قالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إن عدد الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين والمؤسسات الصحفية للعام المنصرم بلغ 740 انتهاكاً، تراوحت بين اعتقال، واستدعاء وإغلاق لمؤسسات إعلامية ومواقع على صفحات التواصل الاجتماعي، كذلك اعتداء بالضرب واحتجاز للطواقم الصحفية.
وأشارت النقابة على لسان نقيبها ناصر أبو بكر، خلال مؤتمر صحفي عقد في رام الله، اليوم الثلاثاء، استعرض خلاله أبرز انتهاكات الاحتلال للعام 2017، إلى أن 158 صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي تم إغلاقها بالتواطؤ بين الاحتلال وإدارة "فيسبوك"، معظمها يديرها صحفيون وناشطون، وذلك من أجل تغييب الحقيقة.
وأوضح أبو بكر، أن 28 صحفياً ما زالوا معتقلين في سجون الاحتلال، 5 منهم يقضون حكما بالسجن الإداري، بالإضافة إلى 5 آخرين لا يزالون يعرضون على محاكم الاحتلال، على خلفية عملهم الإعلامي، واصفاً العام الماضي بأنه عام أسود في تاريخ الاحتلال ضد الحريات الصحفية.
ولفت إلى أن عدد الانتهاكات الداخلية بلغت 80 انتهاكاً في الضفة الغربية و90 في قطاع غزة، داعياً إلى الكف عن ملاحقة الصحفيين.
ودعا أبو بكر، المسؤولين إلى عدم التعاطي مع الصحفيين الإسرائيليين، وإجراء اللقاءات المتلفزة معهم، مشيراً إلى أن النقابة طالبت الاتحاد الدولي للصحفيين بأن تكون هناك لجنة تقصي حقائق لتطلع على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين.
وأضاف: أن "هناك تخوفات لدى النقابة من أن تكون هذه الاعتداءات والانتهاكات مقدمة لقيام قوات الاحتلال بمنع الصحفيين من تغطية الأحداث، وذلك لأنهم أسهموا في فضح جرائمه امام العالم. من ناحيته، استعرض رئيس لجنة الحريات محمد اللحام أبرز الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين".
وتابع: "نسبة الاعتداءات ارتفعت بنسبة 30% عن عام 2016، حيث إنه خلال الثلاثة أشهر الأولى من عام 2017 تم تسجيل نحو 156 حالة اعتداء، تصدر احتجاز الصحفيين أبرزها، يليه الاعتداء بالضرب، والاستهداف بقنابل الصوت والغاز، وكان الاحتلال يستهدفهم بشكل مباشر بغرض الإصابة والتسبب بالأذى".
وبيّن أنه في الربع الثاني من العام الماضي سجل 134 انتهاكا، أبرزها الاستهداف بقنابل الصوت والغاز، كذلك فقد عملت قوات الاحتلال على اعتقال الصحفيين، وتلفيق التهم لهم. وتابع اللحام ان الربع الثالث من العام 2017 شهد ارتفاعا واضحا في اعتداءات قوات الاحتلال حتى وصلت 190 حالة، خاصة خلال هبة القدس الأخيرة، جرى خلالها أيضا اعتقال 12 صحفيا. وأضاف: في الربع الأخير ارتفعت الانتهاكات حتى وصلت 260، فيما احتل شهر كانون الأول/ ديسمبر النسبة الأعلى من حيث الانتهاكات، في ظل المواجهات التي أعقبت إعلان ترمب في محاولة لإخفاء الصورة.
وأشار إلى أن 58 صحفية فلسطينية تعرضن للاعتداء، بينما تم نقل 53 صحفيا وصحفية إلى المستشفيات لتلقي العلاج نتيجة إصابتهم بحروق وجروح مختلفة على يد قوات الاحتلال.
وأوضح أن مدينة القدس المحتلة كانت من المناطق الاكثر عرضة للاعتداءات، حيث سجل 137 انتهاكاً، تليها مدينة الخليل 66، ومن ثم رام الله والبيرة 57 انتهاكا.
من جانبه، قال وكيل وزارة الإعلام محمود خليفة، إن العام 2017 كان صعباً فيما يتعلق بالممارسات الاعلامية، وكان هناك تغول على القرارات الدولية، وبشكل خاص قرار مجلس الأمن (2222)، الذي تحدث عن ضرورة حماية الإعلاميين في مناطق الصراع والاضطرابات، مشيراً إلى أن هذا دفع الوزارة والنقابة على توجيه مذكرات الاحتجاج والمطالبة لدى المؤسسات الدولية إجراءات لإلزام الاحتلال باحترام القرارات الدولية.
وشدّد على أن الوزارة ستعمل على الارتقاء بالمنظومة القانونية، بما يكفل للصحفيين العمل بشكل حر ومن دون أي معيقات.
من جانبه، أشار مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار دويكات، إلى صعوبة ما واجهه الصحفيون خلال العام المنصرم من اعتداءات عليهم وعلى مؤسساتهم الإعلامية وإغلاقها، داعياً إلى تضافر الجهود بين المؤسسات الحقوقية والنقابة من أجل مواجهة تلك الانتهاكات.