انتفض الشبان الفلسطينيون بطرق ووسائل مختلفة، تنديداً بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجائر، والذي أعلن فيه القدس عاصمة للكيان الصهيوني في السادس من ديسمبر الحالي، حيث وصفت الأوساط الفلسطينية القرار بوعد بلفور الثاني، الذي أعطى الحق لشعب بلا أرض لأرض بلا شعب.
وأطلق الشبان على تلك المواجهات المندلعة مع الاحتلال الإسرائيلي، انتفاضة العاصمة وحق العودة، رداً على القرار الأمريكي الذي لم ينصف جراحات وآلام الشعب الفلسطيني على مدار أعوام طويلة قضاها في ظل وجود الاحتلال، الذي لم يتفانى في تعذيب وقتل وأسر الفلسطينيين.
تحدي سافر
من جهته، رأى الصحفي والناشط محمد الجمل، أن قرار ترامب بمثابة تحدٍ سافر وغير مسبوق لمشاعر الفلسطينيين وأبناء الأمتين العربية والإسلامية، لذلك يجب أن يتحلى أبناء الشعب الفلسطيني وهم على رأس حربة المواجهة مع الاحتلال بالمسؤولية لمواجهة تداعيات هذا القرار الخطير.
من جانبها، أعربت الناشطة هناء أبو قوطة، عن أسفها الشديد لتخاذل الزعماء العرب في الرد على قرار ترامب الأخير، على الرغم من خطورته على القضية الفلسطينية، وضياع المقدسات الدينية والإسلامية إثر هذا القرار .
وأكد الجمل، على أن الشباب هم الأكثر فعالية في مواجهة القرار الأمريكي الأرعن، لذلك بات مطلوباً منهم عدم الاكتفاء بالتظاهر وكتابة الشعارات على مواقع التواصل الاجتماعي، والانتقال إلى تفعيل انتفاضة العاصمة، لتصبح سلوك يومي يؤرق الاحتلال، ويقض مضاجعه، وتنظيم حملات مقاطعة اقتصادية شاملة يقودها الشباب في كل العواصم العربية والإسلامية، لأن أمريكا دولة رأس مالية، وإذا شعرت أن مصالحها الاقتصادية مهددة ستتراجع فوراً عن أي قرار، كما أن سلاح المقاطعة الاقتصادية من أخطر وأهم الأسلحة.
حشد الدعم الدولي
وطالبت أبو قوطة، المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية ومحكمة العدل الدولية بالضغط على الرئيس الأمريكي، للتراجع عن القرار الذي اعتبرته بمثابة وعد بلفور الثاني، والذي من شأنه أن يهدد حياة الفلسطينيين، ويعزز إرهاب جنود الاحتلال الاسرائيلي بحق المقدسيين، وارتكاب مزيد من الجرائم المفتعلة بدون حساب أو رقيب.
ودعا الجمل، أيضاً إلى استغلال منصات مواقع التواصل الاجتماعي في التواصل مع العالم لشرح القضية وكسب التعاطف الدولي، من خلال التغريد بعدة لغات، بالإضافة إلى إرسال رسائل إلكترونية لشخصيات أوروبية من أجل حشد تأييد يُضعف موقف الإدارة الأميركية.
قرار مستفز
فيما اعتبر الناشط الشبابي عبد الكريم عودة، أن الشباب الفلسطيني كان لهم الدور و الأثر الأكبر في تفعيل و تدويل قضية القدس، خاصة أنهم العامل الأساسي لإثارة الرأي العام حول تداعيات إعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية للقدس لتكون عاصمة لإسرائيل، مؤكداً على خطورة القرار الأمريكي وآثاره على المنطقة برمتها.
وختاماً، أشادت أبو قوطة بدور الشباب الفاعل في الضفة الغربية وقطاع غزة، من أجل دعم قضية القدس، والتعبير عن غضبهم تجاه القرار المجحف بحقهم، من خلال التوجه نحو نقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي، أو التظاهر في مدن غزة والضفة الغربية، لكسب تعاطف العالم وحشد الرأي العام الدولي ضد قرار ترامب.