بالصور: بمشاركة برلمانية عربية.. التشريعي ينظم وقفة رافضة لقرار "ترامب"

بالصور: بمشاركة برلمانية عربية.. التشريعي ينظم وقفة رافضة لقرار "ترامب"
حجم الخط

نظم المجلس التشريعي الفلسطيني اليوم بمقره وقفة تضامنية مع مدينة القدس ورفضًا لقرار الرئيس الأمريكي "ترامب" بمشاركة نواب من مختلف الكتل البرلمانية والمستقلين بالإضافة لمشاركة برلمانية عربية، منها كلمة لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وكلمة أخرى للأمين العام لرابطة برلمانيون لأجل القدس النائب الجزائري البشير جار الله.

 وأكد المتحدثون على مكانة مدينة القدس وأهميتها في العقيدة الإسلامية، مطالبين بأوسع حملة عربية وإسلامية برلمانية ورسمية وشعبية من أجل استنقاذ القدس وإبطال قرار "ترامب" الأخير.  

لا تفريط

بدوره قال أحمد بحر في كلمته:" لقد اعتقد ترامب والكيان الصهيوني أن مخططاتهم السوداء قادرة على تغيير حقائق الدين والتاريخ والجغرافيا والسياسة، وأن استهدافهم للقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية بات سهلاً ميسوراً إلا أن إرادة شعبنا وأمتنا تثبت لهم يوماً بعد يوم أن للقدس رجالاً ونساءً يحمونها ويفدونها بأرواحهم ودمائهم حتى ينكسر قرار ترامب وتعود القدس عزيزة حرَّة كريمة أبية".

وأشار إلى أن المجلس التشريعي الفلسطيني بقف بكافة الكتل والقوائم البرلمانية والمستقلين صفاً واحداً في مواجهة قرار ترامب، مضيفاً:" نقول بصوت واحد القدس رمز وحدة شعبنا وأمتنا، القدس هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، من فرض في القدس فرض في مكة والمدينة".

وأكد بحر، على أن المؤامرة على القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية لا زالت مستمرة ففي كل يوم يصدر عن الكيان الصهيوني قوانين وقرارات وإجراءات جديدة لاستكمال حلقات البغي والتآمر على قضيتنا.

كما ندد بقرار الكنيست الصهيوني الذي صادق أول أمس على قانون القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني، مستنكرًا اقدام سلطات الاحتلال على اختطاف النائب ناصر عبد الجواد وتمديد الاعتقال الإداري للنائب خالدة جرار لمدة سنة أخرى، ومحمّلاً الكيان المسؤولية الكاملة عن حياة نواب الشعب الفلسطيني والذي بلغ عددهم أحد عشرة نائباً في سجون الاحتلال.

وبيّن بحر، أن الخطوة الأولى على طريق المواجهة الجادة والتصدي القوي لقرار ترامب تكمن في استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وتمتين الصف الداخلي والمضي قدماً في طريق المصالحة الحقيقية لبناء استراتيجية وطنية على طريق النصر والتحرير.

وطالب السلطة في رام الله وحركة فتح بسحب الاعتراف بإسرائيل ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال فوراً ورفع الإجراءات الإجرامية عن قطاع غزة، كما طالبهما بفتح أبواب المجلس التشريعي في رام الله لكافة الكتل والقوائم البرلمانية، وخاصة لرئيس المجلس التشريعي المنتخب د. عزيز دويك للممارسة مهامهم البرلمانية.

ودعا البرلمانات العربية والإسلامية والدولية لإطلاق أوسع حملة في المحافل الإقليمية والدولية لعزل الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني سياسياً وقانونياً، مؤكدًا أن المؤامرة الأمريكية والصهيونية ستسقط، ودعا شعبنا وكل فصائله ومؤسساته للاستمرار في انتفاضة القدس.

الوحدة 

من جانبه دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في كلمته الأمة العربية والإسلامية، لوقفة رجل واحد من أجل فلسطين، مشيراً إلى أن الوحدة هي السلاح الأقوى في وجه الاحتلال.

ودعا بري، لترجمة القرارات والتوصيات التي تضمنها البيان الختامي للدورة الاستثنائية للاتحاد البرلماني العربي التي انعقدت في الرابع عشر من كانون الأول، والتأكيد على أن القدس عاصمة لدولة فلسطين وعلى حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة والنضال لتحقيق أمانيه التي أكدت عليها القرارات الدولية والعمل لاستصدار قرارات برلمانية رافضة للقرار الأمريكي من كافة الاتحادات البرلمانية.

كما طالب بإغلاق السفارات العربية في واشنطن ومقاطعة أمريكا، بالإضافة لإطلاق حملة هادفة لجمع الأموال لبناء مقر للبرلمان الفلسطيني في القدس، داعيًا لمواصلة الضغوط لوقف الاستيطان الاسرائيلي واحترام قرار مجلس الأمن رقم 2334 وتفكيك المستوطنات والغاء كافة القرارات الاستيطانية الصادرة عن الحكومات الاسرائيلية خصوصا القرارات الاخيرة التي صدرت بعد توقيع الرئيس الأمريكي لقراره.

