لبحث إنهاء الاحتلال الإسرائيلي

"البرلمان العربي" يدعو إلى قمة عربية طارئة

البرلمان العربي يدعو إلى قمة عربية طارئة
حجم الخط

أكد البرلمان العربي رفضه التام وإدانته الشديدة لقرار الإدارة الامريكية بشأن الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة للقوة القائمة بالاحتلال، ونقل السفارة الامريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة.

وحمل البرلمان في قراراته الصادرة عن الجلسة الطارئة لبحث تداعيات قرار الادارة الامريكية بالاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة للقوة القائمة بالاحتلال "الكيان الصهيوني" ونقل السفارة إليها والتي عقدت اليوم الإثنين في مقر الجامعة العربية برئاسة مشعل السلمي، وحضور وزير الخارجية وشؤون المغتربين رياض المالكي، حمل الولايات المتحدة الامريكية مسؤولية تبعات القرار وما ستؤول اليه الأوضاع على المستوى الإقليمي والدولي وما يشكله من تهديد للسلم والامن الدوليين .

وأعاد البرلمان العربي التاكيد على الموقف الثابت للبرلمان العربي بحق دولة فلسطين المطلق في السيادة على كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 والحفاظ على الوضعية القانونية لمدينة القدس استنادا الى قرارات الامم المتحدة ذات الصِّلة وقواعد القانون الدولي ومبادرة السلام العربية لعام 2002.

كما طالب القرار المجتمع الدولي لا سيما مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة الاضطلاع بمسؤولياته تجاه ابطال هذا القرار واتخاذ كافة الإجراءات لرفض سياسة الامر الواقع والالتزام بالقرارات الاممية والإجماع الدولي بسان وضعية القانونية لمدينة القدس وإلزام القوة القائمة بالاحتلال بتنفيذ قرارات مجلس الأمن بهذا الصدد .

كما طالب البرلمان العربي، الامم المتحدة بقيادة عملية السلام بعد أن أصبحت الولايات المتحدة الامريكية وسيطاً غير نزيه وغير مقبول في تحقيق السلام الدائم والشامل وأصبحت طرفا في النزاع باتخاذها موقفا منحازا للقوة القائمة بالاحتلال .

وطالب البرلمان، منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" بالتصدي للقرار الأمريكي في إطار قرار المنظمة بشأن الجوانب التاريخية والتراثية والحضارية التي تربط القدس المحتلة بالمسلمين والمسيحيين الصادر في 2 مايو 2017 وكذلك القرار التاريخي للمجلس التنفيذي لليونسكو في أكتوبر 2016 والذي اكد ان المسجد الاقصى مكان عبادة خاصة بالمسلمين ولا علاقة دينية لليهود به .

واشاد البرلمان العربي، بالموقف التاريخي للدول في كافة أنحاء العالم العربية والإسلامية والاوروبية والافريقية والاسيوية وفِي امريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي الرافضة للقرار الامريكي ومحاصرته دوليا .

واكد دعمه الكامل لتنقية الأجواء العربية _ العربية ومساندة كافة المبادرات في هذا الشأن، والتأكيد على كافة الفصائل الفلسطينية تقوية للجبهة الداخلية الفلسطينية دعما للقضية القدس .

وثمن البرلمان العربي في قراراته، دور المملكة الأردنية الهاشمية في القيام بواجباتها في الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وفقا للتفاهم الاردني الفلسطيني وتأييدها في كافة المحافل الدولية باعتبارها من احد اهم ضمانات الوجود العربي الرسمي في محيط الحرم القدسي .

واعتمد البرلمان خطة تحرك لمواجهة القرار الامريكي من خلال الآتي: الدعوة الى قمة عربية طارئة لتجنيد كافة الطاقات من أجل إنهاء الاحتلال الاسرائيلي لأراضي فلسطين وعاصمتها القدس، كما دعا لوضع خطة تحرك عربية فاعلة على كافة المستويات من خلال جامعة الدول العربية والسلطة الفلسطينية والبرلمان العربي تأكيدا على تكامل الدبلوماسية البرلمانية مع الدبلوماسية الرسمية للتصدي لقرار الادارة الامريكية وتشكيل لجنة مفتوحة العضوية لهذا الغرض .

