عثرت طواقم بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة صباح الثلاثاء على هياكل عظمية خلال أعمال حفر في مقبرة مأمن الله التاريخية الإسلامية غربي القدس المحتلة.
وقال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالقدس الحاج مصطفى أبو زهرة لوكالة "صفا" إن طواقم من بلدية الاحتلال اقتحمت المقبرة الإسلامية، وشرعت بأعمال حفر لإقامة بنية تحتية في شارع "بن سيرا" المقام شمال المقبرة، وتم العثور على قبر يعود لنحو 150 عامًا بداخله ثلاثة هياكل عظمية.
وأوضح أن بلدية الاحتلال تواصل أعمال الحفر في المنطقة لأجل إقامة بنية تحتية، حيث تم أول أمس إيجاد بناء متكامل لمدينة كبرى بالمنطقة، والعثور على ثلاثة هياكل عظمية.
وأشار إلى أنه تم مؤخرًا العثور على ثمانية هياكل عظمية متناثرة وجماجم لرفات مسلمين في المقبرة، وقبل أسبوعين تم أيضًا العثور على قبر فيه هياكل عظمية، وتم ردم التراب وإغلاق القبر وإتمام إقامة البنية التحتية في المكان.
وأدان أبو زهرة مواصلة الاحتلال اعتداءاته وانتهاكاته بحقه المقابر الإسلامية بالقدس، معتبرًا ذلك يشكل انتهاكًا صارخًا لحرمة المسلمين والأموات، مؤكدًا أن هذه المقابر عربية إسلامية تاريخية.
وأكد أن سلطات الاحتلال تسعى من وراء اعتداءاتها على المقابر بالقدس لطمس الهوية العربية الإسلامية والتاريخ الإنساني العريق.
بدورها، أشارت صحيفة "هآرتس" العبرية صباح اليوم إلى أنه تم العثور على مدفن يحوي هياكل عظمية إسلامية، في خلال العمل على فتح شارع في مقبرة "ماميلا"، والتي تم تدمير جزء كبير منها على مر السنين.
وأوضحت أن "سلطة الآثار" الإسرائيلية قالت إن هذا المدفن "حديث" نسبيًا وغير محمي بموجب قانون الآثار، وبالتالي لن يتم التنقيب عنه بطريقة منظمة، وسيبقى في مكانه، وتمهيد الطريق فوقه.
ووفقًا لشاهد عيان دخل إلى المدفن، فقد عثر فيه على ستة جماجم على الأقل وعدد كبير من العظام، وكشفت دراسة أنثروبولوجية أُجريت للهياكل العظمية "أنها هياكل عظمية لنساء".
وقال موظفو سلطة الآثار إنهم عثروا على شاهد هناك يتبين من الكتابة عليه أنه يعود إلى نهاية القرن الثامن عشر أو بداية القرن التاسع عشر.
وبحسب القانون الإسرائيلي، فإن الآثار التي يجب حمايتها هي مباني أو كائنات تعود إلى 1700 سنة إلى الوراء، ولذلك لا يعتبر هذا المدفن أثرًا قديمًا ويمكن تدميره.
وأصيب المدفن بأضرار جزئية أثناء سير العمل، ولكن بالتعاون مع منظمة "اترا كاديشا" الدينية تقرر ترك المدفن والهياكل العظمية في مكانها، وتعبيد الطريق فوقها.
وتنفذ سلطات الاحتلال مشاريع تطويرية واستيطانية على أرض مقبرة مأمن الله ومحيطها، حتى استولت على ما مساحته نحو 70% منها، علمًا بأن مساحتها ما قبل بناء المشاريع عليها كانت تبلغ 138 دونمًا تبقى منها 19 دونمًا فقط.
وتعتبر المقبرة من أشهر وأكبر المقابر الإسلامية في فلسطين، وتضم رفات وأضرحة أعلام وصحابة وشهداء وتابعين مسلمين كثيرين، دفنوا فيها منذ الفتح الإسلامي للقدس.
وعملت سلطات الاحتلال على طمس معالمها وحولت جزء كبير منها الى حديقة عامة سميت "حديقة الاستقلال"، إضافة الى شق طرق وشوارع وبناء فنادق وأبنية ومواقف للسيارات ومراحيض ومطعم ومحل للخمور، إضافة إنشاء "متحف التسامح"، ونبش آلاف القبور.
وفي سياق متصل، واصلت "سلطة الطبيعة" الإسرائيلية برفقة قوات الاحتلال صباح اليوم اعتداءها على مقبرة باب الرحمة الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك من الجهة الشرقية، وذلك لليوم الثالث على التوالي.
وكانت طواقم من "سلطة الطبيعة" اقتحمت على مدار يومين المقبرة الإسلامية، وشرعت في خلع وقطع أشجارها، في انتهاك واضح لحرمة المقبرة والأموات.