طالبت جهات حقوقية ومرجعيات دينية الحكومة اللبنانية بإنهاء ملف المعتقلين من ذوي التوجهات الإسلامية، وتعذيبهم، بعد تسريب مقطع فيديو، يظهر عناصر أمنية تنهال بالضرب الشديد على عشرات المساجين في سجن رومية.
وقال رئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان الشيخ أحمد العمري، إن "ما شهدناه في هذه المقاطع المصورة، من أساليب وحشية إجرامية في التعذيب، أمر معيب في بلد يتغنى بالحضارة والحرية والديمقراطية"، مطالبا بـ"رفع الظلم وإقامة العدل، وتحمل مسؤولياتهم".
ودعا العمري، إلى تشكيل لجان من الحقوقيين اللبنانيين والدوليين لدخول السجون اللبنانية واللقاء مع الموقوفين والمساجين والإطلاع على أوضاعهم وظروف سجنهم، داعيا إلى الابتعاد عن "التجاذبات السياسية التي يتصارع فيها السياسيون لأجل مصالحهم وعدم السماح للبعض بالاصطياد بالماء العكر"، معتبرا أن "هذا المستوى من التعامل مع السجناء في لبنان نذير شؤم لا يبشر بالخير، ويدفع بالبلد لساحات فتن واسعة"، مشيرا، إلى أن لديهم "خطوات تصعيدية بالتنسيق مع القوى الإسلامية والوطنية والطوائف الأخرى".
من ناحيته، قال رئيس المؤسسة اللبنانية للديموقراطية وحقوق الإنسان نبيل الحلبي، إن ما ظهر بالفيديو المسرب جزء بسيط من التعذيب الممارس في السجون اللبنانية، مشيرا إلى وجود مقاطع فيديو لم تنشر في الإعلام، تظهر عناصر وهم "يتبولون على المعتقلين، ومن ثم يدعونهم للصلاة"، لافتا إلى وجود "اعتداءات جنسية تطال العديد من المعتقلين أيضا".
وأكد حلبي، أن "وزير الداخلية يعلم بهذه الحالات"، مشددا أن ما حصل "جريمة بكل معنى الكلمة"، داعيا إلى "استئصال العناصر الأمنية المشاركة بهذه العمليات الإجرامية".
وأوضح أنه "سيتم التواصل مع اللجان الدولية والمفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، من أجل الضغط على الحكومة اللبنانية وإجراء إصلاحات بهذا الشأن".
وفي السياق نفسه، أصدر مفتي الجمهورية اللبنانية السابق الشيخ محمد قباني، بيانا طالب فيه بـ"محاسبة من أصدر أوامر التعذيب مهما علا شأنهم"، مشددا أنه "يستحيل أن يمارس أحد التعذيب الوحشي فضلا عن العادي ضد معتقلين داخل السجون دون تكليف من مرجعه الأمني المباشر".
وشدد قباني، على "ضرورة إقفال ملف المعتقلين الإسلاميين نهائيا"، مضيفا "لا يستغربَن أحد إذا قلنا إن وسائل التعذيب تعلم المعتقل كيف يكون إرهابيا ومنتقما".
وأثار تسريب مقطع الفيديو، والذي أظهر المساجين الإسلاميين بلباسهم الداخلي وهم يتعرضون للضرب المبرح في سجن رومية، موجة غضب عارمة في الشارع اللبناني، حيث شهدت العديد من المناطق اعتصامات واسعة بعد صلاة التراويح.