بقلم: تشيلو روزنبرغ
22 حزيران 2015
خلال الحرب الثقافية الوهمية الجارية في اسرائيل تُدحر التطورات في المواضيع المهمة حقا الى الزاوية. مقال قصير، ولكن جد مهم، نشر في «فورين بوليسي» في أعقاب فيلم اعلامي لوزارة الخارجية يتناول هجوما اسرائيليا على وسائل الاعلام في الغرب، التي تتهمها اسرائيل بالتحيز لصالح الفلسطينيين بل ولصالح «حماس».
السلاح الذي تستخدمه اسرائيل هو اللاسامية. ينبغي القول انه في الغرب، ولا سيما في اوروبا، يلمس استخدام اللاسامية الاعصاب المكشوفة. فالمزيد والمزيد من المنظمات ووسائل الاعلام ترفض الدوافع الغريبة التي تعزوها اسرائيل لمنتقديها. وفي نهاية المقال كتب انه «هذا هو جوهر الدعاية: استبدال السخرية بالحقائق».
ان الهجوم الاسرائيلي على وسائل الاعلام في الغرب من شأنه أن يحقق العكس. فكلما هاجمت اسرائيل وسائل الاعلام، فان من شأن رد فعلها أن يجلب الى وعي الناس الذين لم يصابوا باللاسامية اسبابا جد وجيهة، من ناحيتهم، لكراهية، مقاطعة، وشتم اسرائيل. من وضع فكرة تحويل وسائل الاعلام في الغرب الى اعداء اسرائيل، لاساميين، ليس سوى غبي. فبدلا من تقريب وسائل الاعلام هذه، الشرح، وعدم الانشغال بالدعاية الرخيصة، تقرر اسرائيل الصدام معها. هذا غباء تام حقا، في افضل الاحوال، او انغلاق حس، يشير الى الانقطاع عن الواقع.
كلما اصبح الرأي العام في اوروبا أكثر فأكثر مناهضا لاسرائيل، هكذا ايضا لا يكون بوسع زعماء الغرب الوقوف جانبا. وفي اثناء كتابة هذه السطور، تعمل لجنة فحص في البرلمان الاوروبي على تحديد ما اذا كانت اسرائيل ارتكبت جرائم حرب اثناء حملة «الجرف الصامد» في السنة الماضية. تقرير مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة، وهو الهيئة المناهضة لاسرائيل بوضوح، كفيل بان يقول ان اسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة.
لا حاجة للشرح للاسرائيليين بان التقرير مغرض. السؤال هو ماذا سيكون تأثير التقرير على الرأي العام الغربي؟ موقف معظم الناس في العالم يتقرر في اعقاب تقارير وسائل الاعلام. ورجال الاعلام الذين تحقرهم اسرائيل لن يعرضوها في ضوء ايجابي. وعليه فالحكمة هي في العمل بالتعاون الوثيق مع وسائل الاعلام الغربية.
أصدق التقرير الاسرائيلي الذي اعد قبل نشر تقرير مجلس حقوق الانسان. وانا مستعد لأصدق رئيس الوزراء الذي قال ان تقريرنا «يثبت بان الاعمال العسكرية تمت بالتوافق التام مع القانون الدولي، وأن اسرائيل مارست حقها الشرعي في الدفاع عن النفس. فحماس حددت مواطنينا هدفا لها، وعن قصد تختبىء خلف مواطنيها. هذه جريمة حرب مزدوجة، وأعتقد أنها تشدد على ما في ذلك من سخف».
اوقع على كل كلمة. المشكلة هي ان من يفترض ان يبث اقوال رئيس الوزراء في العالم هي وسائل الاعلام ذاتها التي يهاجمها، او تلك التي تعمل باسمه. يخطئ من يعتقد انه بسبب النقد الذي توجهه اسرائيل تجاه وسائل الاعلام في العالم، فان هذه ستمتنع عن اتهامها.
ان الاعلام الافضل هو الفعل السياسي. فبلا مبادرة سياسية، بلا تقدم نحو عقد مؤتمر اقليمي، يشارك فيه ممثلو الدول العربية المعتدلة، ممثلو اسرائيل وممثلو الفلسطينيين، بلا وقف السياسة الحماسية للزعماء الاسرائيليين الذين يهاجمون كل العالم – لن يكون ممكنا ازاحة التهديدات من فوق رأس اسرائيل.