أكد "إسماعيل هنية" نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس، ظهر اليوم خلال خطبة الجمعة في مسجد الشاطئ الكبير ، على وجود تغيرات ايجابية في العلاقات المصرية والإسرائيلية مع حركة حماس وقطاع غزة , وبشر أهل غزة بأن شهر رمضان هو شهر الانتصارات وهو بداية للخير في غزة .
وأوضح "هنية" بأن الدوافع من وراء هذه التغيرات وخاصة من طرف العدو الصهيوني ، أن إسرائيل تريد منع الانفجار مجدداً في غزة ، وعدم الدخول في جولة جديدة ، لأن نتائج الحرب السابقة ما زالت تتفاعل داخل الكيان عسكرياً وأمنياً وسياسياً .
وأكد أيضاً على أن كل السياسيين الإسرائيليين وحتى رئيس الكنيست ورئيس دولة الكيان الغاصب يتحدثون اليوم عن ضرورة إنهاء حصار غزة والسماح بإعادة الاعمار وبناء ميناء على سواحل غزة وفتح المعابر ، وتسهيلات لأهل غزة في شهر رمضان ، بسبب وصول الإسرائيليين إلى شبه القناعة بأنهم فشلوا في تركيع شعب غزة الصامد ، وأدركوا بأنهم لو استمروا بهذه السياسة يعني المزيد من المواجهات ، وخوفهم من الانفجار هو الذي دعاهم لتغيير هذه السياسات والمعادلات وتقديم التسهيلات .
وقال "هنية" : "إن المقاومة اليوم في غزة هي أقوى مما كانت عليه في الحرب السابقة تمتلك من الامتدادات والوسائل الإستراتيجية والمفاجئات ما لم يكن في حرب العصف المأكول " .
وأوضح أن الدافع الثاني لتغيير الاحتلال سياسته ، هو حالة الضغط التي يتعرضون لها من بعض الأوساط الدولية ، تحديداً "الأوساط الشعبية في أوروبا" من مقاطعة لإسرائيل ومنتجاتها .
والدافع الثالث ، هو محاولتهم سحب البساط أمام تحركات فلسطينية أو عربية أو حقوقية أو قانونية لتقديم قادة الاحتلال إلى محاكم جرائم الحرب ، لذلك يريدون أن يظهرون للعالم تقديمهم التسهيلات وادعاءاتهم رفع الحصار ، وخاصة أن العديد من المؤسسات الحقوقية الدولية قد رفعت قضايا في بلدانها ضد قادة الجيش والكيان الصهيوني ، لذلك نجد بعض القيادات الصهيونية لا تستطيع أن تسافر إلى بعض البلدان الأوروبية خوفاً ن الاعتقال أو الملاحقة القانونية .
وفي سياق آخر حول العلاقة مع جمهورية مصر العربية ، أكد "إسماعيل هنية" على أن حركة حماس ليست على عداء مع مصر أو أي دولة عربية أخرى ، رغم ما تعرضت له حماس من اتهامات ومحاكمات غيابية باطلة بحق الشهداء والأسرى واعتبار حماس إرهابية وإغلاق للمعابر ، ومحاولة شيطنة حماس وغزة الخ ..
وأوضح "هنية" أن هناك حراك ايجابي في العلاقة مع الأشقاء في مصر ، وقد جرت لقاءات عديدة في الفترة الأخيرة على مستويات قيادية ومع مسئولين في مؤسسات الأمن المصري ، للنظر في طبيعة العلاقة مع غزة .
وأكد بأن الرأي استقر في مصر على أن لا علاقة لغزة ولا لحركة حماس أو كتائب القسام عسكرياً أو أمنياً لما يحدث في سيناء ، وأكد على أن حماس لا تتدخل بالشأن الداخلي لمصر أو أي دولة عربية أخرى .
وقال بأن حركة حماس هي حركة تحرر وطني فلسطيني تقاتل العدو الصهيوني فقط وليس لها معركة عسكرية مع أي من أشقائها العرب .
وأضاف وجود بعض القرارات والخطوات على صعيد تحسين العلاقات مع غزة خلال الفترة الماضية من قبل مصر ، حيث تم إلغاء قرار القضاء المصري باعتبار حماس حركة إرهابية , وفتح معبر رفح واستمراره حتى اليوم وإمكانية استمراره لعدة أيام أخرى .
وفي سياق آخر وحول الحديث عن موضوع التهدئة والمفاوضات السرية مع الاحتلال ، أكد "هنية" على أن هناك مبالغة من وسائل الإعلام حول هذا الموضوع ، وهناك محاولات لإظهار حركة حماس بذهابها وراء المفاوضات مع العدو الصهيوني ، وقال أن "هناك بعض من اخواننا الفلسطينيين قال أن حماس تتفاوض مع اسرائيل وأنها عقدت أكثر من 26 جلسة مع الكيان الصهيوني ، وبين أن هذا الكلام مغلوط ولا أساس له من الصحة .
وأكد على أن لا مفاوضات مباشرة مع العدو ولن يكون هناك مفاوضات مباشرة ، ولكن يمكن أن تكون مفاوضات غير مباشرة من خلال أحد الوسطاء حول موضوع التهدئة كما حدث من قبل خلال صفقة وفاء الأحرار وهدنة الحرب وغيرها .
وقال أن هناك من يتحدث مع حماس عن موضوع التهدئة وهناك إمكانية لعقد تهدئة , وأوضح بأن حماس ستتفاعل مع أي جهد عربي أو دولي أو إقليمي من أجل انهاء الحصار على غزة ، وسيكون هذا علنياً ولن يكون من تحت الطاولة لتفاجئ حماس شعبها بأوسلو رقم 2 لن يحدث ذلك ، وسيكون محدد الأهداف وله علاقة بإعادة الاعمار وإنشاء ميناء وفك الحصار وإنهاء معاناة شعبنا في غزة .