كشفت صحيفة "ميلت" التركية عن بعض تفاصيل ما دار في اجتماع بين رئيس الوزراء أحمد داوود اوغلو والعديد من الأكاديميين والكتاب بالصحف الموالية لحزب العدالة والتنمية، لتقييم نتيجة الانتخابات الأخيرة، مشيرةً إلى أنه حفل بالانتقادات للرئيس رجب طيب أردوغان.
ويرى مراقبون أن خسارة الحزب للأغلبية المطلقة جراء سياسة أردوغان الاقصائية كسرت جدار الصمت حول عدم نقده طيلة 13 سنة من الحكم، مؤكدين أن المقربين منه لن يواصلوا مديحهم لقراراته لأنهم أدركوا انه المسؤول الأول على تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية.
وأضافت الصحيفة أن الاجتماع شهد الكثير من الانتقادات لأوغلو وأردوغان، مثل "اختراعهم لمصطلح الكيان الموازي الذي يردده أردوغان كثيرا، فضلًا عن تدخل الحكومة في كل شيء، من الثقافة إلى الرياضة، وأن هذا ليس من شأنهم".
ومن الانتقادات الموجهة لداود أوغلو استغلال الحزب لمسيرة السلام مع الأكراد حيث قال أحد المشاركين في الاجتماع "لقد أسأتم استغلال مسيرة السلام فجعلكم تخسرون الكثير من الأصوات. لم يعد لكم نواب في محافظة إغدير وتحول حلفاؤكم إلى أعداء خلال شهرين فقط".
وطالب أحد الصحفيين المقربين من أردوغان بإجراء انتخابات مبكرة، فرد عليه داوداوغلو "أنا أيضا أفكر أحيانا في ذلك". فالائتلاف قد يأتي بالمشاكل ولكن الانتخابات المبكرة قد تكون ظالمة بحق النواب الجدد.
ويرى متابعون أن أوغلو يريد البقاء على كرسي رئاسة الوزراء، وعدم المقامرة بخيار أردوغان للدفع نحو انتخابات مبكرة في محاولة لاسترجاع اغلبية حزبه واعادة بسك قبضته الحديدة على المشهد السياسي التركي.
يذكر أن الصحفيين والأكاديميين رأوا أن السبب الرئيسي للهزيمة هو اشتراك الرئيس أردوغان في الحملات الانتخابية.
وفيما يتعلق بالوزراء المستقيلين لتورطهم في أعمال الفساد قال الصحفيون "كان عليكم إرسال الوزراء إلى المحكمة العليا. فالتبرئة ليست من مهام البرلمان. فقد اقترفتم ما كنتم تنتقدونه في السابق. وهذه وصمة عار عليكم".
وتعالت أصوات في تركيا تنادي بضرورة فتح ملفات الفساد ومحاكمة المسؤولين عن عمليات الرشوة والمحسوبية في عهد حكم العدالة والتنمية.
وأكد دولت بهجلي رئيس حزب الحركة القومية ثاني أكبر أحزاب المعارضة في تركيا أن حزبه لن يدخل في حكومة ائتلافية مع حزب العدالة والتنمية ما لم تتم المحاسبة على ما وقع في تركيا من أعمال خيانة وسرقة وفساد.