دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الأربعاء إلى اتخاذ خطوات عمليّة في مواجهة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حول القدس، مشددًا على استعداد طهران للتعاون مع جميع الدول الإسلامية للدفاع عن القدس وفلسطين.
وقال روحاني في كلمة له خلال القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي المقامة في مدينة اسطنبول التركية حاليًا: إننا "نتحدث عن القدس وهي أولى قبلة للمسلمين وثالث الأماكن الإسلامية المقدسة وهي الهوية حيث تعرف فلسطين باسمها، وما رأيناه من انتفاضة الشعب الفلسطيني المجاهد خلال الأيام المنصرمة في مواجهة أمريكا والمحتلين الصهاينة قد أثبتت جليا مرة أخرى بأن الفلسطينيين لم يعقدوا آمالاً على المشاريع التافهة بل وانهم لازالوا يؤكدون ويصرون على مطالبهم الحقة والمشروعة".
وأشار إلى الرد السريع للدول الإسلامية على توجه الإدارة الأمريكية بشأن القدس حيث إقامة هذا المؤتمر خير دليل على هذا التقييم الصائب من القرار الخاطئ للرئيس الأمريكي.
وشدد روحاني على ضرورة استغلال كافة الطرق والأساليب الممكنة للحيلولة دون تنفيذ هذا الإجراء الغير مشروع الذي أعلنته الإدارة الأمريكية.
وتساءل "ما هي العوامل والأسباب التي أدت إلى أن يتجرأ الرئيس الأمريكي وينتهك الحرمات".
وأضاف الرئيس الإيراني "نعتقد أن الذي شجع وسبب في اتخاذ هذا القرار أكثر من أي شيء آخر هو محاولة البعض لإقامة العلاقة مع الكيان الصهيوني والتنسيق والتعاون معه، بدل أن يقوم بمواجهة التهديدات الصهيونية يتعاون مع أمريكا والكيان الغاصب في تقديم وصفة علاجية لمستقبل فلسطين حيث بتنفيذها يسيطر الصهاينة على فلسطين إلى الأبد".
ونبه إلى أن الخطر الأكبر على اليهود هو المشروع الصهيوني، مضيفا أن "المسلمين والمسيحيين واليهود هم أصحاب هذه المنطقة تاريخيا في حين أن الصهاينة هم غرباء ودخلاء بينهم وانهم فرضوا أنفسهم على هذه المنطقة ونثروا بذور الإرهاب والعنف فيها منذ بدايات القرن الماضي".
وحمل روحاني الاحتلال مسؤولية قتل الفلسطينيين وتشريدهم وانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية في فلسطين، حيث تقف الولايات المتحدة بجانبه ومعه في كل هذه الجرائم وكانت تدعمه بممارسة حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي.
وشدد على أن الولايات المتحدة لم تكن في يوم من الأيام وسيطا نزيها وصادقا ولن تكون كذلك في المستقبل.
وأردف روحاني "ما قامت به الإدارة الأمريكية خلال الأيام الأخيرة أثبتت جليًّا للذين كانوا يترصدون بارقة أمل منها لممارسة دور إيجابي في معالجة الأزمة الفلسطينية، بأن أمريكا لا تفكر إلا بمصالح الكيان الصهيوني ولا غير، كما أنها لا تحترم مطالب الفلسطينيين المشروعة".
ودعا لمجموعة من الإجراءات العملية للعمل عليها في إطار برنامج جماعي أولاها، إدانة القرار الأمريكي ونقل السفارة إلى القدس، ووحدة العالم الإسلامي في مواجهة الكيان الإسرائيلي.
وشدد على أن الوحدة أمر ضروري في الوقت الراهن "ولو كانت بعض الخلافات في الآراء والرؤى لكننا يجب ألا نختلف في الدفاع عن القدس والقضية الفلسطينية".
وأعرب روحاني عن اعتقاده بأن كل القضايا في العالم الإسلامي يمكن معالجتها وتسويتها بالحوار وأن الوحدة الإسلامية هي الطريق الوحيد الذي يُمكّننا من دعم حقوق الأمة الإسلامية والقدس الشريف.
وتابع "على الإدارة الأمريكية أن تعي حقيقة وهي أن العالم الإسلامي لن يبقى متفرجًا بشأن مصير فلسطين والقدس الشريف وأن الاستهتار بالقرارات الدولية وآراء الأغلبية السّاحقة في المجتمع الدولي بخصوص القضية الفلسطينية تكون عملية مكلفة سياسيًا".
وأكد روحاني أنه على الدول الإسلامية أن تطرح موقفها المبدئي في معارضة القرار الأمريكي الأخير بشكل موحد في محادثاتها مع حلفاء أمريكا لاسيما الدول الأوروبية وأن تؤكد على ضرورة صمود هذه الدول أمام قرار ترمب الأخير.
ولفت إلى الدور المحوري للأمم المتحدة ولاسيما لمجلس الأمن والجمعية العامة في المرحلة الراهنة في معارضة القرار الأمريكي الأخير، مضيفًا "على البعثات الدبلوماسية للدول الإسلامية في المنظمة الدولية أن تكون نشطة في محادثاتها".
وشدد روحاني على أن طهران على اتم الاستعداد للتعاون مع كل دولة من الدول الإسلامية للدفاع عن القدس الشريف دون أي تحفظ أو شرط مسبق.