صفقة العصر ابتدأت بالخطوط الحمر"!!

التقاط.JPG
حجم الخط

 

لن تقتصر المسألة عند القدس التي أهداها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لاسرائيل عاصمة خالصة لها ، ولا عند إنهاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم ، فهذه مسألة تم تجاوزها والالتفاف عليها ضمنيا ، اما الاستيطان فقد ترصعت به اراضي الضفة من شمالها الى جنوبها وتحولت بعض المستوطنات الى ما يسمى كتل استيطانية في الشمال ارئيل وفي الوسط معاليه ادوميم وفي الجنوب كفار عصيون ، وباعلان القدس عاصمة فإن هذه الكتل سيتم ضمها او بعضها الى ما يسمى بالقدس الكبرى او العاصمة الموحدة .

صفقة العصر، هي جديرة بأن تحمل هذا الاسم وتتباهى به، من وجهة نظر اصحابها ، امريكا واسرائيل وأنظمة الرجع العربية، فهي، الصفقة ، ابتدأت بالقضايا الصعبة شديدة الحساسية والتعقيد، بعكس اتفاقية اوسلو مثلا، التي ابتدأت بالقضايا الشكلية الهامشية فارغة المحتوى والمضمون ، وأرجأت القضايا الصعبة والجوهرية الى مرحلة لاحقة ، فيصار بعد ذلك الذهاب للقضايا الأَقل صعوبة ومخاطرة ، إذ سيكون بإمكان اسرائيل اليوم ان تصادر وتضم أي بقعة أرض فلسطينية دون ان تحسب اي حساب ودون حتى موافقة ترامب ليمهر توقيعه على وثيقتها كما فعل مع القدس ، الحرم الابراهيمي في الخليل مثلا ، قبر يوسف في نابلس ، قبر راحيل في بيت لحم ، والحديث لا يدور هنا عن بقعة بعينها ، بل الخليل كاملة ونابلس كاملة وبيت لحم كاملة ، وهذه لها اسماء قديمة في التلمود العبري ، وحين وضع شامير حجر اساس مستوطنة افرات قبل حوالي ثلاثين سنة ، قال اتمنى ان اعيش حتى ارى بيت لحم تستعيد اسمها القديم .. افراتا .

لسنا بحاجة اليوم الى كرملين بلاشفة يكشفوا لنا عن رسائل "حسين مكماهون" ، لمعرفة اسرار التآمر العربي البريطاني وكيف لحست بريطانيا وعدها ، بل كيف أعطت جزءا من فلسطين وطنا قوميا لليهود ، وكيف اصبحت دولة بشعب لا يتجاوز تعداده بضعة مئات من الالاف ، ثم كل فلسطين ومعها سيناء والجولان وجنوب لبنان وغور الاردن ، واليوم بالقدس عاصمة لها، غربيها وشرقيها وشريفها وغير شريفها ، ومستوطناتها التي ستصبح قريبا جزءا اصيلا من مكوناتها .

هناك ثلاثة اسئلة على هامش اعلان ترامب : الاول: ماذا دار في مكالمات ترامب الاربع مع الزعماء العرب قبيل الاعلان ببضعة أيام ولماذا لم يقم اي من هؤلاء بابلاغ شعبه عن فحوى الاتصال ؟

السؤال الثاني لماذا لم يقم أي من هؤلاء القادة بقطع العلاقات مع اسرائيل ولا حتى بسحب السفراء. وكيف يمكن التصديق بوقف الاتصالات مع الإدارة الامريكية دون وقف التنسيق الامني مع اسرائيل ؟

والسؤال الثالث : لقد كان هناك اتصالات مع معظم دول العالم باستثناء ايران ومع معظم الزعماء العرب باستثناء بشار الأسد ، هل يمكن ان تكون هذه مجرد مصادفة، ام ان وراء الأكمة ما وراءها ؟