وحذر من محاولات إسقاط القدس معتبرًا ذلك هي البداية لسقوط كل العواصم العربية بالضربة القاضية.

امتداد لبلفور

أكد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة، على رفض هذا القرار واعتباره عدوانا على شعبنا وحقوقه وثوابته واعتباره امتداداً لوعد بلفور قبل مئة عام، منوهًا إلى أن القرار جاء ليؤكد للشعوب العربية أن القدس وفلسطين اعادت توحيد الجميع.

وشدّد خريشة، على أن القدس كانت وما زالت ملهمة للثورات والانتفاضات في فلسطين بدءًا من ثورة البراق الى انتفاضة الحجارة والقدس والبوابات الى انتفاضة العاصمة، محذرًا من سقوط بعض العواصم العربية بفعل هذا القرار.

وثمن التوجهات الفلسطينية القاضية باعتبار أمريكيا ليست وسيطاً نزيهًا لرعاية عملية السلام، داعيًا إلى لتخلص من اتفاقيات السلام الموقعة مع الاحتلال، والمضي نحو إنهاء الانقسام واستعادة وحدة شعبنا وأدواته بعيداً عن كل الاجندات الغريبة والتعاطي بشكل جدي ونوايا طيبة بهدف الاتفاق على برنامج وطني موحد يعيد الاعتبار للثوابت الوطنية.

كما دعا خريشة، إلى سحب الاعتراف بدولة الاحتلال ووقف التنسيق الأمني حتى يستعيد المنتفضين ثقتهم بأنفسهم وقيادتهم ويجب الالتزام بقرار المجلس المركزي، والتوقف عن التسويق للمبادرة العربية التي ولدت ميتة بالأساس، داعيًا لتفعيل المؤسسات الفلسطينية وعلى راسها المجلس التشريعي وبقية المؤسسات.

وأكد على ضرورة إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية لتجديد الشرعيات الفلسطينية وللخروج من مأزق الانقسام، وشكر الشعوب العربية على موقفها الرافض لقرار أمريكا.

وأبرق خريشة، برسالة لكل المطبعين والحالمين بعلاقة مع المحتل، قائًلا:" اذهبوا حيث شئتم لكن محظور عليكم ممارسة أي ضغوط على شبعنا وانتفاضتنا فشعوبكم كفيلة بمحاسبتكم لان فلسطين والامة مزروعة في قلوب شعوبنا وأبناء أمتنا العربية والإسلامية".

المقاومة

طالب رئيس كتلة التغيير والإصلاح  البرلمانية النائب الدكتور محمود الزهار، السلطة الفلسطينية بإلغاء اتقاء أوسلو ووقف التنسيق الأمني، للرد على قرار "ترامب" باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة لها، مبينًا أن الاحتلال ابتلع خلال سنوات المفاوضات مع السلطة كل شيء ولم تبق إلا القدس وجاءت القرارات الأخيرة لتقضي عليها.

ودعا الشعب الفلسطيني وقواه إلى اعتماد برنامج المقاومة في الأرض المحتلة عام 1948م، مطالباً دول المنطقة العربية التي يسارع بعضها لإقامة علاقات مع الكيان الإسرائيلي وكسب الموقف الأمريكي، بأن يحصنوا أنفسهم وشعوبهم من هذا الوباء ووقف العلاقات مع الاحتلال المجرم.

وتابع:" نؤمن أن هذه المعركة ستحسم كاملة في معركة وعد الأخرة التي بشرنا الله بها، معركة استئصال الاحتلال كاملا من الأرض لتعود الأرض أرض السلام لجميع من ينشد السلام، معركة وعد الأخرة حقيقة قرآنية نؤمن بها، ونعمل لها".

واستعرض الزهار، تاريخ طرد الدول الأوربية لليهود من بلدانها لأنهم أفسدوا كل شيء فيها، مشيرًا إلى تاريخ أوروبا سجل فساد اليهود بأعنف مما يتصوره الانسان، لذلك تم استئصالهم من بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، والمجر، وبلجيكا وغيرها من البلدان الأوربية.

مخالفة الأعراف الدولية

من ناحيته استنكر الأمين العام لرابطة برلمانيين لأجل القدس النائب الجزائري البشير جار الله في كلمته، القرار الظالم الجائر الذي أصدره "ترامب" بحق المدينة المقدسة، وقال:" إن هذا القرار مخالف لكل الأعراف والقوانين الدولية، وجاء بوقت يتوجه فيه العالم الى تفعيل الحريات والديمقراطية والسلم والاستقرار في العالم، فجاء القرار ليحطم كل هذه القيم والمعاني".

