مبادرة "الكوفية الفلسطينية" تعيد مكانتها من جديد

ارتداء الكوفية الفلسطينية
حجم الخط

الكوفية الفلسطينية لها رمزية خاصة في قلب كل فلسطيني، وكل خيط فيها يحكي فصلاً من فصول القضية الفلسطينية، وجَدت اليوم من يحمل مهمة غرسها في المجتمع الفلسطيني على عاتقه لتعود لعهدها القديم، بمبادرة تميزت عن سابقاتها.

مبادرة "الكوفية الفلسطينية" هي مبادرة شبابية جاءت بعد عدة تجارب تخص التراث الفلسطيني منها رحلة حطة وعقال إلى الأغوار بالزي الفلسطينيي التي جاءت على هامش ذكرى النكبة.

ويقول منسق المبادرة والمحاضر في جامعة النجاح الدكتور محمد دويكات لاحدى الإذاعات المحلية: "الأمر الذي عزز المبادرة أنني جئت في أحد الأيام إلى دوامي الجامعي مرتدياً الحطة والعقال كنوع من التضامن مع القضية الفلسطينية، وفكرت في دعوة زملائي لارتداء الحطة والعقال، وتحول مكتبي إلى ستوديو تصوير لمدة أسبوع أطلقنا عليه اسم "أسبوع الكوفية الفلسطينية".

وتولد عن ما سبق يوم للكوفية الفلسطينية حيث تمت دعوة الطلبة في جامعة النجاح للمجيء بالزي الفلسطيني إلى الدوام، ويبين دويكات:" كان العدد بحدود ال100 طالب، ولكنهم لم يكملوا الدوام بالزي، وبقي 35 منهم فقط".

ويضيف: "سرنا مشياً على الأقدام بإتجاه محافظة نابلس، وصورنا المحافظ بالحطة والعقال، ورفعنا مذكرة نطلب فيها مساعدتنا في إلباس الكوفية لشخصيات وطنية واعتبارية".

تضمنت مبادرة "الكوفية الفلسطينية" سلسلة من النشاطات منها جولة في البلدة القديمة من نابلس برفقة 100 رجل أعمال وعلاقات عامة من الخليل يرتدون الكوفية الفلسطينية، وكذلك زيارة محافظي المدن، وبعض الشخصيات الإعلامية، ومن فترة وجيزة ألبس القائمون على المبادرة الكوفية لرئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله.

ولم تقتصر المبادرة على ذلك بل امتدت لتشمل المناسبات كالأعراس، حيث يقوم القائمون على المبادرة بإلباس العريس ووالده الكوفية الفلسطينية للعودة إلى الزمن القديم.

ويوضح دويكات: "طلبنا من رئيس الوزراء أن تذهب الى أحد اجتماعات مجلس الوزراء لإلباس الكوفية لمجلس الوزراء، لما سيكون لذلك من معنى وصدى عالميين بأن هناك شعب يرزح تحت الاحتلال يبحث عن دولته، ونحن بحاجة الى تسليط الضوء على قضيتنا".

وبالحديث عن الهدف من المبادرة يبين دويكات: "أهدافنا في المبادرة كثيرة منها تعزيز الهوية الفلسطينية التي بدأت تغيب من الشارع الفلسطيني، ونهدف أيضاً للرجوع إلى العادات الأصيلة كنظام العونة الذي يعزز أواصر التعاون، هذا النظام الذي باشرت بإعادته الى المجتمع الفلسطيني من خلال المساق الهندسة والمجتمع الذي أحاضر فيه".

ويضيف: "الاحتلال لا يسرق الارض فقط، إنما يسرق الهوية والتراث الفلسطيني، والكوفية تعزز الانتماء، والهوية في أوساط الشباب".

ويتنوع المشاركون في المبادرة ليشملوا كل الفئات الاجتماعية والعمرية الفلسطينية، ويقول دويكات: "نحن نعمل بنفس طويل، ولا يوجد صعوبات حقيقية فالموضوع جذاب، ونحن جهة مستقلة لا ننتمي لحزب معين، ونتدبر الكوفيات منا".

وكانت ردة فعل المواطنين للمبادرة لافتةً للأنظار، حيث تقبلوا المبادرة باستغراب إيجابي وليس استهجان.

ويشير دويكات إلى أنهم في صدد طلب إصدار قرار سياسي للعام القادم باليوم الوطني الفلسطيني حيث يذهب الناس إلى أعمالهم بالزي التراثي الفلسطيني.

 

  ولكل مبادرة بالتأكيد طموحات مستقبلية حيث أن منسقي المبادرة يطمحون الى أن يصبحوا جزءاً من العلاقات العامة الداخلية والدولية للشعب الفلسطيني دون أن يكونوا تابعين لمؤسسة معينة، ويقول دويكات: "نحن كشباب في هذا البلد نطمح أن يكون لنا دور ومساهمة، وأن نكون جزءاً فاعلاً، ونستخدم الطاقات المهدورة، وننتج شيئاً من أجل الوطن".

ويدعو دويكات أن يكون الزي التراثي الفلسطيني زياً رسمياً في حفلات التخرج بالجامعات، وهذا الأمر مطبق في دول عربية، ولكن يجب أن يطبق لدينا بشكل خاص لأننا أصحاب قضية عادلة".