المطلقات ... تحدي ونجاح

المطلقات
حجم الخط

"المطلقات" نجاح ومواجهة للمجتمع

رغم أننا جميعاً نقول أن المرأة نصف المجتمع إلا ان المرأة كانت ولا زالت مستضعفةً يُنظر إليها نظرة تهميش , ونصيبها في الواقع لا يتعدى مزاج الرجل وهذا في الوضع الطبيعي فكيف لو كانت مطلقة !!

يقول الدكتور رفيق المصري أستاذ علم الاجتماع في جامعة الأقصى " إن الزواج هو التحام طوعي بين شريكين يمتلكان به شركة مساهمة محدودة لكل منهم 50%".

ويضيف المصري " هذه الثقافة التي تعني أولوية الذكر على الأنثى هي الأساس الذي تُـتَهم بناءاً عليه المرأة بأنها المسئولة عن الطلاق حال وقوعه , وبموجبها فإنه على المرأة أن تتحمل زوجها بكل صعابه".

 لا تخفى على احد النظرة السلبية الشائعة في مجتمعنا للمطلقات وهي نفسها تلك النظرة ما قد تكون سبباً في الطلاق , وهذا ما يدخلنا في ثقافة العيب فبحسب تلك النظرة فإنه "من العيب" أن تنفصل المرأة عن زوجها حتى لو كانت حياتها معه لا تطاق و"من العيب" أن تنفصل المرأة عن زوجها أيضاً حتى لو كان يحرمها من أبسط حقوقها كالتعليم او العمل .. إلخ .

ويشير المصري إلى عدم وجود حلول سحرية من شأنها إنهاء مشكلة المطلقات في ليلة وضحاها وأكد على أن عملية التغيير الثقافي والاجتماعي هي عملية صعبة ومعقدة وطويلة الأمد بمعنى أنه علينا أن نعمل وفق سيمفونية واحدة بحيث تشارك فيها الأسرة والمؤسسات التعليمية والإعلامية بالعمل معاً لخلق ثقافة جديدة قائمة على المساواة لأننا نعالج موروث ثقافي طويل .

المطلقات .. تحدي ونجاح

رغم كل المعيقات الثقافية والاجتماعية , تصر عدد من المطلقات على تحدي الواقع والنجاح في حياتهن من خلال التعليم والعمل كما فعت المواطنة (ص.ع) التي تقول " كان علي الاختيار ما بين تحقيق ذاتي و زوجي الذي أراد حرماني من أبسط حقوقي " , وأضافت "كنت أعلم جيداً كيف ينظر المجتمع للمطلقة وكان علي مواجهة الجميع حتى احصل على ابسط حق للإنسان وهو حرية الاختيار" (ص ع) التي اختارت الطلاق حتى تحقق ما سعت دائماً لتحقيقه وهو العمل بعد إكمال دراستها الجامعية , قد تمكنت حقاً من تحقيق هذا الحلم وأثبتت للجميع من حولها أن خيارها كان صائباً وأن الطلاق ليس نهاية العالم .

  وكان على المطلقة (ا.ج) أن تواجه المجتمع ونظرته السلبية رغماً عنها بعد أن عاقبها زوجها بالطلاق على شيء لم يكن لها يد فيه وهو عدم القدرة على الإنجاب , قالت "لم اعترض على حكم الله وأعلم أن لله حكمة فيما قدره ، وتفاجأت بقرار زوجي المفاجئ بالانفصال".

كانت الصدمة شديدة عليها فلم يكن لدى زوجها الإيمان الكافي ليقبل بقضاء الله , لكن الله لم يحرمها من النجاح حين قررت إكمال دراستها الجامعية ليكافئها الله بوظيفة معلمة .

مسئولية من ؟

تقول الاستاذة هداية شمعون منسقة برنامج الابحاث في مركز شئون المرأة أن نظرة المجتمع للمرأة بشكل عام نظرة منقوصة وتقليدية وينُظر للمرأة على أنها تابعة للرجل , وهي نظرة غير مبالغ بها فهي واقع من تجارب النساء , حيث أصبحت كلمة مطلقة تشكل وصمة مجتمعية عن المطلقات , وهذه الوصمة قاسية جداً ولا يدرك قسوتها إلا المطلقات أنفسهم .

وتضيف شمعون "مساندة الأهل وحلقة الاصدقاء تلعب الدور الأهم في مساندة المطلقة بعد إرادتها وأعتقد بأن الطلاق هو ولادة جديدة لتحقيق النجاح وهناك تجارب نساء عديدة أثبتت ذلك" .

ويبقى الدور الأهم في هذه القضية هو الدور التوعوي لهذه الفئة وللمجتمع ككل وتسليط الضوء على هذه الفئة والتعامل مع المطلقة كإنسانة وعدم توصيفها بالحالة الزوجية والخروج من القالب المنغلق الذي نعيشه وفقاً لبعض العادات والتقاليد .

وهذا ما أكدت عليه شمعون بدعوتها للمجتمع ومؤسساته وأفراده وهمزات الوصل من إعلاميين وكُتَّاب واجتماعيين لتسليط الضوء على هذه الفئة وتبني قضاياهم وطموحاتهم , كما ووجهت شمعون دعوتها للمطلقات بقولها "أنتن أقوياء ولديكن الامكانيات والقدرات للانطلاق والتحدي وتحقيق النجاح عند نسيان الماضي" .