عبر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن أسفه لتحول مجلس التعاون الخليجي إلى منظمة غير فاعلة، قائلاً "إننا نشعر بالأسف لكون مجلس التعاون أصبح منظمة غير فعالة بعدما كان في الماضي القريب مثالاً للتماسك والأمل للعالم العربي".
وأكد خلال مشاركته أمس الثلاثاء في جلسة بعنوان "رؤية مشتركة للعالم العربي" في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، أن قطر مستمرة في الدعوة للحوار لحل الأزمة الخليجية، التي افتعلتها دول الحصار الأربع (السعودية، الإمارات، البحرين، ومصر) في 6 من يونيو/حزيران الماضي، ضد قطر.
وقال الوزير القطري "إننا نعيش في حقبة نحتاج فيها إلى التعايش جنباً إلى جنب مع احترام سيادة الدول"، مشدداً على أنّه لا يوجد حل وسط عندما يتعلق الأمر بالسيادة.
من جهةٍ أخرى، أشار إلى أنّ "القوى المختلفة تحاول الحصول على أقصى قدر من النفوذ حتى تأتي إلى طاولة المفاوضات في وضع أفضل".
ولفت إلى أن الشعوب هي التي تدفع الثمن، معرباً عن اعتقاده بضرورة أن يحث العالم جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لمعالجة شواغلهم.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع مصر وما إذا كان هناك أمل في تحسين هذه العلاقات، قال آل ثاني "نحن نأمل دائماً في سد الفجوة بين قطر ومصر، ونعتقد أن الاختلافات التي لدينا مع مصر ليست أساسية".
وشدد في الوقت نفسه على "اهتمام بلاده باستقرار مصر". كما وجه كلامه إلى "أولئك الذين يدّعون أن قطر تحاول أن تلعب دوراً مزعزعاً للاستقرار في مصر"، قائلاً إنهم "يوجهون اتهامات كاذبة".
وأضاف "إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية عربية، فإن استقرار مصر مهم جداً للمنطقة. وإذا نظرنا إليه من منظور اقتصادي، فلدينا استثمارات قائمة في مصر، والحرص على أن تكون استثماراتنا في بيئة مناسبة هو من أولوياتنا. وليس هناك ما يدعو إلى أن تصبح قطر عاملاً مزعزعاً للاستقرار في مصر".
وأضاف "كل من يحاول البناء على هذه الاختلافات يحاول خلق نظرة معينة لقطر"، موضحاً أنه "لم تكن هناك أي استجابة من الجانب المصري للجلوس وتقريب وجهات النظر".
إلى ذلك، تطرق الشيخ محمد بن عبد الرحمن في كلمته، أمس، إلى ملف الإرهاب، مشيراً إلى أنّ "جماعات التطرف العنيف تنمو في مناطق الاضطرابات السياسية، والتفكك الاجتماعي، والفقر والمشاكل الاقتصادية".
ورأى أن "اقتصار التعامل مع الجماعات المتطرفة على الجوانب الأمنية فقط، سيؤدي إلى اختفاء الإرهاب لفترة قصيرة، ويمهد لنمو جماعات متطرفة جديدة".
كما بيّن الوزير القطري أنّ تنظيم "داعش" ما هو إلا تطور لتنظيم "القاعدة" الذي كان في العراق، مشيراً إلى أن "داعش" لم يبدأ في سورية وإنما في العراق بسبب الفراغ السياسي وتهميش فئات معينة، مضيفاً أنّ التنظيم وجد مكاناً مثالياً للنمو في سورية بعد الفوضى التي خلقها النظام.
ودعا في هذا السياق إلى "النظر للإرهاب من زاويتين رئيسيتين هما الأيديولوجيات وغياب الدولة"، مبيناً أن "قدرة المتطرفين على استخدام الأيديولوجيات لحشد الموارد وتجنيد الناس لم يسبق لها مثيل، وأن المجموعات المتطرفة لا تنمو في دول تعتبر جميع مواطنيها سواسية".
ورأى أنه عندما يتم تزويد الشباب بالأمل وفرص العمل والتعليم المناسب، سينشؤون ليصبحوا أفضل ولن يكونوا ضعفاء أمام التطرف.