وعبر النائب الجزائري جار الله عن شكره لكل البرلمانات التي وقفت ضد هذا القرار، مؤكدًا على ضرورة مواصلة هذه الجهود حتى احقاق الحق وعودة الأرض لأهلها وأصحابها الأصليين، وتابع:" نحن دعونا كل البرلمانات لتفعيل أنشطة مستمرة حتى يفهم الكيان أن فلسطين ليست وحدها وكل العرب يقفون معها ويساندون حقها في التحرير".

مفاوضات عبثية

من جهته طالب النائب يحيى شامية متحدثا عن كتلة فتح البرلمانية، السلطة والرئيس محمود عباس بوقف المفاوضات العبثية وتوحيد المؤسسات الفلسطينية وتفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني، لنكون قادرين على الدفاع عن حقوقنا موحدين ونحن أكثر قوة.

وقال شامية:" القدس تجمعنا ونعلم علم اليقين أن المفرطين في القدس غلبوا كثيرا من الملتزمين، القدس تجمعنا لأنها رسالة السماء يوم أن أسري برسولنا محمد عليه الصلاة والسلام الى هذه البقعة المباركة، يوم أن كرم ربنا نبينا بإمامته بالأنبياء جميعا في القدس".

ولفت النائب شامية إلى أن بابا الفاتيكان أنكر على "ترامب" هذا القرار وكل المسيحيون في العالم أنكروا هذا القرار العبثي"، وشكر الأردن على مواقفها الداعمة للقدس واستمرار رعايتها الهاشمية للمدينة المقدسة".

وتابع:" منذ احتلال القدس بفعل بريطانيا جاء ترامب ليقول إن فلسطين ليست للعرب وهي بقدسها لليهود بكاملها، وما كان لترامب أن يفعل فعلته الاجرامية لولا أننا غبنا عن القدس".

واستنكر النائب شامية استمرار المفاوضات العبثية، وقال "أصبحت الضفة الغربية يسكنها أكثر من 700 الف مستوطن، فلسطين أصبحت اليوم للمستوطنين"

سياسة متغطرسة 

وخلال كلمة النائب جميل المجدلاوي عن قائمة أبو علي مصطفى، وصف قرار "ترامب" بالسياسة المتغطرسة الحمقاء الذي يمثلها الرئيس الأمريكي الاحمق.

وأشار إلى أن ما أقدم عليه رئيس أمريكا يعتبر استحقاق بلاده تجاه الاحتلال، مؤكدا أن الاحتلال جاء مشروعا استعماريا، وتابع "لهذا ينبغي أن نعيد الأمور لحقيقتها باعتبار أن إسرائيل كيان استعماري امتداد للإمبريالية العالمية ليشكل الحارس الذي يحرس دول تلك العالم ولاستنزاف شعوبنا وطاقاتنا".

وأكد على ضرورة أن يكون الاشتباك مع الصهيونية والقوى الامبريالية اشتباك مفتوح ولن يتوقف هذا الاشتباك الا بانتصار قضيتنا وحقوقنا، وتابع "لا يجوز أن يبق العلم الإسرائيلي يرفرف في سماء أي عاصمة عربيةـ، وإن اجتهد البعض بأنه يمكن عقد اتفاق سلام ويمكن لأمريكا أن تكون وسيط فجاءت حقائق الحياة تؤكد أن كل هذه محاولات يائسة ولن يخرج منها شيء".

وتابع: "إذا ظن بعض العرب كما أخطأ بعض الفلسطينيين وأبرموا اتفاق سلام وسمحوا للاحتلال ان يرفرف علمه، آن الأوان أن تنتهي هذه المهزلة".

واضاف: "إذا اعتقد الفلسطينيين أن أوراق الحل في يد أمريكا كوسيط فقد أظهرت الحقائق أن هذا وهم، وآن لهؤلاء أن يعودوا لصوابهم، ونتحرر من اتفاقيات أوسلو وما ترتبه من التزامات على شعبنا وما تعطيه من ذرائع للتطبيع مع العدو".

وشدد النائب المجدلاوي، على ضرورة تفعيل مؤسساتنا التي يمكن أن تشكل مرجعية لهذا الشعب وقائدة لكفاحه الوطني، وقال "شعبنا يقود كل سنوات النضال، ويقدم شلالات الدماء في موجات انتفاضة تتكرر في كل مرحلة بكل وسائل كفاحها، هذا الشعب من حقه علينا أن يجد السند بإنهاء العلاقات مع العدو".

وبيّن أن قرارات كثيرة في الجامعة العربية، تشكل طوق نجاه للفلسطينيين، يجب تفعيها، كما طالب البرلمانيين العرب التوجه لحكوماتهم للوقوف مع شعبنا، وختم كلمته قائلاً: " يكفي شعبنا فخراً وعزة أنه حافظ على القدس وفلسطين في وجه الغطرسة الأمريكية والصهيونية".