحل النهائي.
كما عبر حزب حركة النضال الوطني التونسي، عن غضبه على خطوة ترامب "الباطلة والمتعنتة".
هذا وفتحت الاذاعات التونسية موجات مفتوحة للبث عن القدس وعن خطورة القرار الاميركي، واستضافت عددا من كوادر السفارة ومنظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح"، فيما استطلعت تلك الموجات آراء المواطنين التونسيين اللذين أجمعوا على خطورة القرار وشجبوه وأدانوه بمختلف العبارات كما تم تقديم برامج على القنوات التونسية المختلفة الرسمية والشعبية لنفس الغرض، فيما يتفاعل التونسيين بمختلف مشاربهم على مواقع التواصل الاجتماعي مشاركين بفعالية في هاشتاغ "نصرة القدس عربية".