أكد عضو الكنيست الإسرائيلي "حاييم يلين" على أن: "جيش الاحتلال يتبع سياسية تقضي بعدم التسرع في ضرب وتحديد أنفاق المقاومة التي يتم اكتشافها على الحدود مع قطاع غزة".
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن يلين قوله "من غير المعقول أن نصبر لأسابيع أو حتى لأشهر في بعض الأحيان قبل إقدام الجيش على تدمير هذه الأنفاق بالرغم من توفر المعلومات الموثوقة عن مسارها وأماكنها، وذلك بفضل المنظومة التقنية الجديدة، التي أصبح يشغلها الجيش على الحدود مع القطاع للكشف عن الأنفاق التي تتجاوز الحدود الإسرائيلية".
وأضاف أن الجيش يبرر اتباع هذه السياسية بالخوف من الانجرار إلى تصعيد الأوضاع، مبيناً أن "الأسمنت والباطون الذي تم سكبه في الجدار الأرضي على حدود القطاع يكفي لبناء مدينة بأكملها".
وأردف يلين "الحرب الأخيرة على غزة 2014 فشلت من الناحية الإعلامية والدعائية، حيث استغرقنا نحو 40 يومًا من أجل العثور على 30 نفقا فقط ودفعنا مقابل ذلك ثمنا باهظا".
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن تفاصيل إقامة جدار تحت الأرض حول قطاع غزة مزود بأجهزة استشعار للحركة للتعرف على أي أعمال حفر للأنفاق.
وذكر موقع "دير شبيغل" بالعربية، إنّ إسرائيل تعمل لبناء سياج أمني جديد، فوق سطح الأرض لمنع التسلل إلى داخل أراضيها.
وكشف الموقع نقلاً عن جيش الاحتلال يوم الخميس "18 كانون الثاني/يناير 2018" تفاصيل سياج كبير تحت الأرض يبنى حول قطاع غزة للتمكن من احتواء خطر الأنفاق الفلسطينية التي يتم حفرها انطلاقا من القطاع.
ومن المقرر انتهاء العمل بالجدار الذي تصل كلفته إلى 570 مليون يورو في منتصف عام 2019 على أن يمتد بطول 65 كيلومتراً، وسيرافق الجدار المبني من الإسمنت أجهزة استشعار للحركة مصممة للتعرف على أي أعمال حفر للأنفاق. وأعلن الجيش في السابق هذا المشروع، ولكن تم إبقاء تفاصيله سرية حتى الخميس، حيث تم السماح للصحافيين بمشاهدة جوانب منه.
ومع بناء الجدار الجديد تحت الأرض، وأجهزة استشعار الحركة، فإن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لن يكون بإمكانها حفر واستخدام الأنفاق بحسب ما أعلن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير.
وقال المسؤول للصحافيين إنهم يدركون أن سلاحهم الاستراتيجي الأنفاق التي تخترق الحدود سينتهي.
ومنذ عام تقريبا يعمل العمال الإسرائيليون والأجانب على مدار الساعة لاستكمال بناء الجدار، بحيثُ يبنى تحت الأرض شرق السياج الحدودي القائم مع قطاع غزة.
وتم إنهاء أربعة كيلومترات منه حتى الآن في منطقة مستوطنة سديروت شمال قطاع غزة ومنطقة ناحل عوز شرق غزة.
وبيّن المسؤول العسكري أن التقنيات المستخدمة في بناء السياج تشبه تلك التي تستخدم في بناء جدران الدعم للمباني الشاهقة أو مواقف السيارات تحت الأرض.
وتحفر آلات ثقيلة خندقا عميقا وضيقا ثم تصب فيه "البنتونيت" وهو نوع من الإسمنت السائل الذي يحافظ على الخندق من الانهيار.
ويتم بعدها إدخال قفص تقوية معدنية مع أنابيب تقوم بامتصاص طين البنتونيت " وهي مادة تأتي على شكل بودرة بأكياس معبأة "50 كلغم"، تعمل بعد خلطها بالماء على تدعيم جوانب الحفر للأوتاد وتمنع تسرب المياه الجوفية إلى الخندق وذلك من خلال ضخها أثناء عملية الحفر في مكان الوتد ويُجدر الإشارة هنا أن نسبة كثافة هذه المادة تعتمد على نوع طبقات التربة فان كانت التربة ضعيفة نزيد من الكثافة وان كانت متماسكة نوعا ما نقلل من كثافة هذه المادة "، ثم صب الإسمنت داخل الخندق ليجف داخل جدار يبلغ عرضه نحو متر تقريبا.
ولفت المسؤول العسكري إلى أن الجدار تحت الأرض سيكون عميقا بما فيه الكفاية لصد هجمات الأنفاق من قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه سيتم أيضا بناء سياج أمني جديد طوله ثمانية أمتار فوق الجدار على سطح الأرض سيمنع تسلل الغزاويين داخل إسرائيل بحسب المسؤول.