لإنسان إذا وضع المصحف على عينه أو قبل المصحف فالحقيقة لم أجد أثرا في هذا الباب إلا ما رواه الدارمي في سننه وعبد الله بن المبارك في كتابا الجهاد والبيهقي في كتاب شعب الإيمان، وموجود أيضًا في بعض الكتب المخطوطة مثل جزء ابن شازان كل هؤلاء يرونه من طريق حماد بن زيد عن أيوب السختياني عن ابن أبي مليكة" أن عكرمة بن أبي جهل كان يضع المصحف على عينه ويقبله ويقول كلام ربي كلام ربي".
ورواه أيضًا الطبراني في المعجم الكبير وزاد في أوله "كان عكرمة إذا اجتهد في اليمين قال:" والذي نجاني يوم بدر وكان يضع المصحف على عينه ويقبله ويقول كلام ربي كلام ربي" الحقيقة يعني ما أحسنه من إسناد لو لا أنه مرسل، أو أنه منقطع، الدارمي رواه عن سليمان بن حرب، سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب السختياني عن أبي مليكة إسناد كالشمس ولكنه منقطع فيما أظن ما بين ابن أبي مليكة وبين عكرمة بن أبي جهل فإنه لم يسمع منه، ولذلك الهيثمي في مجمع الزوائد لما ذكر هذا الأثر قال: رجاله رجال الصحيح إلا أنه مرسل يعني يريدوا أنه منقطع لأن الحفاظ القدامى ، أحمد والبخاري ومسلم وأبو زرعة وابن علي والدارقطني يعبرون عن المنقطع بالمرسل، نحن بعد استقرار علوم الاصطلاح نقول منقطع ولا نقول : مرسل لماذا؟ حتى لا نخلط الأنواع في بعضها فقط، وليس لأن هذا خطأ لا يجوز، لكن من باب الاصطلاح يعني المسألة مسألة اصطلاحية وإلا فالأئمة الكبار القدامى كانوا يطلقون على المنقطع مرسل وأقرب شيء إلى ذهني الآن في هذا حديث عائشة الذي هو في سنن أبي داود الذي قال ابن دريك عن عائشة أن النبي قال لأسماء: «يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض فإنه لا يجوز أن يظهر منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه» قال أبو داود مرسل، أي منقطع ما بين خالد وعائشة ما بين خالد بن دريك وعائشة فهم يعبرون أيضًا عن هذا الانقطاع بالإرسال.