أوضحت حركة فتح أن المكان الذي استُهدف للحركة ، هو مقر تابع لها في حي طيطبا في لبنان، والاعتداء عليه هو اعتداء على حركة فتح وليس على عائلة أو على فرد.
وأشارت الحركة في البيان الذي أصدرته اليوم والذي وصل وكالة خبر نسخ عنه ، " إلى أن الحركة تصر أن تقوم اللجنة الأمنية المختصة بدورها كاملاً لحماية شعبنا الفلسطيني، وعدم تعريض النساء والاطفال والشيوخ للمخاطر.
جاء ذلك بعد الأحداث التي شهدها حي طيطبا حيث اندلعت اشتباكات بشكل عنيف بين مجموعة من حركة فتح، وبين عناصر محسوبة على مجموعات اسلامية في المخيم تطلق على نفسها تسمية «باب بيت المقدسي» تدخلت لمساندتهم عناصر من «جند الشام» قدمت من مخيم الطوارئ.
وكانت قد تحدثت وسائل الإعلام عن تلكؤ القوة الامنية المشتركة واللجنة الامنية العليا من معالجة الاشكال الفردي بعد وقوعه فوراً، مما أفسح المجال لتجدده بعنف ومن دون اي رادع".
وهذا نص البيان كما وصل إلينا:
"بسم الله الرحمن الرحيم ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسولُه والمومنون) صدق الله العظيم بيان صادر عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح – إقيلم لبنان (نحن نقرع ناقوس الخطر على مسمع الجميع)
شهد مخيم عين الحلوة وتحديداً حي طيطبا أحداثاً أمنية وعسكرية مؤسفة ومؤلمة نتج عنها مؤشرات بالغة الخطورة سواء ما يتعلق بعدد الشهداء أو الجرحى ومنهم من جراحه خطيرة، أو الاضرار الواسعة التي طالت المباني والسيارات، وأصبح الحي ساحة حرب، واتسعت دائرة المقاتلين الذين تداعوا الى هذا الحيُّ من عدة أماكن في المخيم في اطار خطة عسكرية مرسومة .
ونحن في حركة فتح يهمنا توضيح العديد من القضايا خاصة بعد أن تعاطى الاعلام مع الموضوع على خلفية بيانات صدرت عن تنظيمات إسلامية، وهذا ما أوجد ملابسات لا بد من حسمها :
أولاً: إنَّ حركة فتح التي سعت منذ البداية وبجهود مكثفة إلى تشكيل اللجنة الأمنية ، وعملت على انجاز دورها مادياً ومعنوياً كانت تسعى إلى تحقيق الاستقرار والأمن في المخيم، وتنفيذ تعليمات الرئيس أبو مازن بعدم الانخراط في الصراعات والنزاعات إيماناً منها بأن الشعب الفلسطيني الذي قدم عشرات الآلاف من الشهداء ، والتضحيات الجسيمة يستحق منا أن نجعل مصالح شعبنا الوطنية هي العليا في أجنداتنا السياسية .
ثانياً: إننا نصرُّ أن تقوم اللجنة الامنية بدورها كاملاً لحماية شعبنا الفلسطيني، وعدم تعريض النساء والاطفال والشيوخ للمخاطر ، وأن تمارس صلاحياتها لإطفاء الفتائل المشتعلة، ومحاصرة أي حالة توتر ، وعدم السماح بصب الزيت على النار من أي طرف كان .
ثالثاً: إنَّ لجوء البعض الى سياسة الحسم السياسي والامني في مربعات أمنية فصائلية والهيمنة عليها ، واغلاقها لتحويل المخيم إلى مربعات امنية متصارعة هو عمل يتناقض تماماً مع مبدأ وجود لجنة أمنية يتمثَّل فيها الجميع ،فإننا نشير الى أن المكان الذي استُهدف لحركة فتح، هو مقر للحركة ، والاعتداء عليه هو اعتداء على حركة فتح وليس على عائلة أو على فرد، لأن من كان في هذا المقر دافع عن نفسه، وعن مكتبه، وعن موقعه الحركي المعروف للجميع، ورغم شراسة الهجوم، ومن عدة جهات على المقر في حي طيطبا ومشاركة عدة جهات في محاولة السيطرة عليه والتخلص من وجود هذا المقر الفتحاوي الا ان العدد المحدد منهم قاوموا الاعتداء وصدوا الهجوم رغم الضحايا التي سقطت .
وهنا نقول بوضوح إذا كانت الاطراف التي شنت الهجوم على مقر الحركة في طيطبا – البركسات تهدف إلى تنظيف هذا المربع من وجود حركة فتح ، وتحويله الى مربع خاص بتنظيم اسلامي معين فإن هذا الأمر خطير جداً ، ونحن نقرع ناقوس الخطر على مسمع الجميع ، لأن هذه سياسة تدميرية تتعارض مع كل الصيغ التي تم الاتفاق عليها من اجل العمل المشترك . ونحن في حركة فتح لن نسمح بتدمير وتكريس مثل هذه السياسات التي تُعرِّض الجميع للخطر.
رابعاً : لقد ألمحتْ بيانات صادرة عن تنظيم المقدسي بأن عناصر حركة فتح أطلقت النار على مصلى في الشارع الذي شهد الاشتباكات ، وأن بعض العناصر من تنظيمات اسلامية جاءت لتدافع عن المصلى وشاركت في الاشتباكات .
إن هذا الاتهام باطل لأن اكثر من نصف المصلين في كافة المساجد هم من حركة فتح ، ونحن حريصون على قدسية هذه الاماكن ، لكن على اللجنة الامنية أن تدقق جيدا في هذا المكان هل تم استهدافه كموقع عسكري ؟ وهنا تكمن الخطورة ,كما أنه على اللجنة الامنية التدقيق في الجهة التي وجهت قذائفها ورصاصها الى البيوت والسيارات واحرقتها من اجل تحميلها المسؤولية عن اعمالها .
خامساً: ان منظمة التحرير الفلسطينية ومعها حركة فتح باستمرار تتحمل مسؤوليتها تجاه شعبها ، وخاصة العلاج، فالضمان الصحي هو الذي يتولى معالجة الجرحى رغم التكلفة الباهظه ، لكننا في الوقت نفسه نطالب بالتحقيق لمعرفة من يدمِّر ويحرق حتى يتحمل تنظيمه المسؤولية وحتى لا يتجَرَّأ ثانية على تكرار ما حدث .
سادساً : إننا باسم حركة فتح – اقيلم لبنان ندعو الجميع الى موقف فلسطيني موحَّد هدفه الاول حماية المخيمات الفلسطينية، وتجنب الصراعات الداخلية، والالتزام بالآليات التي تم التوافق عليها لمعالجة الاشكاليات، ومحاربة سياسة الاقصاء والابعاد، وتكريس سياسية التعايش الفلسطيني الداخلي، ورفض الانجرار الى المشاريع الاقليمية التي باتت تهدد الكثير من الدول العربية ، ونأمل أن نعمل معا من أجل تحصين وحدتها الوطنية، وتوحيد كلمتنا .
نسأل الله سبحانه الرحمة للشهداء، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى . وإنها لثورة حتى النصر حركة فتح – إقليم لبنان 21/6/2015 ".