هاجمت الصحف اللبنانية، الصادرة اليوم الثلاثاء، الفيتو الأميركي ضد مشروع القرار العربي حول القدس، مؤكدة أن الفيتو يشكل انحيازا سافرا الى جانب الغطرسة، والاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، ومقدساته الإسلامية، والمسيحية.
وفيما يلي أبرز ما تناولته هذه الصحف:
صحيفة المستقبل:
كتبت في صفحتها الأولى، تحت عنوان "القدس تُلحق إهانة لا تُنسى بالدبلوماسية الأميركية": ألحقت القدس "إهانة لا تُنسى" سياسيا، ودبلوماسيا بواشنطن، التي وجدت نفسها وحيدة تماماً في مواجهة الأعضاء الـ14 الباقين في مجلس الأمن، ما اضطرها إلى استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع مشروع قرار عربي، كان من شأنه حماية المدينة المقدسة من تداعيات قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
وأضافت: أظهرت واشنطن بهذا الفيتو الذي كان متوقعا مدى استهتارها بموقف المجتمع الدولي، فإنها في المقابل أكدت كم هي معزولة في سياستها تجاه القدس، على الرغم من إدراك الجميع تقريباً، باستثناء إسرائيل طبعا، للتداعيات الخطيرة لقرار ترمب في تأجيج التطرف، والإرهاب، وإثارة عدم الاستقرار في المنطقة التي تعيش على صفيح أزمات ساخنة منذ عقود".
صحيفة النهار:
أكدت أن هذه "الإهانة" جيدة، لكنها لا تكفي. إذ يجب تطويرها وتفعيلها وتثويرها، لتصبح إهانةً ملموسة، فعلية، فظة، واقعية، كالصفعة المدوّية، التي ترجّ في أرجاء الدماغ الأميركي، وفي قعره الاستنقاعي الوسخ.
وتابعت "الإهانة المعنوية هذه، نريدها أن تصبح كرة ثلج، بل كرة نار، بل بركاناً، بل زلزالاً يهزّ الضمير الكوني، ويدفعه إلى تحمل مسؤولياته حيال الاستهتار الأميركي بحقّ الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بنفسه وفي إعلان دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية."
وأكدت أن موقف مجلس الأمن بأصواته الأربعة عشر، إن دلّ على رمزيةٍ محددة، فإنما يدلّ على رفض العالم بأسره لسياسة القهر التي تتبعها الولايات المتحدة الأميركية في حق الشعب الفلسطيني من جهة، ويدلّ من جهة ثانية، على مدى الاحتقار الذي يكنّه المجتمع الدولي للسياسة الأميركية المؤيدة بلا حساب للكيان الصهيوني المغتصب.
صحيفة الأخبار
أبرزت عنوانا "فيتو جديد تستعمله الولايات المتحدة الأميركية للمرة الـ43 لخدمة إسرائيل في مشهد دولي مكرر منذ أكثر من 68 عاماً، وإن تغيّرت الأسماء والمؤسسات".
حاولت مندوبة واشنطن نيكي هالي القول إن بلادها لا تحب استعمال هذا "الحق"، وإنها تقلل من اللجوء إليه، في انتقاد غير بريء للسلوك الروسي، والصيني في قضايا دولية أخرى. ومع أن هذه القضية، موقع القدس من فلسطين أو حتى من اتفاق التسوية، كانت محل إجماع دولي، فإن "القوة العظمى" قررت أن تكون وحيدة إلى جانب إسرائيل، مقابل 14 صوتاً مؤيداً لمشروع القرار المصري عن القدس، الذي تقدمت به القاهرة بالنيابة عن السلطة الفلسطينية، من دون أي صوت ممتنع. حتى كل من بريطانيا وفرنسا، اللتين قسّمتا المنطقة، واستعمرتاها، أيّدتا مشروع القرار الذي لم يمرّ".
صحيفة اللواء
عنونت بهذا الخصوص "فيما كانت الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي يحتفلان بإحباط مشروع القرار، كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوقّع على 22 اتفاقية ومعاهدة دولية للانضمام إلى منظّمات دولية جديدة تعزّز من الشخصية الاعتبارية لدولة فلسطين على المستوى العالمي، ويترأس اجتماعاً هاماً بالقيادة الفلسطينية بمقر الرئاسة في رام الله. وستتيح هذه الاتفاقيات الهامة جداً لدولة فلسطين أنْ تكون شريكاً رئيسياً في مناقشة ومعالجة القضايا الأساسية التي تواجه العالم أجمع، حيث تمَّ انتقاء الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لتعطي العديد من المجالات ذات العلاقة المباشرة لدولة فلسطين مع العالم، وفي تحمّلها المسؤوليات المرتبطة بدورها العالمي".
صحيفة البناء
كتبت في افتتاحيتها "نجحت حملة المقاطعة والتصعيد التي رتّبت لزيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى المنطقة بفرض تأجيلها، وهو أوّل تراجع يفرض على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعترافاً بأنّ قراره حول القدس جعل نائبه غير مرغوب به في المنطقة التي يعنيها القرار أولاً وأخيراً، والتي يدّعي ترمب أنها المنطقة التي رحّب به فيها أكثر من خمسين زعيم دولة عربية وإسلامية من «أصدقائه» الذين يشاركونه رؤيته الاستراتيجية، لم يجد منهم واحداً يقول لنائبه نحن معك وشعبنا يرحب بك ضيفاً وصديقاً وحليفاً."
وأضافت الصحيفة "بدت واشنطن لمرتين متتاليتين خلال عشرة أيام وحيدة في مجلس الأمن تستخدم الفيتو لمنع قرار يندّد بخياراتها، وهو وضع لم يسبق أن عرفته واشنطن، ولا حتى أن مرّت به روسيا التي كانت تجد دائماً مَن يشاركها التصويت عندما تستخدم الفيتو لإسقاط مشروع قرار في مجلس الأمن. وكان لافتاً أن تكون الكلمة التي أدلى بها ممثل بريطانيا تعليقاً على الموقف الأميركي، أقرب للانتماء إلى مواقف خصوم أميركا التقليديين، وتكاد صورة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في زيارته المقرّرة غداً للمنطقة استعادة لزيارات المسؤولين الأميركيين أيام النهوض القومي في الخمسينيات، حيث تداعت القوى والشخصيات والأحزاب في فلسطين وخارجها لتنظيم استقبال احتجاجي حاشد بوجه بنس الذي تقاطعه الكثير من القيادات في المنطقة، قبل أن يعلن البيت البيض تأجيل الزيارة فجر اليوم".
صحيفة الديار
وفي سياق متصل نشرت الديار بيان المجلس الثوري لحركة فتح الذي أعلن أن يوم الأربعاء سيكون يوم غضب فلسطيني عربي عالمي يحمل رسالة للولايات المتحدة، واعتبر إياها شريكا أساسيا للاحتلال ضد شعب فلسطين.