أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ضرورة تكثيف الجهود وتنسيق المواقف العربية لدعم الأشقاء الفلسطينيين في الحفاظ على حقوقهم التاريخية والقانونية الراسخة في مدينة القدس، وفي مساعيهم الرامية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال الملك عبد الله الثاني إن مسألة القدس يجب تسويتها ضمن إطار الحل النهائي واتفاق سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يستند إلى حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
جاء ذلك خلال استقبل الملك عبدالله الثاني، في قصر الحسينية، اليوم السبت، الوفد الوزاري العربي المصغر المنوط به متابعة تداعيات القرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، وضم وزراء خارجية مصر سامح شكري، وفلسطين رياض المالكي، والسعودية عادل الجبير، والمغرب ناصر بوريطة، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، كما نقلت وكالة الأنباء الأردنية "بترا".
وشدد الملك، على أهمية دعم صمود المقدسيين وحماية الهوية العربية لمدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، لافتا جلالته إلى ضرورة البناء على الإجماع الدولي فيما يتعلق بوضع مدينة القدس القانوني.
وجدد الملك التأكيد على أن الأردن، ومن منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، سيبذل كل الجهود لتحمل مسؤولياته الدينية والتاريخية في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
وتم خلال اللقاء الذي عقد في عمان، بحث أفضل السبل لمواجهة تداعيات القرار الأمريكي الذي يخالف قرارات الشرعية الدولية، التي تؤكد أن وضع القدس لا يقرر إلا بالتفاوض بين الأطراف المعنية.
كما جرى الاتفاق على ضرورة تكثيف الجهود لإيجاد أفق سياسي للتقدم نحو إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أسس تلبي حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
في ذات السياق، قال وزير الخارجية والمغتربين الأردني أيمن الصفدي إن الدول العربية ستواجه قرار الرئيس الأميركي ترمب بحشد دولي للاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 بعاصمتها القدس.
وأضاف الصفدي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عقب اجتماع اللجنة الوزارية العربية بشأن القدس، اليوم السبت، في العاصمة الأردنية عمان، إن الدول العربية كافة موقفها واضح اتجاه قرار ترمب وهو مرفوض وخرق للشرعية الدولية ولا أثر له على الواقع.
وأوضح أنه تم تشكيل وفد للعمل مع المجتمع الدولي لمواجهة آثار إعلان ترمب، مؤكدا أن القدس قضية لا تتقدم عليها أي قضية أخرى في العالمين العربي والإسٍلامي وأيضا المسيحي.
وأشار إلى أن الاجتماع العربي بشأن القدس كان اجتماعا تنسيقيا وهدفه بيان خطورة القرار الأميركي للعالم، لافتا إلى أن القرار الأمريكي خرق للشرعية الدولية ولا أثر قانوني له.
وتابع: "قيمنا نتائج الاتصالات التي أجراها وزراء خارجية عرب مع المجتمع الدولي، وسنستمر بهذا النهج ضمن مطالب محددة أبرزها الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
وشدد الصفدي على أنه لا أمن ولا استقرار ولا أمان من دون ضمان قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، مبينا أن قرار الليكود الأخير بشأن ضم الضفة الغربية لإسرائيل مرفوض ولا نعترف به ويشكل خرقا للاتفاقيات الدولية.
وقال إن الدول العربية ترفض أي خطوة تفرض حقائق جديدة على القدس المحتلة، وتحركنا كما هو الشارع العربي من أجل اسناد الشعب الفلسطيني الشقيق، والحد من تداعيات قرار ترمب.
من جهته، قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إن اجتماع اليوم بشأن القدس، مفيدا للغاية، كاشفا عن اجتماع وزاري عربي موسع نهاية الشهر الجاري لمناقشة التصدي للقرار الأميركي.
وأضاف أبو الغيط أن الهدف من الاجتماع هو تقليل أي خسائر للفلسطينيين، أو نجاحات للإسرائيليين، وكيفية تقديم الدعم للفلسطينيين.
وحول الدعوة لعقد قمة عربية طارئة، قال أبو الغيط، إن القمة العربية الدورية ستعقد نهاية آذار المقبل في المملكة العربية السعودية، مبينا أن القمة الطارئة ستقررها اجتماع وزاري نهاية الشهر الجاري.
وشارك في الاجتماع وزراء خارجية: فلسطين ومصر والسعودية والامارات والمغرب والامين العام للجامعة العربية.