خرجت مظاهرات احتجاجية في إيران لليلة السادسة على التوالي، سقط خلالها قتلى وجرحى وهوجمت فيها مراكز للشرطة، في حين قال مسؤول بالداخلية إن السلطات ستتعامل بشكل صارم مع كل أشكال الفوضى.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية أن ستة أشخاص قتلوا الليلة الماضية في هجوم على مركز للشرطة بمدينة قهدريجان في محافظة أصفهان، وإن شرطيا قتل وأصيب ثلاثة آخرون برصاص مسلح في مدينة نجف آباد بمحافظة أصفهان.
وبذلك يرتفع عدد قتلى المظاهرات التي انطلقت في مدن إيرانية عدة منذ الخميس الماضي إلى عشرين قتيلًا. وألقت السلطات القبض على مئات الأشخاص منذ بدء الاحتجاجات، وفقا لمسؤولين وأنباء متداولة بمواقع التواصل الاجتماعي.
وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي اشتباكاً عنيفاً في قهدريجان بين قوات الأمن والمحتجين الذين كانوا يحاولون السيطرة على مركز للشرطة اشتعلت النيران بجزء منه.
من ناحية أخرى، نقل التلفزيون الإيراني عن المتحدث باسم الشرطة سعيد منتظر المهدي قوله "استغل أحد مثيري الشغب الوضع في مدينة نجف آباد وأطلق أعيرة نارية على قوات الشرطة ببندقية صيد. ونتيجة لذلك أصيب ثلاثة واستشهد واحد".
وفي وقت سابق قالت التلفزيون الرسمي أيضا "إن متظاهرين مسلحين حاولوا الاستيلاء على مراكز للشرطة وقواعد عسكرية لكن قوات الأمن وقفت لهم بالمرصاد"، دون ذكر تفاصيل.
وذكرت وكالة مهر للأنباء أن محتجين في مدينة كرمانشاه في غرب البلاد أضرموا النار في موقع لشرطة المرور لكن أحدا لم يصب في الحادث.
مواجهة صارمة
ومع تصاعد حدة الاحتجاجات وخطورتها، قال مسؤول بالداخلية الإيرانية الليلة الماضية إن السلطات ستتعامل ابتداء من اليوم بصرامة مع كل أشكال العنف والفوضى.
وقالت الحكومة إنها ستقيد مؤقتًا استخدام تطبيقي التواصل الاجتماعي تلغرام وإنستغرام، في حين أفادت أنباء بأن استخدام الإنترنت عبر الهواتف المحمولة قد عطل في بعض الأماكن.
في غضون ذلك، وجه أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني أصابع الاتهامات إلى السعودية ودول أخرى في إثارة هذه الاحتجاجات داخل إيران.
وقال شمخاني إن الشعب الإيراني لديه حساسية من تدخل السعودية في الشؤون الداخلية لإيران، وحذر الرياض من رد فعل خطر من طهران على تدخلاتها.
وأضاف أن السعودية لا يمكن أن تغطي على فشلها في اليمن بمحاولة تحريك الشارع الإيراني. وأشار إلى أن أغلب الوسوم المتعلقة بالأحداث الجارية في إيران على مواقع التواصل الاجتماعي تنشر من الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية.
وبدأت هذه المظاهرات يوم الخميس الماضي من مدينة مشهد، احتجاجا على الظروف المعيشية الصعبة وزيادة البطالة وارتفاع الأسعار، وسرعان ما امتدت إلى مدن عديدة، حيث رفعت شعارات أخرى مناهضة للقيادة الإيرانية والمرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي.
تحذيرات روحاني
من جانبه، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الاثنين إنه إذا اقتضت الضرورة فإن الشعب سينزل بالملايين إلى الشوارع دعما للنظام والثورة، مضيفا أن حكومته تتعامل مع المظاهرات على أنها فرصة للتحسين وليست تهديدا للنظام، كما أشار إلى أن بعض المتظاهرين لديهم مطالب محقة وليسوا جميعهم مرتبطين بالخارج.
وأكد روحاني أن "الحكومة لن تتهاون مع من يتلفون الممتلكات العامة ويخرقون النظام العام ويثيرون القلاقل في المجتمع".
من ناحية أخرى، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس تعليقاً جديدًا على احتجاجات إيران عبر موقع تويتر قائلاً إن "وقت التغيير قد حان".
وذكر ترمب في تغريدته أن "الشعب الإيراني العظيم يعاني القمع منذ سنوات عديدة. إنه بحاجة ماسة إلى الغذاء والحرية. ثروة إيران تسلب شأنها شأن حقوق الإنسان".
من جانب آخر، أثنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على "الإيرانيين الشجعان" الذين خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج على نظام "يبدد عشرات المليارات من الدولارات على نشر الكراهية".
وفي موسكو، نقلت وكالات الأنباء عن وزارة الخارجية الروسية قولها إن ما يحصل في إيران "هو قضية إيرانية داخلية" مضيفة أن "أي تدخل خارجي من شأنه زعزعة استقرار الوضع (في إيران) هو أمر مرفوض".