في الوقت الذي تعاني فيه وزارة الصحة في قطاع غزة من أزمات نقص الأدوية والوقود تبرز أيضاً معاناة مستشفى النصر للأطفال لتنذر بتدهور الوضع الصحي وتحذر من انهيار خدماتها التي تعتبر خط الدفاع الأول عن صحة أطفالنا.
أوضح الدكتور مصطفى سليم الكحلوت مدير مستشفى النصر للأطفال إلى وجود أزمة نقص في بعض الأدوية والمهمات الطبية حيث أفاد أن أزمة نقص الأدوية ليست بالجديدة، ولكن ازدادت حدتها في الآونة الأخيرة وكثير من الأدوية نفذ مخزونها الاستراتيجي وبعضها مهمة جدًا لإنقاذ حياة الأطفال وعدد آخر من الأصناف ستوشك على النفاد خلال الأيام القليلة القادمة.
وأشار الدكتور مصطفى الكحلوت أن المستشفى ستتواصل مع العديد من الجهات للبحث عن حلول لهذه الأزمة، متمنيا على المجتمع الدولي والجهات المانحة أن تقوم بالدور المنوط بها.
وفي نفس السياق أكدت د. هيفاء ساق الله مدير صيدلية م. النصر للأطفال على وجود نقص حاد في المضادات الحيوية (ampicillin ) و ( gentamycin ) والتي تستخدم في قسم الحضانة كخيار أولي لحالات العدوى المنتشرة بالإضافة لصنف (Luminal) والذي يستخدم في حالات التشنج للأطفال حديثي الولادة كخيار أولي هام.
كما أشارت إلى وجود نقص أيضاً في صنف (Dextrose saline ) وهو من المحاليل الوريدية الخاصة بالأطفال وغير متوفر في المستشفى (رصيد صفر) وهو يستخدم لإعطاء الطفل السوائل في حال عدم قدرته على الرضاعة و كذلك لتعويض الفاقد من السوائل من الجسم كما في حالات النزلات المعوية.
وأشارت د. ساق الله إلى نقص صنف إميونوجلوبيولين (IVIG) المستخدم لعلاج نقص المناعة لدى الأطفال والمواليد وكذلك حالات نقص الصفيحات الوريدي المناعي(ATP) لدى الأطفال، موضحة أن نقص هذا الأصناف تشكل خطرا على حياة هؤلاء الأطفال وأن الأزمة الحالية هي الأسوأ بالنسبة للقطاع الصحي، والتي أدت إلى زيادة سرعة وتيرة التدهور في هذا القطاع مما يهدده بالانهيار.
وأضافت ساق الله أن المستشفى ستعاني أسوأ ظروفها الصحية حال استمر النقص في عدد من اصناف الأدوية الهامة لبقاء الأطفال حديثي الولادة على قيد الحياة، إذ يوجد أكثر من 6 أصناف مفقودة من قائمة الأدوية الأساسية بالمستشفى التي تتكون من 200 صنفا، بالإضافة إلى العديد من الأصناف من المستهلكات الطبية".
وتعتمد مستشفى النصر بشكل أساسي على الأدوية والمهمات الطبية، لذلك فإن العجز فيهما سيحدث أزمة كبيرة في السيطرة على الوضع الصحي ومنع تدهوره.
وتابعت قائلة: "الوصول إلى هذا الحد من النقص يهدد خدمات أساسية بالمستشفى بالعجز الكامل في إمكانية تقديمها، ومنها خدمات الحضانة والطوارئ والعناية المركزة".
وفي نفس السياق أكدت د. شيرين عابد رئيس قسم حضانات الأطفال بمستشفى النصر أن الفئات المتضررة من النقص الحالي في الأدوية هي الأطفال حديثي الولادة التي تقل أعمارهم عن 28 يوم، حيث يبلغ عدد حالات الدخول لأقسام الحضانة حوالي 10 حالات يومياً.
والعديد من حالات الدخول في الأقسام الداخلية للمستشفى يحتاجون علاج وريدي وعناية يومية.
حيث لا يمكن تقديم رعاية صحية دون توفر كميات كافية من كل من الأدوية والمهمات الطبية اللازمة لذلك، وأن أي نقص في أي منهما يؤثر سلباً وبصورة مباشرة على المرضى، معربة عن أملها في حل هذه المشكلة في أقرب وقت ممكن لتلافي حدوث أزمة صحية كبيرة.