كما أقر البرلمان تسمية دور الانعقاد الحالي للبرلمان العربي " القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين ".

كما تم تكليف وفود البرلمان العربي لزيارة البرلمانات المماثلة خاصة البرلمان الافريقي والبرلمان الاوروبي وعدد من البرلمانات الأوروبية الفاعلة لعقد لقاءات وحشد تأييد المجتمع الدولي للتصدي للقرار الامريكي .

واكد البرلمان في قراراته التضامن العربي والإسلامي للتصدي للقرار الامريكي من خلال تنسيق التحرك بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي بشأن القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين والعمل على تعزيز دعم الاعتراف بدولة فلسطين وعضويتها الكاملة بالأمم المتحدة .

وطالب بمساندة ودعم وتضحيات الشعب الفلسطيني في مقاومته الباسلة وفِي نضاله ضد سياسة القوة القائمة بالاحتلال التي تهدف الى تغيير الوضعية القانونية والتاريخية لمدينة القدس المحتلة والوقوف صفا واحدا للحفاظ على تمسكه بأرضه وحقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الابدية مدينة القدس والتكثيف دعم الدول العربية المادي والمعنوي وتعزيز صندوق دعم القدس .

كما طالب البرلمان بدعم جهود المجموعة العربية في الامم المتحدة بنيويورك للتحضير لمشروع قرار في مجلس الأمن يرفض القرار الامريكي ويطالب الادارة الامريكية بالتراجع عنه .

وطالب بالتنسيق مع البرلمانات العربية خاصة في المحافل الإقليمية والدولية واجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي لحث الرأي العام العالمي لدعم الموقف الفلسطيني والتصدي للقرار الامريكي .

واكد دعمه المطلق لكافة قرارات السلطة الفلسطينية بشأن مواجهة القرار الامريكي والحفاظ على الوضعية القانونية لمدينة القدس واي محاولات لانتقاص السيادة الفلسطينية .

ودعا كافة وسائل الاعلام خاصة الناطقة بكل اللغات الأجنبية لحشد كل الجهود من أجل قضية القدس، في المناهج الدراسية العربية .

ودعا المجتمعات العربية لمقاطعة السلع الامريكية وحث جامعة الدول العربية على إحياء مكتب المقاطعة العربية للقوة القائمة بالاحتلال وإيجاد حالة من الضغط الاقتصادي لمواجهة القرار الامريكي . 

ومن جانبه استعرض عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس كتلة فتح البرلمانية، عزام الأحمد، أمام أعضاء البرلمان الأوضاع في فلسطين خاصة في القدس التي تتعرض لأبشع الانتهاكات بعد قرار الرئيس الامريكي الاعتراف بالقدس عاصمة دولة الاحتلال، والمخاطر المحدقة في مدينة القدس، وضرورة تواصل الدعم والجهود العربية التي تبذل للحفاظ على الحقوق الفلسطينية والعربية.

واكد الاحمد أن حدود القدس غير قابلة للتفاوض والتعويم أو إعادة التعريف من جديد، محذرا من أن العبث بالقدس، ومحاولات تغيير الوضع القانوني، والتاريخي القائم فيها واستمرار محاولات إسرائيل، تغيير الهوية العربية للمدينة، والاعتداء على مقدساتها الاسلامية والمسيحية، هو استفزاز لمشاعر المسلمين والمسيحيين على امتداد العالمين العربي والإسلامي.

وشدد على أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، التي لن يتحقق الأمن، والاستقرار، والسلام في المنطقة إلا بقيامها حرة مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967، وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، موضحا أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وخصوصا حقه في تقرير مصيره، وفي الدولة، وفي العودة والحرية هو تهديد للأمن، والسلم، في المنطقة والعالم.

ومن جانبه أستنكر أعضاء البرلمان العربي في مداخلاتهم القرار الامريكي الأخير مطالبين بإلغائها فورا، مؤكدين دعمهم للقيادة الفلسطينية في كافة المحافل الدولية وضرورة إتمام المصالحة الوطنية لما لها مكسب كبير في توحيد كلمة أبناء الشعب الفلسطيني الذي عانى لمدة 11 عاما من الانقسام البغيض .