أكد المجلس العسكري لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، على أن سلاح المقاومة شرف للأمة وصمام الأمان للشعب الفلسطيني وقضتيه.
وقال مجلس القسام العسكري في بيان له، اليوم السبت، "اليوم ورغم كل معطيات الإحباط والفشل والهوان والضعف في أمتنا نحمل هذا السلاح وأوراق القوة العسكرية التي شيدناها عبر سنوات طويلة، وحميناها بأرواحنا ودمائنا، وسنظل كذلك حتى نحرر القدس".
وأشار إلى أن التأسيس الحقيقي لمعركة تحرير فلسطين يمر عبر توحيد جهود الأمة وحشد طاقاتها نحو فلسطين والقدس والأقصى، مُشدّداً على أن القسام ستعمل على حشد هذه الجهود والطاقات بكافة أشكالها.
وبيّن أن القاسم المشترك بين كل فلسطيني وأي عربي ومسلم وحرّ في هذا العالم هو العداء للكيان الصهيوني والعمل على تحرير فلسطين.
وأضاف: "نرقب كل المتغيرات السياسية من حولنا ولا نتابع الأحداث متابعة سلبية، ولا نقف متفرجين في طابور الانتظار، بل نحن بفضل الله فاعل أساسي ومهم ويحسب له العالم ألف حساب".
وفيما يلي نص بيان المجلس العسكري لكتائب القسام كما وصل وكالة "خبر":
الحمد لله ناصر المجاهدين ومذل المستكبرين والصلاة على قائدنا رسول الله وعلى آله وصبحه ومن تبعهم إلى يوم الدين .
الإخوة المجاهدون: حفظهم الله نحييكم بتحية الإسلام العظيم، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.
إننا اليوم نتحدث إليكم عبر هذا المنبر الجهادي في لحظات فارقة وخطيرة في تاريخ شعبنا وأمتنا وقدسنا وأقصانا في ظل حالة من الهوان والصراعات المركبة بغية حرف بوصلة هذه الأمة عن معركتها الأساسية وواجبها المقدس في استعادة أرض الإسراء المعراج وتحرير الأرض والإنسان والمقدسات من قبضة المحتل الغاصب.
يتوافق كل ذلك بقدر الله تعالى مع ذكرى عزيزة عظيمة، وهي الذكرى الثلاثين لإنطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس، ليختلط الألم بالأمل، ولتكون كما كانت دوماً شعلة النور وسط الظلمة الحالكة وساعد البناء في محيط مليء بمعاول الهدم والخراب.
وقد استغلت قوى الظلم والاستعلاء هذه الحالة في الأمة والتي طالما حذرنا منها ودققنا ناقوس الخطر أمامها لتحاول من جديد تقديم القدس على طبق من ذهب كعاصمة للكيان المزعوم، كما جاء في إعلان ترامب الأخير.
أيها المجاهدون الكرام
إننا إزاء كل ما يحدث وفي ذكرى انطلاقة حركتنا المجاهدة نضع أمامكم معالم سياستنا وتوجهاتنا وموقفنا مما يجري في نقاط محدّدة :
1- إننا بعد ثلاثين عاماً من انطلاقة حركتنا نستذكر فضل الله علينا ونستحضر لطائف قدر الله فينا ( وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) فكانت حركتنا وكتائبنا عبر هذه العقود الثلاثة حائط الصدّ المنيع أمام كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وباتت حركتنا مهوى قلوب الملايين من أمتنا ومحط آمال الشعوب التواقة للحرية، واليوم نحن على العهد ماضون في طريقنا واثقون من نصر الله وتأييده رغم كل المحن والمؤامرات والصعاب.
2- إن ما آلت إليه الصراعات في أمتنا وما وصلت إليه من حالة تشرذم وهوان تؤكد من جديد صوابية ما ذهبنا إليه من النأي بأنفسنا وقضيتنا العادلة عن كل الصراعات الداخلية في محيط فلسطين العربي والإسلامي، ولازال هذا هو موقفنا، وسيبقى كذلك، فالتأسيس الحقيقي لمعركة تحرير فلسطين يمر عبر توحيد جهود الأمة وحشد طاقاتها نحو فلسطين والقدس والأقصى، لذا فإننا سنظل نعمل على حشد هذه الجهود والطاقات بكافة أشكالها والقاسم المشترك بيننا وبين أي عربي ومسلم وحرّ في العالم هو العداء للكيان الصهيوني والعمل على تحرير فلسطين.
