قاد الزعماء المسيحيون والمسلمون واليهود وقادة المجتمع المدنى مسيرة حاشدة، ضمت أعضاء الأحزاب التقدمية، وآلاف المناصرين للشعب الفلسطيني إلى البرلمان الجنوب أفريقي بمدينة كيب تاون، للتنديد بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ودعما لفلسطين والقدس، وللدعوة الى خفض مستوى سفارتهم في إسرائيل.
وتوجه المتظاهرون الى مقر البرلمان، حاملين الأعلام الفلسطينية، ويافطات منددة بالقرار وبالاحتلال وممارساته مستخدمين هتافات تنادي بحرية فلسطين، وحق شعبها في الحرية والاستقلال.
وقال القس سيمون كورتجاس من الكنيسة الانجليكانية، "إن اسرائيل سيئة السمعة في انتهاكها للقوانين واللوائح الدولية التي لا نهاية لها".
بدوره، أوضح رئيس مؤسسة القدس مولانا احسان هندريكس في تصريحات صحفية، "إن المسألة لا تتعلق فقط باليهود والمسلمين، بل بحقوق الإنسان والعدالة، ونأمل أن نتمكن من تكثيف نشاطنا فى جنوب افريقيا، ونناشد حكومتنا والمجتمع الدولى المحب للسلام ان يتحرك بسرعة كبيرة من اجل حرية الشعب الفلسطيني وتحريره".
وأدان ممثل منظمة يهود جنوب أفريقيا من أجل فلسطين حرة هايدي غرونباوم، إعلان ترمب قائلا "يشكل هذا القرار انتهاكا للقانون الدولي، ولاجماع المجتمع الدولي، الذي يرى أن الاحتلال الإسرائيلي، وضم الأجزاء الشرقية من القدس غير قانوني"، مضيفا "أن أي ادعاءات دينية كذريعة للقمع، والفصل، والتجريد والاحتلال هي زائفة"، مضيفا ان الأراضي فى الشرق الأوسط ليست ملكا لترمب، للتخلي عنها، وقراره سيؤدى الى عدم الاستقرار.
وتنظم المجموعة أيضا، اليوم الخميس، تظاهرة خارج القنصلية الأميركية في مدينة جوهانسبرغ.
وصدرت بيانات عديدة تندد بقرار ترمب، وتدينه، معتبرة إياه مخالفا للقانون، والشرعية الدولية، وقرارات الامم المتحدة، ومرفوضا بالكامل، من قبل وزارة العلاقات والتعاون الدولي، وحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، واتحادي نقابات العمال، ولجان التضامن مع الشعب الفلسطيني، والهيئات الدينية، وحزب المناضلين، من أجل الحرية الاقتصادية، ومنظمة الصوت اليهودي من أجل فلسطين حرة، ومجلس الكنائس، ومجلس القضاء الاسلامي الأعلى، بالاضافة الى بيانات لشخصيات دينية، واعتبارية، منهم: الاسقف المناضل ديزموند توتو، وحفيد مانديلا عضو البرلمان ماندلا مانديلا، ومؤسسة المناضل الجنوب أفريقي الراحل احمد كاترادا.
وأدان حزب المؤتمر الوطنى الافريقى الحاكم بأشد العبارات قرار الادارة الأميركية بالاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، واصفا هذه الخطوة "بالاستفزازية الفاضحة"، التي تشكل انتكاسة كبيرة لعملية السلام الهشة والمتوقفة بالفعل، ويتفق مع جميع المواقف الدولية التي تعتبر القرار الأميركي يشكل انتهاكا لعدد من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن وضع القدس، في أي تسوية نهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ويمكن أن يسبب الإعلان في اعادة إشعال العنف، وسفك الدماء في المنطقة مرة أخرى.
كما أدان اتحاد نقابات عمال جنوب افريقيا بشدة القرار الاستفزازي الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالاعتراف رسميا بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، معتبرا هذا القرار دليلا آخر على مستوى تدهور إدارة ترمب والنظام السياسي الأميركي ككل، وانتهاكا اضافيا للقانون الدولي.
كما اعتبر الاتحاد القرار "مسمارا في نعش التسوية السلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، وسيعمل أيضا على إشعال التوترات الدينية كون القدس مقدسة للديانات اليهودية والمسيحية والإسلامية، وأميركا فقدت ما تبقى لها من مكانة أخلاقية، لأن هذا القرار سيشجع دولة الفصل العنصري في إسرائيل على مواصلة سياساتها الوحشية ضد الفلسطينيين، الذين لا يزالون يتعرضون للحصار بلا رحمة من قبل الجيش الإسرائيلي، ولا يزالون يعانون من سلب واسع النطاق للأراضي والممتلكات.
كما أكد استمرار التضامن والدعم الثابتين لشعب فلسطين، الذي خدعه المستعمرون البريطانيون من خلال ما يسمى بـ"وعد بلفور"، عندما وقعوا على منح ارضهم للحركة الصهيونية، لإنشاء دولة الفصل العنصري إسرائيل.
وأدان حزب "المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية" المعارض القرار، واصفا الرئيس الأميركي "بالرجعي"، لإعلانه الاعتراف بالقدس عاصمة دولة الفصل العنصري إسرائيل.
وانضم الحزب إلى المجتمع الدولي في الإعراب عن اشمئزازه إزاء هذا الإعلان الذي يشكل أساسا للإبادة الكاملة لفلسطين وشعبها، مؤكدا أن ترمب منح تصريحا لمشروع الإزالة القسرية غير القانونية التي تجريها إسرائيل في القدس الشرقية، كما أن اعلانه يعد انتهاكا للقانون الدولي، ولكثير من قرارات الامم المتحدة المتعلقة بحل الدولتين.
كما سيتم اليوم تنظيم اعتصام حاشد امام القنصلية العامة الأميركية في ضاحية الساندتون الشهيرة، بجوار جوهانسبيرغ، دعت له عدة جهات تضامنية.
في سياق منفصل، أعلنت أكبر جامعة في جنوب أفريقيا "تشواني للتكنولوجيا"، ومقرها في مدينة جوهانسبورغ، ويبلغ تعداد طلابها أكثر من 60 الف طالب دعمها للمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل.
وأوضح مدير الجامعة البروفسور لورنس فان ستادن، في بيان أن "مجلس الجامعة وافق رسميا على توصية ألا يكون لها أي علاقات مع إسرائيل، والمنظمات، والمؤسسات الإسرائيلية"، وقد رحب رئيس المنتدى المؤسسي غوغو زابا بقرار جامعته، قائلا "جامعة تشواني تنضم إلى غيرها من المؤسسات احتراما لحقوق الإنسان، بما في ذلك زملائنا في جامعة جوهانسبرغ، الذين أنهوا أيضا علاقاتهم مع إسرائيل في عام 2011 "، ويعتبر هذا القرار انجازا هاما لحركة المقاطعة، وسحب الاستثمارات، ومساهمة هامة في دعم حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
من جانبه، حيا سفير فلسطين هاشم الدجاني جنوب افريقيا حكومة، وشعبا، ومؤسسات، على دعمهم الثابت، وجهودهم المميزة، لتعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني وادانة الاحتلال، وممارساته الاستعمارية، وتنديدهم بالقرار غير المسؤول للرئيس الأميركي بخصوص القدس عاصمة فلسطين، مؤكدا أن جنوب افريقيا لا تساوم على حق الشعوب في الحرية وتقريرالمصير وفلسطين شعبا وقيادة تعتز بعلاقات الصداقة التاريخية التي تربط الشعبين .