اعتبر الرئيس محمود عباس اليوم الجمعة أن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم أمس على قرار بشأن القدس أثبت أنه "لا يمكن أن تُفرض مواقف على العالم بالمال" في إشارة إلى التهديدات الأمريكية التي سبقت التصويت.
وقال خلال مؤتمر صحفي عقده الرئيس في قصر الاليزيه في باريس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن 128 دولة دعمت مشروع القرار الخاص بالقدس في الجمعية العامة للأمم المتحدة وسنستمر في جهودنا.
وأضاف "هذه المرة متحدون من أجل السلام وآمل أن يتعظ الآخرون، فلا يمكن أن تُفرض مواقف على العالم بالمال".
وجدد عباس التأكيد على أن الولايات المتحدة لم تعد وسيطاً نزيها في عملية السلام بعد قرار الرئيس دونالد ترمب بأن القدس عاصمة لدولة إسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.
وقال "لن نقبل أي خطة من الولايات المتحدة الأميركية بسبب انحيازها وخرقها للقانون الدولي".
وأضاف: إن "الاعتراف بدولة فلسطين، هو استثمار في السلام، وفي مستقبل مستقر وآمن للمنطقة، وإبعاد شبح العنف والتطرف والإرهاب والحروب عن منطقتنا، ومن أجل ذلك وحفاظاً على حل الدولتين قبل فوات الأوان، فإننا ندعو الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين أن تقوم بذلك".
وأكد عباس أهمية الانتباه إلى ما تنفذه إسرائيل في القدس من تغيير لهويتها وطابعها وتهجير لأهلها من المسيحيين والمسلمين والاعتداء على مقدساتها، موضحا أن ما يجري خطير جداً ولا يمكن السكوت عليه، وأن الحل يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، بعاصمتها القدس الشرقية.
ورداً على سؤال للصحفيين حول الذي طلبه عباس من ماكرون، قال عباس "نتكلم مع الرئيس ماكرون كأصدقاء وهناك ثقة عالية بينه وبيننا وبين فرنسا وفلسطين، ونتحدث بوضوح وصراحة، وفرنسا تقول دائما أنها مع الحل السياسي القائم على الشرعية الدولية، وحل الدولتين".
وأضاف "سنستمر في مساعنا هذه، وإذا قبلوا بحل الدولتين والقدس عاصمة، وجلسنا على أساس حدود 1967 نحن مستعدون للتفاوض، لن نخرج عن ثقافة السلام وعن أسلوبنا، حتى نحقق السلام مع جيراننا، والمهمة أن هناك دولاً كثيرة في العالم أيدت موقفنا، وهناك دولا لها تأثيرها تدعم مواقفنا".
من جانبه، ذكر ماكرون أن الرئيس عباس طلب منه خلال جلسة المباحثات، أن تلب بلاده دوراً نشطاً لتحقيق استقلال فلسطين، ولتحقيق السلام.
وشدد الرئيس الفرنسي على أنه "لا بديل عن حل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين".
وأضاف ماكرون: أنا أحيي الرئيس عباس بهذه المناسبة، وأنا التزمت بأن أعمل كل ما هو ممكن لتحقيق هذا الهدف، ومن هنا فنحن خلال الأسابيع المقبلة سنواصل جهودنا لكي نصل إلى حلول مبتكرة، وحتى نسهم في صنع السلام، وأنا مقتنع بأنه يمكن إيجاد حل.