3- إن امتلاك أوراق القوة هي مهمتنا المقدسة وواجبنا الدائم الذي نسهر عليه ونسعى بكل طاقاتنا إليه، وإن سلاحنا هو شرف أمتنا وصمام الأمان لشعبنا وقضيتنا، وإننا اليوم رغم كل معطيات الإحباط والفشل والهوان والضعف في أمتنا نحمل هذا السلاح وأوراق القوة العسكرية التي شيدناها عبر سنوات طويلة، وحميناها بأرواحنا ودمائنا وقدمنا في سبيلها الغالي والنفيس، وسنظل كذلك حتى نكحّل عيوننا برفع راية الإسلام على مآذن وقباب وأسوار القدس والأقصى وكل مدن فلسطين المحتلة.
4- إنّ الصّدمة التي يحاول أعداء شعبنا وأمتنا إحداثها لبث روح الهزيمة واليأس في شباب أمتنا، وقتل إرادة المقاومة فيه، هي معركة طارئة وخاسرة بإذن الله تعالى، ونقصد هنا المحاولات المحمومة من قبل أمريكا والكيان الصهيوني وأذنابهما في المنطقة لتسريع عجلة التطبيع والهرولة نحو الكيان وتثبيت وقائع في القدس لصالح العدو من نقل للسفارة الأمريكية والتلويح بحلول مهينة للقضية من خلال تركيع شعبنا، كل ذلك رغم خطورته مصيره الفشل مادام للقدس والأقصى رجالٌ ولفلسطين مجاهدون أشداء أمثالكم لا يرون في القدس مستقبلاً إلا لأحفاد عمر وأبي عبيدة وصلاح الدين الأيوبي، ونحن إذ نرقب كل المتغيرات السياسية من حولنا فإننا لا نتابع الأحداث متابعة سلبية ولا نقف متفرجين في طابور الانتظار، بل نحن بفضل الله فاعل أساسي ومهم ويحسب له العالم ألف حساب ولولا الله عز وجل ثم حركتنا وكتائبنا وقوتنا لأصبحت القضية الفلسطينية في أدراج النسيان و الإهمال منذ زمن بعيد.
5- إن محاولات لم الشمل ورأب الصدع وتحقيق الحدّ المقبول من الوحدة والتوافق الفلسطيني الذي تسعى إليه حركتنا - ونحن جزء منها- هو صمام أمان لقضيتنا ومقاومتنا، ونحن اليوم بفضل الله نمثل المظلة الكبرى للعمل المقاوم في فلسطين وحري بنا أن نسعى للوحدة والالتحام مع كل مكونات شعبنا على قاعدة مقاومة المحتل وتصليب الجبهة الداخلية والصديقة للمقاومة والتفرغ للقضايا الكبرى لشعبنا وتفويت الفرص على محاولات تصفية القضية وصفقات الوهن والضياع، وعلى هذا الأساس فإن عملية انهاء الانقسام وتوحيد شعبنا هي عملية صحّية وهامة لشعبنا ولمقاومتنا ولا خوف بإذن الله على منجزات شعبنا وحركتنا وكتائبنا، فقيادتكم على وعي كامل وخبرة كافية بعد معية الله تعالى لتلافي الأخطار المحيطة و تحييد النوايا السيئة تجاه منجزات المقاومة المتراكمة عبر سنوات طويلة.
ختاماً: أيها المجاهدون .. ثقوا بنصر الله تعالى وقدّموا نماذج حية لشعبكم وأمتكم، واستعدوا لكل الاحتمالات، فطريق النصر محفوف بالمخاطر، لكن في نهايته وعد الله المحتوم وجائزته المضمونة. (نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).