حذر أستاذ علم النفس السياسي في جامعة "أم درمان" الإسلامية بالسودان بشير الشريف، من "تسويات أمريكية - عربية محتملة تعتمد لغة المصالح" على حساب القضية الفلسطينية، وفي القلب منها مدينة القدس المحتلة.
وقال في تصريح صحفي، إن هناك امكانية أن تتراجع واشنطن في حالة واحدة، وهي "تزايد الضغوط الشعبية، وتحولها إلى قوة تهدد مصالحها في المنطقة".
واعتبر الأكاديمي السوداني أن الزيارة المؤجلة التي يعتزم نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، أن يجريها إلى الشرق الأوسط، "ستكشف ما إن كانت هناك عملية سلام فعلية أم أن المنطقة ستنزلق إلى حالة من اللا استقرار".
وأعلن "بنس" الثلاثاء في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي تأجيل زيارته للشرق الأوسط، حتى منتصف يناير/كانون ثان المقبل، والتي كان من المفترض أن يجريها اليوم الثلاثاء، وتشمل مصر و"إسرائيل".
ومنذ أبريل/ نيسان 2014 والمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي متوقفة؛ جراء رفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحدود ما قبل 1967 كأساس لحل الدولتين.
واعتبر الأكاديمي السوداني أن قرار نقل السفارة إلى شرقي القدس هو "محاولة لدفع المواقف الفلسطينية بعيداً عن حل الدولتين، ليتنازل الفلسطينيون عن شروط تراها إسرائيل صعبة".
ورجح الشريف أن يعمل الطاقم المساعد لترمب على "لغة المصالح مع الدول العربية، بما يفتح أبواب تسويات جديدة، تغلب عليها مصالح الدول منفردة، على حساب مركزية القضية الفلسطينية".
وأرجع الشريف ما أسماه "التمثيل الضعيف لبعض الدول العربية" في القمة الإسلامية التي انعقدت في إسطنبول الأسبوع الماضي، إلى أن هذه الدول "تعاني من مشاكل داخلية، ومن خلافات بين بعضها البعض، ما أثر على اهتمامها بالقضية الفلسطينية".
واستبعد الأكاديمي السوداني احتمال حدوث تقارب بين "الشيعة والسنة" في وجه العداون الإسرائيلي على القدس، بقوله "لا توجد إمكانية لتطابق وجهات النظر بين السعودية وإيران في الوقت الحالي على الأقل".
وأضاف "الحديث عن خلافات سنية - شيعية ليس دقيقاُ، فالهوية الدينية ليست عنصراً في الخلافات حالياً، بل تقوم الخلافات على تضارب المصالح بين هذه الدول".
ودعا إلى تنظيم الشعوب العربية والإسلامية وإلى ابتكار وسائل جديدة ومطورة "لتضغط على قياداتها، لتتخذ موقفاً واضحاً ضد أمريكا وإسرائيل".
ورأى الشريف أن "واشنطن يمكن أن تتراجع في حالة واحدة وهي تزايد الضغوط الشعبية، وتحولها إلى قوة تهدد مصالحها في المنطقة.. الضغط القوي على ترامب سيضطره إلى التراجع، خاصة وأن دوافع اتخاذ قراره بشأن القدس تبدو جميعها مرتبطة بأسباب أمريكية داخلية".