عُقدت اليوم الجمعة جلسة مشاورات سياسية مع وزارة الخارجية الفرنسية برئاسة مساعدة وزير الخارجية والمغتربين للشؤون الأوروبية السفيرة أمل جادو وحضور سفير فلسطين لدى فرنسا سلمان الهرفي، و مديرة دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية السفير جيروم بونافون.
وبحثت السفيرة جادو آخر المستجدات على الساحة السياسية وتداعيات إعلان ترامب الأخير حول القدس وتبعاته الخطيرة، منذرة بتدهور الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة وتهدد الاستقرار في المنطقة والعالم العربي.
وحذرت من تصعيد تصعب السيطرة عليه في الفترة القريبة المقبلة، مؤكدة أن هذا الاعتراف الخطير يعد بمثابة هدية للجماعات الإرهابية وقوى التطرّف في العالم.
كما طالبت السفيرة جادو، وبتوجيهات من وزير الخارجية والمغتربين، الحكومة الفرنسية بالاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حل الدولتين.
وأطلعت الجانب الفرنسي على انتهاكات حكومة الاحتلال اليمنية المتطرفة بحق أبناء الشعب الفلسطيني من نهب للأراضي وانتهاك لحرمة المقدسات وحملات الاعتقالات الواسعة، إضافة للإعدامات الميدانية المستمرة.
وأعربت جادو عن أملها بدور أكبر للمجتمع الدولي والدول الأوروبية في مكافحة الاستيطان الإسرائيلي المتفشي، مشيرة إلى إعلان الحكومة الإسرائيلية عن نيتها بناء 14000 وحدة استيطانية جديدة في القدس بعد ساعات من إعلان ترامب.
كما أشارت إلى أهمية متابعة قرار مجلس الأمن 2334 ومنع الدول الأوروبية لبضائع المستوطنات الإسرائيلية الدخول إلى أسواقها.
وعلى الصعيد الثنائي، ناقشت السفيرة جادو التحضيرات الأولية للجنة الحكومية الفلسطينية الفرنسية المشتركة الثانية، التي من المزمع عقدها في شهر أيار المقبل برئاسة رئيسي الوزراء ومشاركة عدد من الوزارات المعنية في رام الله.
وشددت على أهمية استمرار وزيادة دعم الحكومة الفرنسية للحكومة الفلسطينية وللمشاريع في القدس والمناطق المصنفة "ج" لتعزيز صمود الفلسطينيين هناك.
بدوره، أكد بونافون رفض بلاده للإعلان الأخير حول القدس، مؤكدا موقف الحكومة الفرنسية الثابت من حل الدولتين السلمي.
وشدد على أهمية الحفاظ على الوضع القائم في القدس، مشيرا إلى ضرورة العمل ضمن الإطار الأوروبي من أجل الدفع تجاه عملية سلام متوافقة مع مبادئ القانون الدولي.
وعقدت السفيرة جادو، على هامش جلسة المشاورات، اجتماعات مع كل من نائب الأمين العام لوزارة الخارجية، ونائب المدير السياسي في الخارجية الفرنسية.