تحدث الباحث الفلكي، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، ملهم بن محمد هندي؛ عن الظاهرة الفريدة التي لن يتكرّر حدوثها إلا ست مرات خلال القرن الحالي، حيث يجتمع يوم الإثنين المُقبل القمر بدراً في أقرب مسافة له للأرض في توقيت وصول الارض نفسه إلى أقرب مسافة لها من الشمس.
وقال الفلكي “هندي”: جميع مدارات الكواكب والأجرام في الكون لا تكون بشكلٍ دائري حول المركز؛ بل تكون بشكلٍ بيضاوي يسمى فلكياً “إهليجي”، تكون على هذا المدار الإهليجي مناطق قريبة من مركز الدوران ومناطق بعيدة.
وأضاف: القمر والأرض كبقية الأجرام في الكون، حيث يصل القمر إلى أقرب نقطة خلال دورانه حول الأرض كل شهر مرة، بينما تصل الأرض إلى أقرب نقطة من الشمس مرةً كل عام.
وأردف: يتميز القمر حين يتوافق وصوله إلى أقرب نقطة مع اكتماله بدرا فيبدو بشكلٍ أكبر من المعتاد بنحو 14 % ويزداد نوره 30 % ويطلق عليه اسم “القمر العملاق” لكنها تسميةً دعائية غير علمية.
وذلك لأن التأثير لا يمكن إدراكه إلا من قِبل المتمرسين على رصد القمر ومنازله، بينما عندما تقترب الأرض من الشمس تبدو أكبر من المعتاد بنحو 3 % فقط ويكون الوضع أصعب من حالة القمر؛ حيث لا تمكن ملاحظتها إلا عبر أجهزة الرصد الخاصّة.
وقال “هندي”: يمكن لسكان العالم رصد البدر حين اكتماله مساء الإثنين “ليلة الثلاثاء” ، وهو على مسافة 356604 كيلو مترات عن الأرض، وهي أقرب بـ 50 ألف كيلو متر عن أبعد نقطة على مدار القمر.
وأضاف: الشمس تُشرق الثلاثاء مع غروب “القمر العملاق” وهي أقرب لنا بنحو خمسة ملايين كيلو متر وأكبر حجماً بـ 3 % عن المعتاد، وهذا التغير لا يسبّب أي تأثير في المناخ أو الطقس سواء بارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها؛ لأن التغير بسيط جداً مقارنة ببُعد الشمس التي تبعد نحو 150 مليون كيلو متر.
وأردف: يجتمع ليلة الثلاثاء ونهاره القمر العملاق والشمس الأكبر حجماً في 2018، ولن يتكرّر هذا التوافق بين العملاقيْن إلا في 2026م.